بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان
بداية: وإن كنت لن أتعرض لهذه القضية.. أقول: سيظل (محمد نوح) هو بدايتي الحقيقية ونبض قلبي الحقيقي.. وستظل (سحرنوح) هى شقيقة رضوي مدي الحياة وحبيبة زوجتي التي تحبها منذ أن كانت في بدايتها الفنية.
وسيظل (حسين نوح) وإلى الأبد أيضا صديقي وشقيقي الصغير وحبيبي، وستظل (أم محمد نوح) – رحمة الله عليها والدة لي، وستظل أسرة (محمد نوح) في قلبي مدي الحياة.
كنت أتردد يوميا علي مركز شباب المنصورة، من أجل بعض التمرينات الرياضية ومن أجل حمام الساونا الذي كنت قد أدمنته، والذي أثر على قلبي.
في يوم من الأيام، توجهت إلي مركز الشباب ومعي هذا الصديق، الذي فشل في آخر سنة وتم فصله من كلية الطب، ليفتتح أكثر من عياده، وينضم لأطباء مستشفي الجامعة و يقوم بعمليات التوليد.. و.. و.. و.. و!
في الطريق، ولأول مرة في حياتي أشعر بوجع شديد في القلب، جلست على الرصيف، تساندت عليه حتى وصلت لشقتي في مساكن البلتاجي الشعبية، حيث كنت أقيم.
انزعجت زوجتي، واتصلت بالعالم المصري الدكتور محمد صبح، الذي اتفق معي على الذهاب له في مستشفي الكلي التي يسمونها (مستشفي غنيم).
في المستشفي، وبعد أن خضعت لكونصلتو من كبار الأطباء، أخبروني أنني مصاب بقصور شديد في الشريان التاجي بعض المشاكل الأخري الخاصه بالقلب.
الساونا تدمر القلب
وكانت صدمة لي، فأنا لم أكن أعلم أن الساونا تدمر القلب، لم أعلم بذلك إلا بعد أن وقع في يدي بالصدفه هذا الكتاب المترجم من اليابانيه، والذي عنوانه (الساونا..هذا الغول المدمر)، رغم أن اليابان هى التي اخترعت الساونا.
أصبح عدم الخروج من الشقه إجباريا.. وانتظرت تدخل الدوله لإنقاذي، وكالعادة لم يتحرك أي أحد، نشرت الصحف استغاثة لزوجتي، هاجمت فيها اتحاد الكتاب ورئيسه ثروت أباظة، وهاجمت جمعية المؤلفين والملحنين ووزارة الثقافة.
المفاجأه: أن كل الصحف نشرت الرسالة، كتبت أمينه السعيد مقالة كبيرة في المصور بعنوان (لعنة الله على من تقاعس في علاج إبراهيم رضوان)، وكتبت ماجده موريس في الجمهوريه مقالة بعنوان: (ونحن أيضا نريده).
وكتب سمير رجب مقالة كبيرة وكتب محمد العزبي في الجمهورية مقالة بعنوان: (مدد مدد.. شد حيلك يا رضوان)، وكتب رجاء النقاش في الكواكب، وكتب محمد قابيل في أكتوبر.
عشرات المقالات في كل الصحف والمجلات إلي أن كانت المفاجأة تليفون من الأستاذ (رجاء النقاش) يبلغني فيه وهو في غاية الفرحة: أن صاحب السمو الملكي الأمير (فيصل بن فهد) تكفل بعلاجي في الخارج و الداخل.
وأنه اتصل به وأبلغه أنه ترك له شيكا باسمي في السفارة، و كان ردي مفاجأة للأستاذ رجاء: حيث رفضت تماما أن أعالج علي نفقة أي أحد خارج مصر، أصيب بصدمة، وحاول إقناعي دون جدوي.
إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان يكتب كواليس الأغنية التى كتبت بأمر من (السادات)!
طلب أن يتكلم مع زوجتي التي رفضت أيضا، طلب منها أن يتكلم معي مرة أخري حيث أخبرني أن (عدد الكواكب) الذي سيصدر غدا به افتتاحية له قال فيها أنه قابلني، وسلمني الشيك في احتفاليه بسيطة وأن رفضي سيسبب له حرجا شديدا.
وأنه في انتظاري بدار الهلال غدا، والتقينا، وسلمني الشيك، و أرسل معي محررا من المجله لنتسلم المبلغ من بنك في الجيزه، أصبح معي مبلغا كبيرا، بعد أن كنت لا أملك ثمن الدواء!
أنا و(الأمير فيصل بن فهد)
بعدها بأيام اتصل بي صاحب السمو الملكي (الأمير فيصل بن فهد) ليسألني عن حالي؟، أخبرته أن الوضع الصحي تحسن بالعلاج، سألني: هل سأستطيع أن أحضر لأداء العمرة أنا وأسرتي بالسعودية، أخبرته أن هذا أجمل خبر سمعته في حياتي.
و كانت أول زيارة لي للسعودية، حيث تم استقبالي رسميا في المطار، وجدت أكثر من عربه تنتظرني، إلي أن وجدت نفسي أنا و أسرتي في فندق (حياة ريجنسي).
حضر لي بعض أصدقائي المصرين وأخذونا في جولة بمدينة جدة، في الصباح حضرت سياره يقودها سائق مغربي، اتجهت بنا إلي مكة، كانت الحراسه حولنا شديدة حيث لم نتمكن من لمس الكعبة، ولا تقبيل الحجر الأسود.
أدينا العمره وانطلقت بنا السيارة متجهة إلي جدة، أنا ومحمود بجوار السائق وزوجتي في الخلف، علي يمينها شادي، وعلى يسارها رضوي.
أخذت أراقب الطريق حيث سأشعر بالراحه، إذا تخطي الكيلو رقم 13 على خير، وتحققما توقعته عند الكيلو 13 سمعت انفجارا مدويا، ثم أحسست بصوت الفرامل، ثم انقلبت السيارة.
وظلت تتدحرج حتي حطمت السور الحديدي الذي يفصل حفرة كبيره عن الطريق، لكن السيارة أصرت أن تنام بنا في هذه الحفرة.. استطعت الخروج من السيارة، وإخراج إبني (محمود) الذي كان يجلس بجانبي.
و الذي خرج وهو يصرخ من آلام في بطنه.. حمدت الله أنه حي .. واتجهت إلي الكرسي الخلفي حيث خرج (شادي)، ثم زوجتي، ثم حاولنا إخراج (رضوى) فلم نستطع.. لأن السياره كانت مقلوبة علي أحد جانبيها، إلي أن لمحت نيران خلف السيارة.. جعلتني أصرخ العربيه هاتولع!
هنا تيقظت (رضوي).. وساعدتنا في إخراجها، في وسط كل ذلك كان كل همي هو هذا السائق، الذي لم يهتم أي أحد بإخراجه، طلبت من الذين نزلوا لنا إلى الحفرة، أن ينقذوا السائق.
فقال أحدهم هو انت مفيش علي لسانك غير السواق؟، ما تسيبه يتحرق.. مش هو دا اللي اتسبب في الحادثة.
تطوع أحد السعوديين بنقلنا إلى مستشفي الطوارئ التي لاحظت أنها تشبه زرائب الأرياف.
وللحديث بقية