بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
بين تساؤلات الشارع المصري حول ماتم إنجازه وأهميته وأولويته، وبين ماينتشر من الشائعات المربكة في ظل غياب المعلومة، وبين انتظارنا لمخرجات الحوار الوطني، وبرامج الانتخابات الرئاسية.
وبين الضغوط الاقتصاديه الجمة على كاهل المواطن، وبين ندرة فرص العمل لخريجي جامعاتنا وهم بالملايين، وبين ضعف الانتماء والرغبة في السفر والهجرة لكثير من شبابنا.
وبين ألوف الإعلانات الوهميه للتوظيف على السوشيال ميديا طالبة رسوما من المتقدمين في محاولات نصب موثقه دون رقابه كحال الأسعار في الأسواق في غياب المعلومة.
وبين انشغال وسائل إعلامنا بشقيه الرسمي المهموم بمرتبه ودخله وغموض مستقبله، وشقه شبه الرسمي المنشغل بالاستحواذ والإقصاء والمهرجانات وتسيد المشهد كلية، يأتي غياب المعلومة ونقصها سببا كافيا في عدم رضي وقلق رجل الشارع في مصر.
أكتب هنا في هذا الموضوع بعد حديث مطول مع أستاذ بكلية التجاره جامعة عين شمش ،متخصص في الشأن الإقتصادي وخاصة وضع الميزانيات والتكاليف وكذا النماذج الماليه الناجحه للدول والشركات والمشروعات.
غياب المعلومة من جانب الإعلام
جئت إليه لأستوضح ما أثاره الشارع من موضوعات وإشاعات لايجيب عليها أحد لا من الحكومه ولا من الخبراء ولا من أهل الإعلام المطلعين ببواطن الأمورلأن غياب المعلومة يفتح باب الشائعات.
وكانت نتيجة حواري مع الخبير الجامعي،كمايلي:
ما رأيك في مشهدنا الإعلامي اليوم؟، أجاب مرتبك وفارغ وبلا محتوي ومتشابه وبعيدا عن أكاديميات المهنه وخبرة الخبراء وكأنما يديره شخص واحد وفكر واحد دون خطط ودون أهداف ودون محتوي.
إقرأ أيضا : على عبد الرحمن يكتب : الشائعات بين قلة البيانات وتقصير الإعلام
وأضاف دعونا ننظر إلي حرفية وتقنية ومحتوي وتنافسية وجذب مايذاع من حولنا وما نبثه نحن!، وانتقلت معه إلي سياسة الاقتراض وفوائدها التي ستواجه أجيالنا القادمه، فقاطعني قائلا لسنا الوحيدين اللذين نقترض فتركيا مثلا إقترضت مايفوق إقتراضنا تسع مرات فعليها ٩٠٠ مليار دولار!
وحول إشاعة تأخرنا في سداد فوائد الديون منذ ثلاثة شهور؟، قاطعني قائلا هذا غير صحيح بالمرة لأن غياب المعلومة أدى لذلك، فمصر من أكثر الدول التزاما بسداد فوائد وأقساط ديونها.
وحول الأداء المالي للحكومه أجاب لدينا مسئولين يعملون بإخلاص، ومسئولين يعملون بارتباك وعدم إدراك ورعونة، وثالثا لدينا مسئولين يعملون لمصالحهم الخاصة.
غياب المعلومة كافية لصناعة الشائعة
وحول أولويات الإنفاق وتنفيذ المشروعات أجاب: إن غياب المعلومة كافية لأن توضح لماذا إخترنا مجالا دون الآخر، ولماذا اختلفنا حول أجندة أولويات الوطن وترتيب أولويات المواطن.
قاطعني قائلا: مادام هناك نقص في أو غياب المعلومه لا أستطيع الإجابه علي سؤالك هذا.
ولما سألته عن رأيه في انتشار الشائعات في الشارع المصري،وحالة عدم الرضا،واعتلال المزاج الشعبي، والقلق من الغد؟، أجاب: ياعزيزي في غياب المعلومة تنتشر الشائعات والأقاويل والفتاوي ويظهر القلق من الغد.
فقاطعته من أين تأتي المعلومه المقصودة؟، قال من أهل الحكومه وأهل الاختصاص، وأهل الإعلام القريبين من دائرة إتخاذ القرار، والمحسوبين عليهم والممولين منهم!؟
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: تحديات الإعلام المصري
وختم الأستاذ الجامعي حديثه معي بأننا لدينا إنجازات لم يتم شرحها وتقديمها للمواطنين، ولدينا إنجازات في مجال أولويات المواطن على مستوي الصحه والتعليم والريف وملفات وطنيه أخري.
غياب المعلومة لدي أهل مصر
ولكن كسائر إنجازات الدوله على مستوي أولويات الوطن وأولويات المواطن، ينقصها غياب المعلومة لدي أهل مصر.
وإنتهي حديثي مع أستاذ الجامعه ،لنخلص إلي مايلي:
(1) لدينا إنجازات تحققت لاينكرها أحد.
(2) لدينا عدم إلمام بما تحقق نظرا لنقص أو غياب المعلومة.
(3) لدينا قصور في تدفق المعلومة من دوائر صنع القرار إلى المواطنين.
(4) لدينا شائعات وقلق وغموض في أذهان أهل مصر نظرا لهذا الغياب و النقصان للمعلومات.
(5) لدينا عدم وعي وغياب مهنيه وغياب محتوي الرسائل الوطنيه في مضمون إعلام مشهدنا اليوم.
(6) نحن مقبلين على انتخابات رئاسيه نحتاج فيها شروح ومعلومات حول ماتم إنجازه ولماذا وكم تكلفته ومن أين جاءت ولماذا الآن ولماذا فضلنا هذا الملف الوطني عن غيره؟
(7) علينا إعداد الرسائل الإعلامية الشارحة لما تحقق وماذا عن برنامج الرئيس الانتخابي.
(8) علينا السماح للخبراء وأهل الإختصاص بالظهور في الإعلام وشرح ما تم إنجازه وربطه بما هو آت.
(9) علينا تحريك النواب وقادة الرأي إلي أوساط الجماهير لتزويدهم بالمعلومات حول ملفات العمل الوطني.
(10) علينا إقناع أهلنا بما تحقق وبما هو قادم وإبراز مايلامس حياة المواطن بشكل مباشر.
إذن مشكلة المشاكل عندنا هى غياب المعلومه واختفاء أهل صناعة القرار، وإنشغال أهل الإعلام باستحواذه وإقصاءاته لكل صاحب رأي لايقبل توجيها من خارج دائرة التخصص.
ولعلها فرصة مواتيه لإصلاح ما أفسده الإعلام وساهم في ذلك غياب أعضاء النواب وإختفاء أهل العلم واللذين همشهم إعلام اليوم.
إقرأ أيضا : الإعلام الإخواني أدمن لعبة اختلاق الأكاذيب!
دعونا نعدد إنجازاتنا، داخليا وخارجيا، ونقدمها للناس بشروح بسيطه، ونربطها بخطط الغد، حتي يفهم شعبنا، ويرتاح قلبه، ويزداد أمله في الغد، وندعم الولاء والإنتماء داخل من ضاق صدره من ظروف اليوم الصعبه وكره كل شئ.
حمي الله مصر، وأيقظ ضمير أهل إعلامها، وزاد معلومات أهلها عن مايحدث داخلها وخارجها.. اللهم آمين.