(حسين الجسمي) يحث المصريين على الانتخابات الرئاسية وينافس شادية ووردة !
كتب: أحمد السماحي
نجح (حسين الجسمي) في كتابة اسمه بحروف من نور في الذاكرة الشعبية المصرية، ووضح هذا بقوة خلال الانتخابات الرئاسية الحالية التى ينتهي التصويت بها مساء اليوم.
فمن خلال متابعتنا للإنتخابات الرئاسية الحالية لاحظنا توافد عدد من الشخصيات العامة والنجوم والمشاهير على المقار الانتخابية للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المصرية 2024، التي بدأت صباح أول أمس الأحد 10 ديسمبر.
كما توافد أعداد كبيرة من الناخبين من الشباب، والرجال والسيدات، وكبار السن للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع حاملين الأعلام المصرية وعلى نغمات الأغاني الوطنية أمام اللجنة للإدلاء بأصواتهم.
وظهرت حشود من الناخبين وصل بعضهم في حافلات بمراكز الاقتراع التي شهدت بث موسيقى وطنية عبر مكبرات الصوت.
(حسين الجسمي).. و(بشرة خير)
كانت الأغنيات التى تبث في كل اللجان هى (يا حبيبتي يا مصر) كلمات محمد حمزة، ألحان بليغ حمدي، غناء شادية، و(أنا على الربابة بغني) كلمات عبدالرحيم منصور، وألحان بليغ حمدي وغناء وردة.
وأغنية (بشرة خير) كلمات أيمن بهجت قمر، ألحان عمرو مصطفى، توزيع توما، غناء (حسين الجسمي).
وبهذا يكون المطرب الإماراتي (حسين الجسمي) نافس بقوة أغنيتين من أعذب وأجمل ما قدم في الغناء الوطني المصري في القرن العشرين.
خاصة وأن أغنيته (بشرة خير) أصبحت تبث في كل الإنتخابات المصرية، حتى انتخابات الطلبة في المدارس والجامعات!.
(حسين الجسمي) والذاكرة الشعبية
يعتبر (حسين الجسمي) هو المطرب العربي الوحيد الحالي الذي رددت له الذاكرة الشعبية المصرية أو بصورة أدق المواطن المصري العادي أغنية وطنية بعد جيل العمالقة الكبار.
وما فعله (حسين الجسمي) ليس مسألة سهلة أو بسيطة، فمصر وغناءها موضوع كبير، والتعامل مع ظاهرة مصر بأسلوب (سياحي) قد ينتج فنا، وقد ينتج فنا جميلا.
ولكنه دائما يفتقد شيئا تظل تبحث عنه، إلى أن تكتشف أن الفنان قد يكون عاش في مصر، أو أحب مصر، إلا أن مصر لم تعش فيه، لكن مع (حسين الجسمي)، الوضع مختلف حيث تشعر أن مصر تجري في شرايينه وأوردته.
إقرأ أيضا : الجسمي يعيد التعاون مجددا بين (وليد سعد) ومصطفى مرسي
وهذا وضح جدا للشعب المصري الذي نسى كثير منه جنسية (حسين الجسمي)، وأصبح يتعامل معه كأنه مصري، وليس هذا فقط ولكن طالب كثيرا منهم، بمنحه الجنسية المصرية.
وهذا أيضا نادر ويحدث لأول مرة، خاصة وأن الطلب ليس من جهة ما، ولكن من الجمهور المصري العادي الذي توحد مع (حسين الجسمي)، منذ غنى أول أغنياته (فقدتك يا أعز الناس) من ألحانه، وكلمات فيصل اليامي.
يومها شعرنا جميعا بتوحد شديد مع صوت وأداء (حسين الجسمي)، وشاركناه وجعه، واستدعينا عشرات الصور عن أحبه فقدناهم.
(حسين الجسمي).. بحبك وحشتيني
مع غناء (حسين الجسمي) لأول أغنياته المصرية عام 2006 وهي (بحبك وحشتيني) كلمات أيمن بهجت قمر، وألحان وليد سعد، التى قام بغنائها للترويج لفيلم (الرهينة) والتى يقول مطلعها:
(وبحبك وحشتيني، بحبك وإنت نور عيني
ده وإنت مطلعة عيني، بحبك موت
لفيت قد إيه لفيت، ما لقيت غير فى حضنك بيت
وبقولك أنا حنيت، بعلو الصوت….)
مع هذه الأغنية الوطنية المطرزة بالعاطفة المشبوبة، والحب الشديد والغضب الساطع، بدأ الشعب المصري خاصة من الشباب يندمجوا مع (حسين الجسمي)..
