بقلم الفنان التشكيلي: حسين نوح
كيف لنا أن تصل وجهة نظرنا الى الرأي العام العالمي بصدق وعدل وموضوعية لما يحدث في (الأرض المحتلة).
فعلاً مندهش: هل نحن والأمة العربية والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وأفريقيا وقد يكون كثير من الأفراد في كل أنحاء العالم مدركين مندهشين من عدم المنطق وفشل المناصرين عبرالتاريخ المر للفلسطينيين في (الأرض المحتلة).
منذ أكثر من 75 سنه والكيانات الدولية ومعها المنطق ينحصر في قرارات باطنها إحقاق الحق ولكنها ترقد في الأدراج أكثر من ألف قرار.. إنها حالة تستحق الدراسة والمراجعة
لماذا لا يعود الحق لأصحابه، لماذا لايشعر العالم بما يحدث في غزة وشبابها ونسائها وأطفالها قسي (الأرض المحتلة)؟
ويشاهد يومياً القتل والهدم وانتزاع الأراضي والاعتداء واختراق حرمة المساجد المقدسه امام أعين أكثر من مليار مسلم ولا يكترس أحد بما في الصدور من إشتعال مغلف بدهشة من دول الديمقراطيات.
إقرأ أيضا : (القدس).. جرح غائر في خاصرة الإبداع الفني العربي !
ورغم التحيز الواضح لحقوق الإسرائيليين في الدفاع عن انفسهم بـ (الأرض المحتلة)، نعم يا سادة ولكن أين حقوق أصحاب الأرض وأصحاب الحق ونطالب ويحاول العقلاء الدعوة لحل الدولتين لتحقيق السلام؟
ولكن عبثاً ويستمر الهدم والتدمير والاستيطان ويصمت الجميع ويتمادى القوي فتنطلق قوافلهم العسكرية ملتحمين بعضهم البعض في أيديهم الأسلحة تحرسهم الدبابات والعربات المصفحة تخترق المدنيين العزل وتحترق القلوب!
ثم فجأة نندهش من موقف بلاد الديمقراطيات لموقفها المنحاز بثقة للمحتل وفقط يتهمون شباب المقاومة، وهم أطفال الحجارة وانتفاضة 1987 و2000.
إنهم وكما أطلقت عليهم أطفال مشاهد الدم والمشاهدون لكل جبروت الالة العسكرية الصهيونية وخلفها أمريكا العظمى في (الأرض المحتلة).
تحويل المقاومة في (الأرض المحتلة)
والعجيب تحويل المقاومة إلى الإرهاب وأنها داعشية الأداء رغم أكثر من تسجيل لمعاملة شباب المقاومة للمدنيين، لكن حين إنهار السور الحديدي والذي انفقت عليه اسرائيل اكثر من مليار دولار.
وكما انهار خط بارليف في 1973 وتسلق الجنود الحاجز الترابي في ملحمة، إنها عزيمة المظلوم كما حدث لشباب السابع من أكتوبر في (الأرض المحتلة)، وأعتقد أن ما حدث من بعض التجاوزات.
وإن حدثت فهي من جموع من شباب انطلق بدخول المستعمرات بروح المظلوم والمحددة إقامته، ومن شاهد عنف رجال الجيش الذي لا يقهر فيقهره مجموعة من شباب (الأرض المحتلة).
فهم الذين يعانون في كل حركه من جبروت الآلة الحربية الصهيونية التي توحشت وسيطرت متجاهلة للحق المسلوب وعزيمة الحق لشباب كان لا يمتلك الا قطع الحجارة، وحين وقع السور الحديدي اندفع.
وقد تكون حدثت تجاوزات، تلك اجتهادات مني قد تقترب من الحقيقة، ولكن المهم أن ندرك أن هذا شعب سيطر علي غالبيته اليأس من تحقيق العدل فبلاد الديمقراطيات تنحاز وتراهم حيوانات متوحشة!
ولا يتذكرون قرارات الأمم المتحدة التي امتلات بها الأدراج، ثم يأتي رد الفعل علي ما حدث في 7 اكتوبر المبالغ في عنفه وتسقط البيوت على ساكنيها.
إقرأ أيضا : تضامنا مع (طوفان الأقصى).. وقفة مشرفة لنجوم الفن المصري
فالهزيمة نعم كانت مفجعة، فقد ترك رجالهم أسلحتهم ودباباتهم وعرباتهم ولم يقاتلوا وإستسلم البعض وقتل البعض، إنها روح مقاتل الحق الجسور فانتصر!
