بقلم: محمد حبوشة
من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها الإعلامي الناجح هى الثقافة الواسعة والإلمام بكافة المجالات المختلفة (كالطب، العلوم، الفلسفة، الفيزياء، الأدب، اللغات، المجتمع)، وظني أن الإعلامي القدير معتز الدمرداش، هو واحد من القلائل من هؤلاء المهمومين بمهنة الإعلام، وكا أعرفه جيدا فإنه من أولئك الذين يداومون على القراءة يوميا وتخصيص ساعات لقراءة المقالات المتنوعة والجرائد الصباحية والكتب العلمية وتصفح مواقع الانترنت بشكل يومي للاطلاع على كل ما هو جديد، فهذه المعرفة الواسعة تنمي ذهنه كإعلامي وتجعله ذو ثقافة وعلم ومعرفة بما يحدث من حوله ومن ثم فأي حوار يجريه لابد أن ينجح في مناقشته كونه يمتلك كم كبير من المعلومات في مختلف المجالات، كما لمست ذلك من خلال حوارته مع عدد من النجوم في برنامجه (ضيفي) على قناة (الشرق) السعودية.
ومن أساسيات الإعلامي الناجح معتز الدمرداش، هى الحيادية الشفافية والموضوعية تجاه أي حدث وربما يكون الإعلامي المصري الوحيد الذي يتمتع بتلك الصفات التي تعلمها منذ صغره مذيعا لنشرة الأخبار، وحافظ عليها في برامج التوك شوز والبرامج الحوارية، وألحظ دائما أنه حذر من التمسك بآراءه وأفكاره فهو حتما يدرك أنه سيفشل إذا تمسك بعقيدة ما أو انتمى لجماعة ما وتفضيلها عن غيرها من الجماعات، لذا يبدو دائما موضوعيا وشفافا في التعامل مع الأحداث ويروي الحدث من جميع الاتجاهات، ويستمع إلى آراء الآخرين قبل رأيه ليس من اتجاه واحد أو حسب وجهة نظره هو فقط.
معتز الدمرداش يجيد فن التعامل
نعم معتز الدمرداش، يجيد فن التعامل مع أي موقف يحدث معه سواء كان حدث إيجابيا أو حتى سلبيا، فالكثير من المذيعين والإعلاميين المعروفين يتعرضون لمواقف محرجة وصادمة على الهواء مباشرة كاتصال مزعج أو ضيف مفاجئ أو سقوطه في الاستوديو أو المايك لا يعمل أو النص غير موجود أو الشاشة لا تعمل، كل هذه المواقف يتعامل معها معتز الدمرداش، بمرونة ويكون جاهزا لأي حدث مفاجئ لا أن ينصدم أو يتوتر أو يتلعثم في الحديث، فمن مهارات المذيع الناجح أخذ المواقف المحرجة بروح رياضية ومرنة أمام المستمع والمشاهد.
الاحترام هو أساس النجاح في الحياة العامة والحياة المهنية، ومن هنا فإن معتز الدرداش، يحترم وجهة نظر الطرف الآخر في الحوار والاستماع له حتى نهاية الحديث لا أن يقاطعه ويغضب عليه ويقوم بمجادلته فهذا عنوان الفشل، لكنه دائما ما يكون سلسا في التعامل مع الآخرين، متفهم لوجهات النظر ويمتلك طريقة رد هادئة ومحترمة تعبر عن وجهة نظره، فاحترام الضيف يعبر عن لباقة المذيع وإبداعه في الإصغاء والحوار ويمنح القناة سمعة جيدة بإعلاميها المميزين.
إقرأ أيضا : معتز الدمرداش في (توك شو) على قناة الأهلى
الصدق من أهم الأشياء التي يعتمدها المذيع معتز الدمرداش، في نقل الأخبار والمعلومات للمشاهدين، فالمشاهد ينتظر الخبر الصحيح والصادق حول حادثة معينة، ولأنه مذيع يخاف من الله قبل نطق أي كلمة أو أي خبر مزيف لتشويه سمعة الطرف الآخر في كل الأحوال، فالكثير من القنوات الفضائية تعتمد على الأخبار المزيفة وتضليل الواقع فالخبر المزيف يشتت ذهن المشاهد والمستمع من جهة ومن جهة أخرى تفقد القناة مصداقيتها في نقل الأخبار والمعلومات وتخسر مشاهديها والمتابعين لها، وبالتأكيد المظهر اللائق هو ما يميز الإعلامي معتز الدمرداش، فالعناية بالجسد والرائحة المميزة واللباس الأنيق هو سحر الإعلامي، ويفضل دائما ارتداء الملابس الرسمية والمريحة واللائقة في مكان العمل، فالإعلامي ذو المظهر اللائق يخطف الأنظار من حوله بسبب الكاريزما الخارجية لمظهره.
الإعلامي الناجح معتز الدمرداش
هناك أيضا بعض المميزات الأساسية التي يتميز بها كل الإعلامي الناجح معتز الدمرداش، وهى أن يكون صبورا في مكان العمل، في التعامل مع الناس، مع نفسه، في أرض الحدث لا أن يستعجل الأشياء لإنهاء مهمته، وغالبا ما يكون حالماً بالمستقبل يعمل على تطوير ذاته يوميا ويقرأ الكثير حول مجال تخصصه ويتعلم الأشياء الجديدة والمهارات التي عليه أن يتقنها، ولهذا تراه سريع البديهة في تلقي المعلومات من الآخرين، شجاعا ولا يخاف من قول الحقيقة أو من الوقوف أمام الكاميرا، فمن مميزات الإعلامي الناجح الجرأة والشجاعة، كما أنه لا يلجأ إلى محاكاة الآخرين، فعليه دائما أن يبدع في عمله لترك بصمته الخاصة واسمه اللامع.
