بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسن نوح
استوقفني بعد مشاهدة فيلم إيكواليزر Equalizer، للممثل القدير (دنزل واشنطون) حقيقة أراد الفيلم تأكيدها في ثلاثة أفلام بنفس الاسم، وهى انتصار الحق والبقاء لصاحبه ومهما بلغت عنجهية وبربرية وقدرات الظالم (المحتل) فلا بقاء للجبروت فالحق آت وإن تأخر.
انها حقيقة ما يحدث في الأرض المحتلة، يا سادة فدولة (المحتل) رغم بشاعة وجبروت الالة العسكرية العنيفة، فقد انهارت تحت أقدام مقاومة من أجل أصحاب الأرض والحق والمحاربين ضد الظلم والقهر والهدم وموت الأطفال.
أما الطرف صاحب جبروت القوة فهو ضعيف بلا روح ولا حماس وفقط مظاهرات وصريخ لاسترجاع ما يقرب من 240 أسيرا نعم يقتل حتي الان ما يقرب من 12500 ويزيد.
نصفهم من نساء وأطفال يخرجون أشلاء من تحت الانقاض ولكنهم يمتلكون عزيمة صاحب الحق والأرض واليقين بعدل قضيتهم فنراهم صابرين يخرجون من تحت الأنقاض متمسكين بالحق.
وقد اصبح الموت لا يرهبهم ولا الدم فقد اعتاده الاطفال واصبح المنظر مألوفاً وتلك حاله سيدفع ثمنها أجيال من من جانب (المحتل) الإسرائيلي.
وإن كان لهم بقاء في أرض تم وضعهم فيها بلا جذور فأصبح انتماؤهم هشاً منهاراً أهلكهم وكشف هشاشتهم طوفان الأقصي في 7 أكتوبر.
إقرأ أيضا : (القدس).. جرح غائر في خاصرة الإبداع الفني العربي !
وقد شاهدنا كيف ترك جنود (المحتل) الدبابات والمجنزرات والأسلحه وزحفوا في الأرض يطلبون النجده نعم ليس لهم لا انتماء ولا قضية هم نبت منقول بلا جذور عكس شعب منذ أكثر من 75 عاما، وهم متمسكون بأرضهم وقد استوعبوا درس ١٩٤٨ ولن يتركوا الأرض.
إنه (الإكواليزر) معادله بقاء (المحتل) لصاحب الحق كما جسدها (دنزل واشنطون) في أفلامه.
تلك حقيقة يتجاهلها حلم الاستيلاء علي أرض فلسطين، فيبحثون تارة عن أي حجر تحت المسجد الأقصي ويأتون برجال الآثار وينقبون ويحفرون, ولكن عبثاً فلا يبقي لديهم إلا تدمير كل ما هو عربي فلسطيني.
فيدمرون ويغيرون معالم لكثير من الآثار بالعنف مرة وبالمال أحياناً ولكن شعب فلسطين باق واع لا ولن يفرط في أرضه مهما حدث.
القاذفات المدمرة من جانب (المحتل)
وهل ممكن أن نشاهد دماراً أكثر مما نشاهد الان في غزه بكل أنواع القنابل وكل أنواع القاذفات المدمرة من جانب (المحتل) الإسرائيلي وفي حراسة دول ادعاء الديمقراطيات وحقوق الانسان !
ويبقى أصحاب الأرض والحق صامدين يخرجون أشلاء الأمهات والأطفال والشيوخ وبأيديهم يحفرون بلا معدات لإخراج الجثث، ويبحثون عن الماء والكهرباء والوقود وأمام أعين العالم ولا من مستجيب !
إنه جبروت القوة للمهزوم عاجلاً أو آجلاً، هل أدرك (المحتل) الصهيوني ماذا حدث لـ (وائل الدحدوح) فقد أتاه خبر استشهاد أطفاله وزوجته وحفيده وهو على الهواء وكيف كان صابراً يمتلك عزم وعزيمة صاحب الحق.
