(مهرجان المسرح التجريبي).. محمود حميدة في الختام، و(فريدا، والروبة، ونوستالجيا) الليلة
كتب: أحمد السماحي
أعلنت اللجنة العليا لـ (مهرجان المسرح التجريبي) في دورته الثلاثين، على موقعها أن النجم الكبير (محمود حميدة)، سيكون مفاجأة حفل الختام الدورة الحالية، حيث سيقدم عرض مسرحي صغير خلال الحفل.
وذلك تقديرًا من إدارة (مهرجان المسرح التجريبي) لمسيرته الفنية الكبيرة والممتدة، وكونه من أصحاب الموهبة الكبيرة في سماء الفن المصري، وخلد اسمه في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، ورحب الفنان الكبير (محمود حميدة) بالمشاركة نظرا لقيمة المهرجان التاريخية بين المهرجانات المسرحية العالمية، وكونه يحظى بتقدير كبير من جانب المسرحيين المصريين والأجانب على السواء.
وتختتم فعاليات (مهرجان المسرح التجريبي) في دورته الثلاثين، في تمام الساعة الثامنة غدا الجمعة، وسيقام على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور عدد من نجوم المسرح المصري، وعدد من الرموز المسرحية العربية والأجنبية.
ومن المقرر أن يخرج حفل الختام المخرج هاني عفيفي، والذي سيقدم فقرة فنية مدتها 10 دقائق، وسيتم خلال الحفل إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدورة الثلاثين من المهرجان، وستقوم وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والدكتور سامح مهران رئيس المهرجان بتسليم الجوائز.
فريدا.. تجسيد الوجع والقلق
سيعرض اليوم الساعة الخامسة مساء على مسرح الجمهورية العرض المصري (فريدا) وهو من العروض التى على هامش (مهرجان المسرح التجريبي)، وهو بطولة فرقة الرقص المسرحي الحديث تصميم وإخراج سالي أحمد، ويشارك باعتباره أحد التجارب المميزة في فضاء التجريب المسرحي، والمسرح الاستعراضي الحديث.
عرض (فريدا) تصميم ديكور محمد عبد الرازق، ويدور حول الحياة التراجيدية الصاخبة المؤثرة للفنانة المكسيكية (فريدا كاهلو)، التي خلّفت وراءها تراثا تشكيليا رائعا، وملامح حياة تجسد مقدار الوجع والقلق والمعاناة الذي لف سنوات عمرها القليلة، مذكرة إيانا بتلك المصائر المأساوية لأصحاب القلوب الكبيرة والمشاعر المرهفة الرقيقة.
ويتناول العرض كما جاء على موقع (مهرجان المسرح التجريبي) قصة حياة فريدا كاهلو الرسامة الشهيرة، والتي ولدت في إحدى ضواحي كويوكان، المكسيك في السادس من يوليو عام 1907، وتوفيت في 13 يوليو عام 1954 في نفس المدينة.
وكانت محور أعمالها الفنية من الواقع والقدر، إذ نبع ذلك من تجربتها الخاصة في المعاناة، وكان الرسم المتنفس الوحيد لآلامها وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعًا للخيال.
إقرأ أيضا : سؤال لرئيس مهرجان المسرح التجريبي: ما علاقة ليلي علوي بالتجريب؟!
ولم يكن ذلك إلغاء للواقع للوصول إلى مملكة الخيال، إذ أن لوحاتها كانت واقعية قابلة للفهم غير مستعصية الإدراك، وفيها الكثير من التوثيقية والتقريرية وواضحة حتى للمشاهد البسيط.
وعرض (فريدا) هو عرض استعراضي، يدور في قالب إنساني حول الحياة التراجيدية للتشكيلية المكسيكية فريدا كاهلو التي أبدعت أعمالا فنية عبرت عن التحديات، والمعاناة التي واجهتها وكانت دافعا لها لأثبات ذاتها وإنتاج لوحات ملهمة تتجاوز الأزمنة وتعبر الحدود.
