كتب: أحمد السماحي
حاسب تحلم، تجربة سينمائية جديدة شديدة الخصوصة، تحلم بسينما مختلفة، وتحذر من سيطرة الـ (السوشيال ميديا) والذكاء الاصطناعي على حياتنا، وذلك من خلال حلم سينمائي شديد المتعة يعرض حاليا على شاشة (اليوتيوب)، فالسينما بالنسبة لشريحة كبيرة من الجمهور بوابة صغيرة مفتوحة على الحلم، في الحلم لا أحد يستطيع أن يميِز بين الخيال والواقع، وفي قاعة السينما إذا ألقيت نظرة على وجوه الناس بنظراتهم الهائمة، ستعرف أنهم يحلمون لكنه حلم بأعين مفتوحة، فمنذ أن وجدت تلك القاعة السحرية، لم يتمكن الناس من مقاومة إغراء الهروب من أنفسهم داخلها إلى احتمالات أكثر رحابة.
يقع المشاهد بخياله ومشاعره أسيرا للتجربة الجديدة التي يمنحها إياه الفيلم، فلا يعود بعد هذه التجربة كما كان قبلها، عند هذه اللحظة تحدث معظم التأثيرات السلوكية والمعرفية لدى الناس، تحدث خارج نطاق وعيهم المباشر، إنهم يعرفون جيدا أن ما شاهدوه مجرد قصة خيالية، لكن مشاعرهم تظل تعزف موسيقى الحكاية التي عاشوها، ويبدو أن صناع فيلم حاسب تحلم، أمنوا بهذا، وأمنوا أيضا بحلمهم وأصروا عليه فحقق لهم أكثر ما حلموا به.
حاسب تحلم تجربة جريئة
الحكاية بإختصار أن مجموعة من الشباب حلموا بتقديم تجربة سينمائية مختلفة عن السائد فى عالم الأفلام السينمائية الطويلة، فقدموا خلال الأيام القليلة الماضية حلمهم من خلال منصة (إنه Enaho) الإلكترونية، المتخصصة فى صناعة الأفلام القصيرة والدراما على موقع الـ (يوتيوب)، والتجربة عبارة عن فيلم روائي قصير بعنوان حاسب تحلم، مدته 23 دقيقة تقريبا، وهو أول تجربة سينمائية مصرية يتم طرحها مباشرةً على الـ (يوتيوب) قبل عرضها في دور السينما أو المشاركة في مهرجانات الأفلام العربية والعالمية.
فيلم حاسب تحلم، تأليف وبطولة محمود ماجد، إخراج محمد ربيع، ويعد آخر أعمال الفنان الراحل أحمد خليل، ويشارك في البطولة أيضا (ليلى عز العرب، جيهان الشماشرجي، داليا شوقي، أحمد جمال سعيد، ندى نادر، بكري خالد، كمال الدبيكي، مهرة مدحت)، وغيرهم من الشباب وضيوف الشرف أبرزهم هشام ماجد.
حاسب تحلم والسفر للمستقبل
يجمع فيلم حاسب تحلم، بين الخيال العلمي والكوميديا في توليفة بسيطة وممتعة تجسد أخطار الذكاء الاصطناعي ومنصات السوشيال ميديا على حياتنا، حيث يبرز فكرة ماذا لو تم عرض أحلامنا مباشرة على موقع التواصل الاجتماعي الـ (فيسبوك) ليراها الناس في تجربة تشبه أفكار مسلسلات الخيال العلمي على منصة (نتفليكس)، وخاصة المسلسل الشهير (بلاك ميرور) الذي يجسد المستقبل المخيف للبشرية مع تطور التكنولوجيا والتطبيقات، وخصوصاً في آخر حلقات الموسم الجديد من المسلسل التي تم عرضها منذ شهر رغم تصوير الفيلم منذ ثلاث سنوات.
يسافر فيلم حاسب تحلم، نحو المستقبل لتجسيد حياة البشر بعد سنوات طويلة مع سيطرة السوشيال ميديا بشكل يهدد حياتهم، حيث يتحول حلم أى شخص لحقيقة تؤثر على واقعه، وتصبح الأفكار والأحلام بحد ذاتها جريمة يحاسب عليها حتى قبل تحقيقها، مع استحواذ كامل للعالم الافتراضى لمواقع السوشيال ميديا على اختيارات البشر وواقعهم ومستقبلهم، ويطرح الفيلم سؤال: ماذا لو اكتشفت أن عليك محاسبة الناس مقابل ظهورهم في حلمك، وإلا سوف يذاع ويعرض حلمك علناً على الجميع بكل ما يحمله من فضائح و خصوصيات؟!
أحداث فيلم حاسب تحلم
تدور أحداث فيلم حاسب تحلم، حول الشاب (كريم) الذي يعمل كموظف في إحدى الشركات، ولا يؤمن بوسائل التواصل الاجتماعي حيث يعتبرها تضييع للوقت، لكن خطيبته تقنعه بعمل (فيس بوك)، وبالفعل تدخله إلى هذا العالم الافتراضي، ويتضح له أن عليه أن يدفع فاتورة كل شيئ يفعله على (الفيس بوك) وعلى أحلامه حتى حلمه مع المطربة العالمية (شاكيرا) لابد أن يدفع ثمنه 300 ألف جنية!، وعندما تسأله خطيبته ليه تحلم بشاكيرا؟ فيقول لها: كان حلم عادي كده!.
تم تنفيذ فيلم حاسب تحلم، باحترافية كبيرة، وجاء الأداء بسيطا لا يوجد فيه أي تكلفة، أو تصنع، وكانت الموسيقى التصويرية متميزة وغير معتادة، تتناسب مع طبيعة الفيلم ذو الطابع الكوميدي، وتشُبه موسيقى أفلام آواخر التسعينات وأوائل الألفينات، والتي تتميز بأنها خفيفة وتدمج بين الكوميدي والفانتازيا وتعُلق في أذهان الجمهور بسهولة
حاسب تحلم مشاهدة كبيرة وإشادات حلوة
استقطب فيلم حاسب تحلم، مشاهدة جماهيرية عالية، وحقق حتى الآن وبعد 10 أيام عرض على (اليوتيوب) حوالي 450 ألف مشاهدة، وكثير من التعليقات الإيجابية، حيث قال أحد المشاهدين: (معظم أفلام اليوتيوب بتكون هابطة و مبعرفش أكملها إنما دا خالف كل التوقعات بالنسبة لى، وأن كان أكتر حاجة مضيقانى أنه قصير جدا، تحياتي لكل الفنانين و الفنيين المشاركين في الفيلم).
وقال آخر: (الفكرة حلوة جدا وجديدة، والفيلم نفسه خفيف كده و funny، أفكار زي كده محتاجة تكون في السينما بشكل أكبر).
وأشاد ثالث بفكرة الفيلم وقال: (فاكرة جامدة و مرعبة في النفس الوقت، عشان بجد محدش عارف الدنيا رايحة على فين).
وقال رابع: (بحب النوع ده من الأفلام، بسيط، خفيف، مختلف وبره الصندوق، بجد أحيي فريق العمل والمخرج الجميل وطبعا البطل محمود ماجد المبدع من زمان).
وتمنى مشاهد خامس أن يرى مثل هذه الفكرة في دور العرض المصرية، حيث قال: (فكرة جديده جامدة، وإخراج جامد، وأداء جامد، وكوميديا جامدة، عايزين من دا كتير، و إن شاء الله نشوف أعمال من دي في السينمات في أفلام أطول).