إنها حالة يجب أن يدركها الصهاينه ويتعظوا، فأصوات النحيب علي الـ 200 حتي الآن نستمع لها ويقفون أمام منزل (النتن ياهو).
إقرأ أيضا : تضامنا مع (طوفان الأقصى).. وقفة مشرفة لنجوم الفن المصري
إنها حصة تدريس من صاحب الحق أوضحها شباب فلسطين ووائل الدحدوح المذيع المرابط الذي فقد معظم أسرته واستمر يفضح مجازر المحتل.
إنها معادلة (المحتل) لقيمة صاحب الحق تظاهرت ملايين في دول الديمقراطيات، ورغم محاولات لمنع التظاهر، ولكن بزغت رغم أنف الجبروت المتجاهل للحقيقة.
أصوات ما بقى من إنسانية العالم تصرخ ومازال المحتل يوهم مواطنيه أنه يحقق نصراً في غزة، ولاسبيل مهما بلغت التضحيات في جحافل صفوف (المحتل).
إنما حكومة اليمين المتطرف تخشى من الهزيمة ومهزلة 7 أكتوبر وعواقبها فتكمل مشوار الدم والمجازر في صفوف المدنيين وتخرج جثث الأطفال من تحت الأنقاض أشلاء.
ويعلنون بكل صلف لا توقف إلا بعد القضاء علي المقاومة صاحبة الحق في الدفاع عن أرضها.
جبروت المعتدي (المحتل)
ورغم تجاهل بعض الدول بقيادة أمريكا صاحبة الفيتو متجاهلين قيم المعادلة التي تؤكد انتصار صاحب الحق، وفي تجاهل ضرير لكل حركات المقاومة والتحرر في العالم رغم عنف وجبروت المعتدي (المحتل).
أطفال الدم الآن والظلم تصالحوا مع الموت، ولن يرهبهم فهم أصحاب الأرض التي ارتوت بدماء ذويهم وأحبابهم، وهم مقاومة الغد والقادم للمحتل هو عدم الأمان حياة مرتعشه بلا أمل ولا ثقة في القادم.
والسبب حكومات تجهل وتتعمد تجاهل قيم معادلة (المحتل) equalizerانتصار الحق.
إقرأ أيضا : (طوفان الأقصى) يتجسد في ألبوم (يا قدس يا حبيبتي) تحية لشعب (فلسطين)
لقد شاهد العالم وعلى الهواء لحظة بلحظة مدى جبروت وتوحش (المحتل) وقتله للأطفال، وقد سمعنا حين تم تدمير منطقة سكنية في (جباليا)، وكيف علق متحدثهم العسكري لوسائل الاعلام أنه كان هناك شك في وجود مقاتل من المقاومة.
فكم أنتم في ذعر أجوف من أي إنسانية ومشاعر، وقد تابع العالم ضرب المستشفيات بوحشية ومنع الوقود والأدويه وطلب المواطنين العزل أن يتحركوا جنوباً ثم يدمر الجنوب كما الشمال بلا رحمة ولا انسانية.
لقد شاهد العالم وأطفال العرب وكل المسلمين والأخوة المسيحيين واليهود بشاعة (المحتل) الغاشم الضرير الكاذب الطماع، ولن تقبل البشرية أن تتحول الدنيا لغابة ينتصر فيها الأسود فقط.
ومهما تحاول بعض الدول تبرير تلك الهمجيه البربرية، إنما الأكيد ملايين يتابعون لحظة بلحظة ما يحدث لغزة من وحشية كان سببها أن قاوم الشباب وصفع القوة الغاشمة صفعة افقدته توازنه.
وقد شاهد جنوده تزحف وتترك (الميركافا) والمدرعات ولا تطلب إلا الاستسلام لاصحاب الحق والأرض لتأكيد قيم المعادلة لعلكم تبصرون وتدركون انه لا أمان ولا سلام إلا بتنفيذ قرارات الأمم المتحده وارجاع الحق لأصحابه وإقامة الدولتين ليعم الأمان واخشى ان تبصروا بعد فوات الأوان.