لأنه عبر يومها عن إحباطهم، وعما يكتمونه من مشاعر متناقضة تجاه بلدهم، لكن حبهم الطاغي لبلدهم ينتصر على غضبهم.
وشعرنا جميعا أننا أمام مطرب عظيم، وإحساس صادق وطاغي، ولكن شيئا ما كان ينقص الجسمي لنشعر أنه بلغ حد الأكتمال.
وبأننا نستطيع أن نقول بارتياح نحن أمام مطرب سرق المصريين من أنفسهم، خاصة وأننا جميعا أعتقدنا أنها أغنية فيلم وستمر مرور الكرام، كما فعلها كثير غيره من المطربيين العرب.
لكن يبدو أن مصر والجمهور المصري كانت نصب أعين (حسين الجسمي)، وراهن عليهم بقوة، ولم يكن راهنه مثل غيره على تعداد الشعب المصري الذي تجاوز الـ 100 مليون نسمة.
ولكن كان راهنه على قلب ووجدان الشعب المصري، وليس هذا فقط، ولكنه كان يريد استدراج الشعب المصري إلى أرضيته، أرضية الحالة الغنائية التى يقدمها.
ويجعل بوح المصريين الغنائي في إطار صنعه، ويرفع على مشاعرهم علم مشاعر صافية، خالية من العقد، ومن الحزازات.
إقرأ أيضا : بعد الطبطبة: أصبحنا نعيش عصر بلبطة الغناء والهزهزة، والدغدغة!
وحدث هذا مع أغنيته المصرية الثانية التى قدمها من خلال مسلسل (بعد الفراق) تأليف محمد أشرف محمد، إخراج شيرين عادل، بطولة هند صبري، وخالد صالح.
يومها غنى (حسين الجسمي) التتر الذي كتبه أيمن بهجت قمر، ولحنه محمود طلعت، والذي يقول مطلعه:
أكتر حاجة توجع في لحظة الفراق
حبيبك تلمحه ودموعه رافضة تطلع
وكأنه حالا فاق على ايد بتدبحه
ليصبح (حسين الجسمي) بعد هذه الأغنية المتميزة للغاية المطرب العربي الوحيد الذي لا يشعر المصريين بالغربة تجاهه، أو أنه ليس مصريا، وهنا أنا لا أقصد المصريين من الطبقة المثقفة أو العليا، ولكن المواطن المصري البسيط العادي.
(حسين الجسمي).. وثورات مصر
مع قيام ثورة 2011 انقسم الشعب المصري على مطربيه، لكنه لم ينقسم على (حسين الجسمي)، خاصة وأنه لم يترك المصريين لحظة ففي كل أوقات الشدة والمحن كان صوته يبث فيهم الطمائنية والحب لبلدهم.
ويرسل لهم رسائل خاصة مثل التى كتبها نادر عبدالله، ولحنها وليد سعد والتى تقول:
(سيادة المواطن ابن مصر يا حر ابن حر
بعد التحية والسلام شايلك رسالة
سيادة المواطن ببلغ سيادتك جنابك سعادتك
لازم تيجى لما مصر هتقولك تعالى).
ومع ثورة 3 يوليو 2013 وحتى الآن كتب (حسين الجسمي) خلوده الفني، وأكد بصمته المصرية من خلال العديد من الروائع المصرية الوطنية التى لا تنسى مثل (مبروك لمصر، مساء الخير..
وتسلم ايدينك، أجدع ناس، بشرة خير، رسمنالك، هذه مصر، فرحان بمصر، متخافوش على مصر، رمضان في مصر)، فضلا على إعادته لرائعة (يا أغلى اسم في الوجود) لمطربتنا الكبيرة نجاح سلام.
هذا غير أغنياته العاطفية والاجتماعية المتميزة مثل (ستة الصبح، بالبنط العريض، حتة من قلبي، بلبطة)، وتعريف الشباب بأغنية (أما براوة) غناء القيثارة (نجاة الصغيرة).
ما قدمه (حسين الجسمي) لدعم مصر جعل الرئيس عبدالفتاح السيسي يوجه له الشكر عندما قدم أغنيته (ماتخافوش على مصر)، كلمات تامر حسين، وألحان عمرو مصطفى، وهى الأغنية التى غناها أثناء الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين بنصر أكتوبر.
يومها قال له الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان حاضرا الاحتفال: (يا أستاذ حسين متشكر، لم تسنح لي الفرصة لأشكرك، وكنت أنتظر الفرصة لرؤيتك، وأقول لك كتر خيرك، وأحييك وأحيي دولة الإمارات من خلالك).