فكانت صدمة مهينة جارحة كيف تهان أكبر قوة محتلة وأطول احتلال مسيطر مع وجود حكومة يمينية متطرفة يرؤسها يميني متطرف يريد القضاء علي أهل غزة بـ (الأرض المحتلة).
ويدخل رجاله إلى جنين ويختطفون الشباب ويهدمون المنازل وأمام الكاميرات، إنه جبروت القوة والعجيب والمدهش أن أمريكا تنحاز للطرف الأقوى وتصف المقاومة بالارهابيين.
وكأنها تأمرهم بالانصياع لجبروت ومهانة الاحتلال، وتتجاهل أنهم أطفال الحجارة في 1987، و2000 قد أصابهم اليأس وشاهدو الهوان وتدنيس المساجد وتجاهل العالم والديمقراطيات.
وتأتي حاملات الطائرات بل وكل احتياجات المحتل، ويهرول زعماء الديمقراطيات وحقوق الإنسان الى زيارة إسرائيل ودعمها في (الأرض المحتلة).
ويوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي وبكل شفافية الغرض من تدمير غزة اللا إنساني والذى تجاوز كل الحدود وأبجديات معاملة المدنيين، وكيف يحاول الاحتلال تفريغ غزة ونقل سكانها الي سيناء.
وخطورة تلك الخطه الخبيثة على السلام والأمن في المنطقة، ولكنه الطموح الفج للاحتلال في (الأرض المحتلة)، فقد تأكد أن العالم يستطيع أن يغمض الطرف!
هل تلك الطموحات ممكن أن تتحقق؟، الأكيد والذي أكده الرئيس المصري إنه المحال وقمة الخطر علي المنطقه كلها.
تحدٍ صارخ بـ (الأرض المحتلة)
انه طموح الفكرالصهيوني، لن يقف وقد شاهدنا كيف توسعت فكرة المستوطنات وأصبحت منتشره وتزداد رغم قرارات ووعود وصراخ بعدم السماح بالبناء.
ولكن تستمر في تحدٍ صارخ لكل المواثيق والالتزامات، هكذا الصهيونية الاستيلاء وتغيير الهوية والاعتداء علي السكان الأصليين وتسليح شباب المستوطنات لإزعاج بل والإعتداء علي السكان أصحاب الارض يومياً حتي لا يجدون أمامهم إلا الهجرة.
ولكن عبثاً وفقد استوعب الفلسطينيون الدرس في 1948 و1967، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين واعتقد ان فكرة توطين سكان غزة في سيناء مرفوضة جملة وتفصيلاً حكومة وشعباً فقد شاهدنا خلال خمسة وسبعين عاماً وشاهد العالم وديمقراطيته.
إقرأ أيضا : (طوفان الأقصى) يتجسد في ألبوم (يا قدس يا حبيبتي) تحية لشعب (فلسطين)
ولم نجد إلا كلمات إن زاد انفعالها لا تحمل إلا الشجب والتنديد والدعوة إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، وما أكثرها، وما أنتجت من قرارات للجلسات بل ولمجلس الأمن ولكنها محفوظة في الأدراج!
أعتقد أن مبنى الأمم المتحدة تم تشيده بهذا الارتفاع فقط لتكون نظرته من أعلا .. متابعا فقط!
الواقع والثابت علي مر التاريخ ومهما تجاهله البعض أن الاحتلال في زوال، فشعب فلسطين في (الأرض المحتلة) اعتاد الظلم، ولكنه يمتلك يقين صاحب الحق وصاحب الأرض ولا يضيع حق ووراؤه مطالب.
وما عسانا إن تخيلنا حجم المعاناة والظلم الذي عاشه أصحاب (الأرض المحتلة) وما شاهده العالم من قتل وتدمير للمستشفيات، وأطفال تخرج من تحت الأنقاض بعضهم أشلاء وآخرون يشاهدون بيوتهم المدمرة والعالم.
فقط يشاهد ويصبح كل طلباته دخول الماء والدواء لمجازر كانت نسبة وإصابات الأطفال والنساء والشيوخ تتجاوز الستين في المائه من القتلى والمصابون.
أعتقد وأجزم أن التاريخ الإنساني سيذكر تلك الجرائم والتجاوزات، وكيف يعتقد الإنسان أن القوة ضمان البقاء، ولكن الواقع غير ذلك والتاريخ أكد كم من إمبراطوريات إنهارت وكم من جبابرة إندثروا.
فالأيام دول ودوام الحال من المحال، والتاريخ يرصد وباق لتعريف الأجيال القادمة وتتعظ.. حفظ الله مصر تنطلق وتستحق.