السعودية تنصف الأسطورة (رياض السنباطي) أروع من لحن القصيدة
كتب: أحمد السماحي
أخيرا فعلتها السعودية وكرمت الموسيقار الأسطورة (رياض السنباطي)، حيث أعلن المستشار تركي الشيخ رئيس هيئة الترفيه يوم الخميس الماضي عن تكريم (رياض السنباطي).
وكتب بوستا على صفحته على موقع (إكس) قال فيه: (ليلة من احلى الليالي مع روائع السنباطي يحييها نخبة من نجوم الطرب على مسرح أبو بكر سالم في بوليفارد سيتي، يوم 30 نوفمبر الجاري).
وفي ليلة (رياض السنباطي) سيكون جمهور السعودية مع مجموعة من ألمع المطربيين المصريين والعرب لإحياء هذه الليلة وهؤلاء المطربين هم (شيرين عبدالوهاب، صابر الرباعي، أحمد سعد، مي فاروق، ريهام عبدالحكيم، فؤاد زبادي، إيمان عبدالغني)، وسيقود الفرقة الموسيقية المايسترو هاني فرحات.
الأسطورة (رياض السنباطي) المغبون
يبدو الموسيقار (رياض السنباطي) كأنه مغبون أو مجهول المكانة وسط الاحتفالات التى تقام كل عام في مصر، والتى تتعلق بمجموعة قليلة من نجوم الغناء والتلحين.
وهؤلاء بالتحديد (أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ)، يليهم وعلى استحياء (فريد الأطرش، محمد فوزي، بليغ حمدي، محمد الموجي، كمال الطويل).
إقرأ أيضا : تعرف على لحن (السنباطي) الذي خسرته (فايزة أحمد) لسبب لا أحد يتوقعه!
ومع أن هؤلاء يستحقون كل تكريم، وكل احتفال بذكراهم كل عام سواء في الميلاد أو الرحيل، لكن يبقى (رياض السنباطي) صاحب أروع القصائد التى تغنت في القرن العشرين مجهولا لعدة أجيال.
و(رياض السنباطي) لا تتذكره وسائل الإعلام المصرية المختلفة، ولا حتى دار الأوبرا المصرية، ولو تذكرته الأوبرا فيكون من خلال حفل بسيط لمجموعة من الأصوات الشابة المبتدئة المحصورة في دار الأوبرا.
السعودية تستعيد (رياض السنباطي)
لكن بداية من اليوم وبفضل السعودية سيعود اسم (رياض السنباطي) قويا متوهجا، حيث تحرص هيئة الترفية عن تكثيف الدعاية والإعلان عن الحفل في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة.
والجميل في ليلة روائع (رياض السنباطي) أنها ستذكر الناس باسم هذا الهرم الفني، وبأعماله الكبيرة الموجودة بالفعل في ذاكرة الناس لكن معظمهم يجهل أنها للعملاق رياض السنباطي.
تراث رياض السنباطي
جدير بالذكر أن (رياض السنباطي) ترك للمكتبة الغنائية تراث ضخم بل أهم جزء من تراث الغناء العربي المتقن في عصر الأحياء الذي بدأ في أواخر القرن التاسع عشر.
وانتهى في أواخر السبعينات تاركا الساحة الغنائية لجيل جديد من الشباب يتقدمهم (هاني شاكر، عفاف راضي، علي الحجار، محمد ثروت، محمد منير،ومحمد الحلو، توفيق فريد، وسميرة سعيد، إيمان الطوخي، زينب يونس) وغيرهم.
ولعل المطربة الوحيدة التى غنت له في السبعينات هي عزيزة جلال التى تغنت بقصيدة (من أنا)، كما أعادت ميادة الحناوي غناء قصيدة (أشواق).
(رياض السنباطي).. عبقري القصائد
من بين كل أعمال (رياض السنباطي) الرائعة العذبة التى تتميز بالأصالة، تبدو القصائد العربية كأنها العرائس المجلوة التى لا مثيل لجمالها في الغناء العربي كله، من أول تاريخه.
فـ (رياض السنباطي) الذي لحن الطقاطيق والأغنيات الخفيفة لكلا من (ليلى مراد، نجاة علي، صباح، عبدالغني السيد، فايزة أحمد، وردة، نجاة، محمد عبدالمطلب، شريفة فاضل، شادية، عبدالحليم حافظ) وغيرهم، هو نفسه السنباطي الذي انفرد بين ملحني جيله والأجيال التالية بتلحين أكبر عدد من القصائد.
إقرأ أيضا : مفاجأة : قوى خفية لحنت “نهج البرده” باعتراف السنباطي!
حتى أن عدد قصائده – كما ذكر المؤرخ الموسيقي كمال النجمي – يساوي تقريبا عدد القصائد التى لحنها الملحنون جميعا من آواسط القرن التاسع عشر إلى سبعينات القرن العشرين.
ومن أهم هذه القصائد، قصائده التى لحنها (رياض السنباطي) لأم كلثوم التى ليس لها مثيل في الغناء العربي المتقن، وهى قمة الأعمال الغنائية التى نطقت بها المقامات الموسيقية العربية بلهجة بالغة الجدة والجزالة والتنوع والفخامة.
رأي عبدالوهاب في (رياض السنباطي)
يقول الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب عن العملاق رياض السنباطي في كتاب (عبدالوهاب وأوراقه الخاصة جدا) الذي قدمه وأعده شاعرنا المبدع فاروق جويدة.
يقول عبدالوهاب: سألت نفسي ماهو السر في استمتاعي عندما أسمع ألحان (رياض السنباطي)؟ ووجدت الجواب سريعا: أنه الصدق، فالسنباطي صادق فيما يقدمه.
لا يقدم شيئا إلا إذا كان مؤمنا به، ولا يوجد داخل (رياض السنباطي) غير السنباطي لأنه منبعه منه، ولم يقلد السنباطي أحدا رغم معايشته للعصر الموجود حوله.
وألحان (رياض السنباطي) فيها الجلال والاحترام والجمال، وتحترم التقاليد والآداب والعرف، وعندما أسمع ألحانه أشعر أنها قادمة من زمن سحيق، فيها جذور عريقة.
وهو من أقدر المطربين الذين استمعت إليهم، ففي صوته نبرات مرنة عالية مطيعة يتمكن بها أن يؤدي القفلات التى تستعصي على مطرب أخر، وبدون عناء لأنه فنان موهوب.
ويمكن لـ (رياض السنباطي) أن (يعدي) المستمع إليه بشجنه عندما يغني، وهو عواد نادر الوجود، وربما لا يوجد من في كفاءته، وشرقيته في الأداء.
إقرأ أيضا : سر طرح سيد إسماعيل أغنيات السنباطي لفيروز!
وهو يهوى الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، ويحتفظ بأغلب السيمفونيات والكونشرتات لكبار العباقرة، وقد تأثر بهذه الموسيقى ويعزف بعضها على العود، ويظهر هذا في بعض أعماله.
و (رياض السنباطي) ملحن (القفل) فلا يمكن أن يلحن جملة غنائية من غير أن ينهيها بقفلة ساخنة، معقدة تحتاج لصوت فيه ذبذبات معينة لتكون القفلة مثيرة وحارة.
وهذه القفلات من الصعب كتابتها لأن الأحساس الشخصي لكل مؤد يلعب دورا كبيرا في تأديتها بحيث تختلف من شخص لآخر.
النجوم المشارون في ليلة (رياض السنباطي)