في ذكرى (بليغ حمدي) الثلاثين: نكشف عن ألبوم نادر له بعنوان (جديد في جديد)
كتب: أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام الذكرى الثلاثين لعبقري مصر (بليغ حمدي) التى مرت مرور الكرام، في ظل انشغال كل وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة بمئوية عبقري آخر من عباقرة مصر الموسيقية هو فنان الشعب سيد درويش.
المتابع لمشوار (بليغ حمدي) هذا البحر المتلاطم بالنغم الشجي الرائع، والزاخر بالأصالة الخلاقة القادرة على منحنا السعادة والنشوة يجد أن أرشيفه المجهول والمنسي لا يقل أهمية عن أرشيفه المعروف.
فقد لحن لعشرات من الأصوات المصرية والعربية غير المشهورة، والتى بالتالي لم تحقق أغنياته معها النجاح الكبير، لكن هذه الأغنيات مليئة بالسحر والجمال والشجن، ولم لا وبليغ حمدي هو الوحيد القادر على أن ينتقل بك من كرنفالات الفرح الصاخبة إلى غيابات الحزن الهامس.
إقرأ أيضا : زينب علي البحراني تكتب: وردة وبليغ حمدي.. حكاية زواج الحُب بالموهبة
ومن حسية الحب إلى صوفية العشق الإلهي ببساطة وسحر، (بليغ حمدي) الذى كتب شيك على بياض على نفسه لمصر هذه الفاتنة التى سحرته فحول حبه إلى نغمات ساحرة تليق بعظمة محبوبته.
كانت حقبتي الستينات والسبعينات هى فترة الغزارة والتنوع اللحني فى حياة الموسيقار بليغ حمدي، حتى أن البعض تقوُل عليه وقال أنه بين أغنية وأغنية لـ (بليغ) توجد أغنية أخرى.
(بليغ حمدي) والعظماء
(بليغ حمدي) الذى قالت عنه سيدة الغناء العربى أم كلثوم : (إنه كالنهر المتدفق فى حاجة إلى بعض السدود حتى يتوقف تدفقه الهائل)، وقال عنه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب إنه مزيج ما بين أصالة النغم الشرقى والتجريب والتجديد فى الموسيقى المصرية.
ووصفه الشاعر والكاتب الكبير كامل الشناوي بأنه: (أمل مصر فى الموسيقى)، وقال عنه الكاتب توفيق الحكيم: (لقد عبرت موسيقاه عن روح الوطنية، ونبضت بكم هائل من الشجن فى ألحانه الفولكلورية والدرامية والعاطفية).
(بليغ حمدي) وجديد في جديد
هذا الأسبوع سنتوقف في باب (غلاف ألبوم) مع ألبوم نادر لا يوجد نسخة منه على شبكة الأنترنت، وهو بعنوان (جديد في جديد)، وهو من الألبومات الأولى التى طبعتها شركة (عالم الفن) حيث طرح عام 1982، وطبع منه طبعة واحدة ولم يطبع مرة أخرى.
إقرأ أيضا : مجدي نجيب يحكي قصة أول أغنية جمعته بالعبقري بليغ حمدي وغنتها شادية
الألبوم جاء على اسم برنامج كان يقدمه (بليغ حمدي) في قناة (أبوظبي) في نهاية سبعينات القرن الماضي، إخراج جميل جميل المغازي، وكان البرنامج يعتمد على الغناء وتتخلله كلمات قليلة أو موضوع معين يخص العاطفة والحب يناقشه عبقري النغم مع ضيوفه من المطربيين الشباب في هذا الوقت.
منهم (سميرة سعيد، محمد الحلو، سوزان عطية، توفيق فريد، محمد ثروت)، فضلا عن المطربة الكبيرة (وردة)، كما استطاع بليغ حمدي أن يُعيد من خلال هذا البرنامج المطربة الكبيرة (ليلى مراد) للأضواء بعد احتجاب طويل، وقدم لها أكثر من لحن جديد وقتها.
(بليغ حمدي) وليلى مراد
يعتبر هذا البرنامج هو الظهور الأخير لسندريلا السينما الغنائية (ليلى مراد)، والجميل أنه ظهور ملون، وليس أبيض وأسود كما اعتدنا أن نرى (ليلى مراد)، وقدم (بليغ حمدي) في هذا البرنامج المجهول عشرات من الألحان الرائعة لكل المطربيين الذين شاركوه البرنامج.
ومعظم هذه الأغنيات كانت من كلماته، وكلمات الشاعر الكبير (عبدالرحيم منصور)، والشاعر عبدالوهاب محمد، والقليل منها كلمات محمد حمزه، من هذه الأغنيات على سبيل المثال (بنلف، توهة، عزيزة ويونس، أشكي لمين، سفر، مناديل الوداع، هيلا هوب، سيدي يا سيدي، مسا الجمال على حبايبنا)، وغيرها من الكنوز الأخرى التى لا يعلم أحد عنها شيئا.
في هذا البرنامج قدم (بليغ حمدي) مع المطربة (سوزان عطية) مجموعة من الرباعيات الرائعة التى كتبها الشاعر (عبدالرحيم منصور) مثل (فصول السنة، طير وطاير في السنة، الحب) وغيرها.
(بليغ حمدي) ومحسن جابر
مع بداية الثمانينات وعندما بدأت تحقق شركة (عالم الفن) لصاحبها المنتج الشاب وقتها (محسن جابر)، نجاحا ملموسا في الشارع الغنائي، تعاون معها (بليغ حمدي) في ألبوم (جديد في جديد) الذي تضمن 6 أغنيات، لست أصوات شابة رائعة.
هذه الأصوات هي (سوزان عطية) التى تعاون معها في أغنية (تتاقل بالمال) كلمات عبدالرحيم منصور، والمطرب اللبناني أحمد دوغان أو عندليب لبنان الذي لحن له أغنية (أبدا أبدا) كلمات مصطفى الضمراني.
كما حمل الألبوم النسخة الأولى من أغنية (أشكى لمين) كلمات عبدالرحيم منصور، غناء المطرب محمد الحلو، والتى عرفت فيما بعد بصوت المطرب محمد منير، وفي الألبوم أيضا موشح من التراث وهو (يا غصن نقا) قام بتطويره (بليغ حمدي*، وغناء المطرب المعتزل توفيق فريد.
إقرأ أيضا : اكتشاف أغنية مجهولة لبليغ حمدي كتبها ولحنها في رثاء جمال عبد الناصر
وفي الألبوم لون جديد من إبداع (بليغ حمدي)، وهو اللون الشعبي حيث لحن أغنيتين من كلمات عبدالرحيم منصور هما (يا قمر) لمطربة الإسكندرية (سماح)، والثانية (الزفة) غناء المطربة الشعبية صاحبة الصوت المميز فاطمة عيد.
هذا الألبوم النادر يحمل أيضا صوت الموسيقار (بليغ حمدي) من خلال حوار قصير جدا مع الإعلامي الشهير وجدي الحكيم، يقدم فيه الأصوات التى يرى من وجهة نظره أنها ستغير شكل الغناء في مصر الثمانينات.