وذلك من خلال 25 راقصاً وراقصة قدموا لوحات استعراضية في مرونة وانسيابية، للتعبير عن اللحظات الدرامية الصاخبة، وعن آلامها وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعاً للخيال.
الروبة.. وغياب مفهوم العدالة
تقدم فرقة (الفنون الركحية والدرامية) التونسية، الساعة العاشرة مساء العرض المسرحي (الروبة) للمخرج حمادي الوهايبي، على خشبة مسرح السامر، وهو عرض يناقش غياب مفهوم العدالة، وينتقد فساد المنظومة القضائية، وذلك وبحضور لجنة تحكيم المسابقة الرسمية.
و(الروبة) بطولة كل من (محمد شوقي خوجة، سامية بوڨرة، نورالدين الهمامي، عواطف العبيدي، خلود بديدة، ولطفي المساهلي)، ومن إخراج حمادي الوهايبي.
إقرأ أيضا : ذكاء ليلى علوي أنقذ المسئولين عن مهرجان المسرح التجريبي !
وتدور أحداثها في قاعة المحكمة، حيث يحدث انفجار وينهار جزء منها، ويُحبس المتّهم ومحاميان اثنان وقاض ليتقرّبوا بذلك من المتّهم الموجود في المكان ذاته ليُخرجهم من هذا المأزق.
إذ تجد مجموعة من الناس نفسها محاصرة في دهليز المحكمة (أربعة محامين وقاضية ومتهم) ومن هناك تبدأ رحلة البحث عن منفذ للخروج، فتنقلب المعادلة ويصبح المتهم صاحب القرار، وخلال ذلك تتعرض المسرحية لعالم القضاء والمحاماة بإثارة قضايا الفساد التي تنخر هذا القطاع.
واستعارت المسرحية عنوانها من العامية التونسية، من اسم (الروبة) وهى تلك العباءة السوداء التي تميز سلكي المحاماة والقضاء، حيث يتم تجريد المهنتين من قضاء ومحاماة من الزي الرسمي في تعرية للمستور ما وراء العباءة السوداء.
وتنطلق المسرحية في سرد معقّد يكشف بعض الأفكار السائدة التي كان يحملها المواطن التونسي تجاه سيادة السلطة القضائية قبل ثورة 14 يناير 2011، ومدى خضوعها لسطوة الرجل الواحد، في مقارنة بما شابها من فساد أفقدها هيبتها وقدسيتها إثر الثورة.
نوستالجيا.. والمسرح العبثي الجزائري
يعرض في تمام السادسة مساء اليوم على خشبة مسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، العرض الجزائري (نوستالجيا) لفرقة (تعاونية مسرح النقطة) إخراج لخضر منصوري،
والعرض ينتمي إلى المسرح العبثي الذي يطرح أسئلة تبحث عن متعة الإنسان وعلاقته بالآخر، وهو مأخوذ عن نص (قصة دببة الباندا التي يرويها عازف السكسوفون الذي له خليلة بفرانكفورت) لـ ماتيي فيسنيك، بطولة (أسماء شيخ، فتحي مباركي).
ويدور العرض حول قصة فنان يصارع العتمة ليومياته الكئيبة، يستيقظ ذات صباحا بصحبة شابة مجهولة، عاجزا عن تذكر ما حدث له في الليلة السابقة.
هى حكاية لقاء غير متوقع، محدودة الزمن (7 ليالٍ) وتدور كامل أحداثها في فضاء شقة، هى قصة عن اتفاق بعيد الاحتمال بين كائنين مضيئين وغامضين في الوقت نفسه، يحاول كل منهما التعرف على الآخر، ويخوضان سوياً تجربة الحب والحياة.
من هنا ينطلق العرض في رحلة البحث عن المعنى ولفهم الأشياء بالنسبة لهذا الفنان الذي يبحث عن العرفان، وفيما يجتاحه فيضان من الذكريات الحية أو المفبركة ممزوج بشعور بالحب المتبادل بين كائنين يتعلمان التقرب من بعضهما خلال سبع ليال، سيتيقن أكثر بأن هذه المرأة تمنحه الرغبة في حب الحياة لكن هل هذا هو الحال فعلا؟.