نتذكر أغنيات (ذكرى) لفلسطين في الذكرى 36 لانتفاضة الحجارة
كتب: أحمد السماحي
نتذكر أغنيات المطربة الراحلة (ذكرى) لفلسطين اليوم السبت الذي يصادف التاسع من ديسمبر، الذكرى الـ 36 لاندلاع الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة)، التي فجرها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
لتكون هذه الانتفاضة بسنواتها السبع (1987-1994)، من أهم مراحل تاريخ نضال الشعب الفلسطيني، وسمّيت بانتفاضة الحجارة،لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها المقاومون ضد عناصر الجيش الإسرائيلي، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة.
(ذكرى).. لا تحزني يا قدس
بهذه المناسبة نتذكر مشوار المطربة الراحلة (ذكرى) مع الأغنية الفلسطينية، لأنها من أكثر المطربات غناءا لفلسطين، كما مرت منذ أيام في صمت رهيب الذكرى العشرين لرحيلها، حيث رحلت عن حياتنا يوم 28 نوفمبر عام 2003 .
من أول الأغنيات التى قدمتها ذكرى عن فلسطين في الانتفاضة الأولى أغنية بعنوان (لا تحزني يا قدس) كلمات عبدالله منصور، ألحان الشريف محمد، يقول مطلعها :
ما تحزني يا قدس يا مسرى نبينا
ما تنتهي روح التحدي فينا
يا أولى القبلتين، يا تالت الحرمين
(ذكرى).. من يجرى يقول
كما غنت ذكرى في هذه الفترة أغنية قاسية الكلمات، جميلة اللحن، كتبها ولحنها الفنان الليبي علي الكيلاني بعنوان (من يجرى يقول) يقول مطلعها:
من يجرى يقول، هذا مش معقول !
كل عام نقول بنغزي غزوة حطين
نلقى اللي يجينا يذكرنا بـ 67
من يقدر يعرف وش بينا، وش اللي لاصق بإيدنا
برّدنا صبرا وشاتيلا بتلج النرويج
سخنّا البايت والجامد بنفط الخليج
نرجى في النصر يجي عكسه، ملينا من نكسة لنكسة
وانشد جهينة تقول عندي الخبر اليقين !
من يجرا يقول هذا مش معقول!
مع نهاية التسعينات شاركت (ذكرى) في أوبريت (الحلم العربي) كلمات مدحت العدل، وألحان حلمي بكر، وصلاح الشرنوبي، توزيع حميد الشاعري.
ورغم أن هذا الأوبريت لا يتحدث مباشرة عن فلسطين، ولكنه يتحدث عن فكرة الحلم العربي، وحلم الوحدة العربية، وفي الطريق تذكر المآسي التى تحدث للدول العربية من جراء التشتت والوحدة، وكان من بين الدول التى تذكرها فلسطين.
(ذكرى).. صبرا فلسطين
مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى، التى اندلعت في 28 سبتمبر 2000 وتوقفت فعلياً في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ.
والذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إرئيل شارون.
قدمت (ذكرى) في هذه الفترة وقبل رحيلها عام 2003 مجموعة كبيرة من الأغنيات، كانت أولهم قصيدة رائعة عن فلسطين بعنوان (صبرا فلسطين) كلمات الشاعر المبدع عمر بطيشة، ألحان وتوزيع الموسيقار الرائع أمير عبدالمجيد بعنوان (صبرا فلسطين).
وشاركها في غناء هذه التحفة المطرب الكبير علي الحجار، ويقول مطلع هذه القصيدة
صبراً فلسطين اثبتي فالفجر آت
الليل طال فواصلي هذا الثبات
فالفجر يجلو كل ليل في الليالي المضنيات
لا لستِ عن دلُساً ولن نرضي الهوان
فالقدس تبقي قدسنا طول الزمان
هانحن رغم الليل اقسمنا اليمين
ان نستعيد القدس والاقصي السجين
في عام 2002 قدمت قصيدة رائعة أخرى بعنوان (يا فلسطيني) كلمات جمال بخيت، ألحان عمار الشريعي، توزيع أمير عبدالمجيد، يقول مطلعها :
يا فلسطيني مُلهم يا نصري الأكيد
أنت الاعلى دايما يا ابن الوليد
وحياة دم جاري في الاقصى العنيد
لا حياخدوك اسير ولا هتعيش طريد
مادمت بإرادتك شهيد شهيد شهيد.
(ذكرى).. وزمان الوهن
كما قدمت (ذكرى) مع المطرب دافئ الصوت محمد الحلو قصيدة بعنوان ( يازمان الوهن)، كلمات الشاعر السعودي المبدع عبد الرحمن بن مساعد، واللحن من موشح عربي، يقول مطلعها:
يا سراب السلم في الوقت الذي
فيه يعلو الإفكُ في مسرىَ النبي
وجيوش العرب يجري حشدها
لجيوش العرب لا للأجنبي
ندْد القوم بصوت واحدٍ
بفعال المجرم المغتصبِ
أبشروا بالنصر هذي حربنا
جندنا الطفلة فيها والصبي
يا زمان الوهن عند العربِ
أي ليل حالك نحن بهِ
أي ذل فاضحِ لا يختبي
أين مجداً دانت الدنيا لهُ
مر دهرُ شمسه لم تغربِ
ومن الثنائيات الرائعة التى قدمتها ذكرى أثناء الانتفاضة الثانية لفلسطين أغنية متميزة للغاية عبارة عن (ديو) بينها وبين صوت مصر (أنغام).
وجاءت بعنوان (نحلم ايه؟ ونحس ايه؟) كلمات بهاء الدين محمد، ألحان خالد البكري، توزيع أشرف محروس، يقول مطلعها:
نحلم ايه؟ ونحس ايه؟
ياما حلموا، ياما حسوا اسألوهم ضاعوا ليه؟
كل واحد كان لوحده، عاش لنفسه، وعاش لوحده
وأما جالوا اليأس ياخده ضاع
لكنه مضعش وحده خد معاه الكل جنبه
غصب عنهم شالوا ذنبه
واحنا منهم بعد منهم خدنا ايه..؟؟!
هما ضاعوا وراحوا واحنا جرحهم مخنوق ف روحنا
كل شئ حوالينا واقف ضد أحلامنا وطموحنا
كل حاجة باينه واضحة يعنى لازم احنا نصحى
وبالتالى اللى باقي نخاف عليه
(ذكرى).. شهيدة الطرب
رحم الله المطربة ذكرى شهيدة الطرب، صاحبة الصوت القوي الحساس البراق، اللامع، المشغول بالطرب، والمطرز بالأصالة، التى استطاعت جمع قلوب الجماهير العربية كلها حول صوتها الذي من الصعب تكراره.
فصوتها كان الابن الشرعي لكل ما تختزنه صدور المصريين والعرب من أوجاع قديمة، وأحزان غامضة، وهموم متراكمة، وخيبات أمل متراكمة، وأفراح مؤجلة، وعواطف محبطة..
وآلام من فرط ترادفها باتت مجهولة المصدر، كل ذلك يتبعثر لدى هبوب صوت ذكرى الدافئ البديع.