كتب: أحمد السماحي
مصر مازالت بخير، ومصر مازالت ولادة في كل مجالاتها، ومن المواهب المتميزة التى تتبناها بوابة (شهريار النجوم) الموهبة الفنية (أحمد بدوي).
و(أحمد بدوي) ملحن موهوب، ومطرب متميز، وصاحب حضور خفيف ولطيف، فضلا على أنه قابض على الهوية الشرقية للغناء المصري كالقابض على الجمر.
كما لايقدم (أحمد بدوي) إسفافا على حساب التواجد والظهور، وهو الخلوق الذى يضرب بتصرفاته القدوة والمثل، لما يمكن أن يكون عليه الفنان بعد أن أساء بعضهم لفنه وإبداعه.
وجرى خلف التفاهات فى مقابل التواجد والظهور والانتشار، ولو على حساب سيرته وفنه؟!.
تلك هى المعادلة التي يرفضها الفنان (أحمد بدوي)، الذى يرى أن الموهبة يجب ان تتوازى مع معايير إنسانية اخرى، لا تنفصل عنها، ليتمكن صاحب الإبداع من ترك الاثر المطلوب لدى المتلقي.
(أحمد بدوي) انتهى منذ ساعات من تلحين وتوزيع أغنية عن الأحداث الجارية في فلسطين بعنوان (ناديت فلسطين) كلمات الشاعر الإماراتي طارق الكندي، غناء المطربة المغربية (أسما لزرق).
إقرأ أيضا : (فلسطين).. أطلقت شرارة الثلاثي (أم كلثوم ونزار وعبدالوهاب).. (2)
وسارع وأرسل لنا الأغنية التى تتحدث عن موضوع الساعة وهو رفض تهجير الفلسطنيين، وهى الدعوة التى نادى بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأعلنها أمس السبت خلال محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لاين).
حيث شدد (السيسي) على رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين داخلياً أو خارجياً.
وقال البيان الذي نقلته (وكالة أنباء العالم العربي) إن (السيسي) أكد خلال اللقاء على (رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين، سواء بالنزوح داخلياً أو بالتهجير خارج أراضيهم، لا سيما إلى الأراضي المصرية في سيناء).
وأغنية (ناديت فلسطين) ترفض الرحيل من فلسطين بلد الأنبياء التى استشهد فيها الألاف منذ احتلالها، وتندد بالكيان الصهيوني، وتعبر عن عمق المأساة بشاعرية راقية، وجلال بعيدا عن البكائية والميلودرامية الفجة.
(أحمد بدوي).. لحن تعبيري متطور
وهذا المعنى صاغه (أحمد بدوي)، في لحن تعبيري متطور مليئ بالإرادة والكبرياء والإصرار في البقاء، وعبرت عنه المطربة المغربية أسما لزرق بشكل متميز وحساس وصادق.
عن ظروف ولادة هذا اللحن يقول (أحمد بدوي): منذ فترة طويلة وقبل اندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، عرض على الشاعر الإماراتي طارق الكندي كلمات القصيدة.
ونالت أعجابي جدا، لكن لم أجد (مود) لتلحينها فتركت الكلام فترة، لكن بعد اندلاع الأحداث الجارية الدموية في فلسطين واستشهاد العشرات من النساء والأطفال والشباب والرجال يوميا.
وجدت نفسي متحمسا للغاية لتلحين كلمات القصيدة، نظرا لبشاعة الأحداث الراهنة من العدو الإسرائيلي الذي لا يتوانى لحظة في إراقة دماء الأبرياء.
ويضيف (أحمد بدوي): بمجرد ما قرأت كلمات القصيدة ربنا فتح على باللحن، حيث لم يستغرق مني وقت طويل.
إقرأ أيضا : (فلسطين) .. جمعت حناجر كل المطربين العرب ! (1)
وفي البداية عرضت الأغنية على المطربة (دنيا الجزائرية) لكن لظروف خاصة بها تكاسلت عن غناء القصيدة، رغم إعجابها الشديد بها.
بعدها عرضت القصيدة على المطربة الكبيرة (نادية مصطفى) التى أعجبت بها جدا، لكن حالت ظروف سفرها على تنفيذ الأغنية.
ونظرا لسخونة وتطور الأحداث الجارية بين فلسطين والعدو الإسرائيلي بصورة يومية، لم أنتظر لرجوع المطربة (نادية مصطفى) من الخارج.
(أسما لزرق) تغني (ناديت فلسطين)
وسارعت بالاتصال بالمطربة المغربية (أسما لزرق) التى أعجبت بالأغنية، وعلى الفور قمنا بتسجيلها في ستديو (سونيك) مع مهندس الصوت محمد الجيار.
تقول كلمات قصيدة (ناديت فلسطين):
ناديت فلسطين صوتي في المدى مسموع
أنا صامد في أرضي، وأرفض الخضوع
هى روحي ودمائي، تروي رملها
لن أرحل، ورأسي في السما مرفوع
فلسطين هي أرضي وأرض الأنبياء
أرض المخلصين، أرض الاوفياء
كل حبة رمل فيها ارتوت
بدماء طاهرة، هى دماء الشهداء
كيف لي أن أرحل عن أرضي
أرض أبي وأجدادي، فهي عرضي
فهي ملاذي، ملاذ الصابرين
الأوفياء أولى القبلتين عشقي وشريانها نبضي
أعشق رملها وشجر الزيتون
لن يمسكه حاقد من بني صهيون
أنتي الفخر ياقطعة من جسدي
ياقدس اسمي انحفر على الجدران
من أجلك أصلي وكلي ايمان
كيف لي أن أرحل يازهرة المدائن
لن يقتلعني الحاقد الجبان.
إقرأ أيضا : (مارسيل خليفة) .. صوت الغضب الفلسطيني المحاصر بالمآسي!
جدير بالذكر أنه أمس السبت أصدر حزب الله بيانا، أعلن فيه عن مجزرة مروعة جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في مدرسة الفاخورة في قطاع غزة.
وجاء في البيان: مجزرة مروعة جديدة ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد المدنيين العزل في مدرسة الفاخورة.
وذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى، وقد سبقتها مجزرة مماثلة في مدرسة تل الزعتر.
وأعقبتها مجزرة أخرى في مدرسة أبو حسين، وفي كل ساعة مجزرة جديدة متعمدة تستهدف النازحين اللاجئين إلى مدارس وأماكن ترعاها المنظمات الدولية.
إنه من العار أن تبقى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل صاحب ضمير أو قلب حي في هذا العالم متفرجا على هذه الجرائم المروّعة والمجازر المهولة.
وجماجم الأطفال المسحوقة وأسرّة المرضى الملقاة في الطرقات والجثث المتحللة بين الأحياء.