بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
للأسف والعار والظلم ما يحدث في كثير من الأعمال حين يتعرض مؤلف ساذج غير مسيس لعمل يقدم فيه العلاقة الأبدية بين الفقراء والأغنياء من رجال الأعمال والصراع الطبقي الذي تناوله وتعرض له معظم كتاب الأدب والدراما وتناولته السينما في كثير من الأعمال، أندهش وأتعجب من تناول البعض من شباب الكتاب وبعض الكبار فيقدم رجال الأعمال في صورة تسئ لهم وتظهرهم في مكاتبهم وأعمالهم صباحاً ثم ليلاً في الكباريهات يعبثون مع النساء ويقذفون بالأموال بسذاجة أحياناً تصل للهطل تحت أقدام الراقصات، في صورة تفتقد إلى المصداقية وتدين رجالاً هم عصب الاقتصاد وتعتمد عليهم الدول الواعية التي تدرك قيمة وأهمية القطاع الخاص في التنمية، بعد أن أدركت معظم دول العالم حتي الصين وروسيا أهمية القطاع الخاص ودور رجال الأعمال.
فهل لنا أن ندرك خطورة الإساءة لرجال الأعمال وأعرف الكثيرين منهم ويعملون ليلاً نهارآً في مشاريع كبيرة تساهم في تنميه الاقتصاد والقضاء علي البطاله وتشجيع الاستثمار في العمل وإنشاء المصانع، كفانا فنون ودراما ساذجه لا تقدم قيم مضافة للمواطن مثل الولاء والانتماء والتشجيع على العمل والاجتهاد، فرجال الأعمال الكثير منهم يعملون بكل الجهد رغبة في النجاح والنجاح.
أعظم رجال الأعمال
ياساده شهوة تزداد كلما حقق خطوة للأمام وليس كل ؤ انهم شريحة مهمة من المجتمع والدولة تدرك أهميتهم، وحين ينحرف أحدهم فلدينا قوانين وقضاء عادل، ولكن أن يضرب رجال الأعمال في مجتمع ينطلق ويحاول الوقوف في مصاف الدول الكبرى التي تعتمد على تنمية الصناعة والزراعة وتستخدم كل سبل الحداثة والمعارف، بعد أن تأكد للعالم ولمن يتابع ان البقاء للأقوى اقتصاداً وتسليحاً وعلماً، لنا في الصين والهند وكوريا عبرة بل وانطلقت دول الخليج مدركة لقيم العمل والإنتاج واستخدام كل مفردات وتجليات العلم الحديث والاكتشافات والأبحاث.
لقد قدمت بعض الأفلام بسذاجه صورة رجال الأعمال بشكل ساذج فيتحول من تاجر ساذج أو بائعة في محل إلى سيدة أعمال بصدف عجيبة وسرد طيب مبني علي علاقات في سهرات وابتزاز وانحرافات وتصعيد ساذج غير مدرك لمعني كلمة رجل أعمال قادر على التخاطب مع الشركات العالميه والتعامل مع البنوك وتفاصيل كثيرة لا يعرفها بعض السذج.
طلعت حرب رجل الأعمال الوطني
هل لنا أن نعمل وندرك ماذا يحدث حولنا في العالم القوة، يا سادة أصبحت وبشكل مباشر قوتك الاقتصاديه وكيف تحافظ عليها بقوة عسكرية حكيمة رادعة، لقد تغيرت كثير من مفاهيم القوة ولم تعد الخطابة والشعارات والأناشيد الوطنية هى التي تحرك المواطنين، إنما القدرات والاقتصاد والإمكانات وتجليات الحداثة، هل لنا أن نعمل جميعاً لتفعيل قيم العمل والانتماء والولاء؟، هل لنا أن نأتي بأمثال طلعت حرب رجل الاقتصاد العظيم ونقدمه ليعرف الشباب دور رجال الأعمال الحقيقيين في التنميه واستثمار النجاح، لقد سجل الرجل اسمه بحروف من دهب وأطلق علية (أبو الاقتصاد المصري)، أسس الرجل بنك مصر وشركة مصر للطباعة وشركة مصر لصناعة الورق وشركة مصر لصناعة وحلج الأقطان ومصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للتأمين ومصر لصناعة وتكرير البترول ومصر للسياحة، ثم ستديو مصر لتقديم سينما واعية تقدم لعموم الجماهير الترفيه المدعم بالتوعية وقيم الولاء.
إقرأ أيضا : الطبقة الوسطى تتآكل في أعمال دراما رمضان !
من هنا كانت عظمة واحد من أعظم رجال الأعمال في مصر، فقد أدرك قيمة الثقافة والتنوير وقد أيقن أنه في مجتمع زراعي، وفي الثلاثينيات عليه استخدام سبل التوصيل وإدرك قيمة السينما والمسرح في إرشاد سواد الناس، وقد منحه الملك فؤاد لقب باشا 1931 بعد افتتاح شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، وأيضاً تم تكريم اسمه سنه 1980 بقلادة النيل العظمي من الرئيس أنور السادات لمجهوداته ومسيرته في تنمية الاقتصاد المصري، لقد كانت السينما والدخل الزراعي للقطن المصري طويل التيلة عنصران أساسيان في الدخل القومي المصري.
الدراما ورجال الأعمال
حين تظهر الدراما والسينما رجال الأعمال يتاجرون في الممنوعات وبلا ضمير وفقط يستغلون العمال وبلا رحمة ولا إنسانية إنما نحن نكرس لخلق مواطنين بلا محبة ولا تراحم ولا انتماء وتتسع الفجوه بين الغني والفقير والعامل وصاحب العمل، ويصبح لدينا مجتمع لا تسوده المودة والرحمة إنما يغلب عليه الحقد والكراهية، وهل لنا أن نتذكر كيف قدم الكاتب المستنير محمد حسين هيكل في رواية (زينب)، رغم أن الأحداث تدورفي الفترة الملكية، فنجد الباشا هو من يعالج (زينب) على نفقته فيجعل المشاهد يدرك أننا أخوة والثراء نتاج عمل واجتهاد، أو حتي من عند الله العلي الحكيم، إنها دعوة لتشجيع الناجح والمجتهد.
رجال الأعمال يا سادة الآن وفي معظم بلدان العالم المتحضر هم عصب الاقتصاد وشركاء في الوطن ولا يمكن الاستغناء عنهم، بل يجب تشجيع الناجح منهم لتحظي مصر بآلاف من أمثال طلعت حرب العظيم، كلنا عابرون على تلك الأرض ولن نترك إلا أعمالنا وما قدمنا من تجليات في كل مناحي الحياة لتتقدم البشرية، وتنعم الأجيال القادمه وأحفادنا بحياة أفضل يسودها الأمن والأمان والمحبة.
تذكر يا سيدي أنك الإنسان القادر على التغيير والتجويد والإضافة، فلا الحيوانات غيرت الغابة ولا الأسماك غيرت من الأنهار والمحيطات إنما الإنسان وبعقله وقدراته هو من يستطيع التجويد خاصة رجال الأعمال.. مصر تستحق.