إقرأ أيضا : أزمة برنامج التوك شو بقناة الأهلي
وفضلا عن ماسبق من مميزات يتمتع بها معتز الدمرداش، فإنه لا يلجأ إلى التعالي على الآخرين، فالاحترام ومساعدة الناس تعبر عن ذوقه ورقيه الإعلامي، وفي نفس الوقت يكون شغوفا في عمله ويعمل من قلبه، فالإعلام يحتاج إلى الحب من الإعلامي نفسه ليحبه الجماهير، ما أن يظهر على شاشات القناة الفضائية التي يعمل لحسابها حتى يظهر حياديته ومهنيته وحرفيته، ليقنع الكثيرين بأنه من يعلق عليه الآمال لأن يكون (المنقذ من الضلال) وهو يمثل دور النخب المثقفة، وبخاصة أنه يحمل شهادة عليا في الإعلام، وقد تنقل الرجل بين فضائيات عدة وأثبت كفاءته المهنية في كل قناة التحق بها.
من حق معتز الدمرداش، أن يعمل في المكان الذي يراه مناسبا له ويحفظ كرامته، ويوفر له مبتغاه في موقع مرموق ومال وفير، لكن الكثيرين ينصحونه أن لايظهر ثانية على الفضائيات، ليبيع لهم القيم والمثل العليا في الصحافة على شاشات التلفزيون.. بعد أن اختفى عن الأنظار بحثا عن مغانمه، وقد ترك جمهوره وهو يئن ويلطم أقداره الذي كان يأمل من النخب المثقفة أن تكون معينا له، وتخفف عنه وطأة أثقال الحياة في بلد تتعدد فيه الكوارث الإعلامية والنكبات ومصائب الدنيا تقع على رؤوس الجميع، وهو بأمس الحاجة إلى إعلاميين حقيقيين، يرفعون من معنوياته، ويوصلون أصوتهم إلى ولاة الأمر، لكن الأقدار اللعينة اختطفته من بين أيديهم، وخاب ظنهم، بأن نخبا كهذه يمكن أن يعتمد عليه أحد في يوم من الأيام!
معتز الدمرداش.. قمة الحيادية
شخصيا أرى أن معتز الدمرداش، واحد من القلائل الذين يدركون فهم حقيقة أن الإعلام الحيادي أحد أهم ركائز الديمقراطية وحرية التعبير، فعندما يتمكن الجمهور من الوصول إلى معلومات موثوقة وغير متحيزة يتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة وتكون المجتمعات أكثر استقرارا، وربما يرى معتز الدمرداش، أن الإعلام الحيادي جسرا يربط بين مختلف الآراء والأفكار مما يساهم في تعزيز التسامح والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع، ولهذا يصر (معتز) في عمله الإعلامي منذ أن كان مذيع نشرة أخبار بالتلفزيون المصري ثم الـ mbc في لندن على الاعتماد على الحيادية في تغطية الأخبار، فإنه يحترم عقول الجمهور وقدرته على التفكير بحرية واتخاذ القرارات الصائبة، باختصار لأنه يؤمن بأنه ينبغي على الإعلامي أن يتجنب التعصب والانحياز، وأن يكون مهنيا في التعبير عن الأحداث دون تحريفها أو تلوينها بآرائه الشخصية.
في الوقت الذي يصر فيه كثير من الإعلاميين على أن يكون صاحب موقف ورأي واضح بعيدا عن الحيادية فإن معتز الدمرادش يحافظ دائما على أن يكون حياديا في تعامله مع الخبر وحتى في أثناء إجراء حوارته التي تبدو هادئة لا يصاحبها الضجيج الذي يصنع (الترند) المعلون، انطلاقا من إدراكه أن الإعلامي ضمير المجتمع، وتبنيه لوجهة نظره الخاصة لا تثري أي حوار، بل تصنع الجدل والاختلاف في الرأي، الذي حتما يفسد أي حوار أو عمل إعلامي، وهو لهذا يسعى دائما إلى ما هو أقرب للحقيقة، وعلى المذيع أن يكون حياديا 100%، فهو مرآة لنقل الواقع، وحتى إن لم يكن مقتنعا ببعض وجهات النظر أو الآراء، فواجبه أن يعرضها جميعها على المشاهد.
أخيرا: أفتقد وجود معتز الدمرداش على قناة مصرية في هذا الوقت الحساس من عمر وطن سقطت فيه منظومة الإعلام في براثن التفاهة تارة، والسعي وراء (التراند) تارات أخرى، فغابت الحقيقة عن الناس وسادت الفوضى، وذهب الإعلام إلى ساحات مفتوحة من السذاجة والعبث بمقدرات أمة في خطر يتهددها من الداخل بفعل منظومة الفساد في الإعلام، ومن الخارج على جناح أكاذيب الجماعة اللعينة، وهو ما يحتاج إلى وجود إعلاميين حقيقيين يدركون (أن المهنية هى المقابل الموضوعي للوطنية)، وظني أن وجود معتز الدمرداش في منظومة الإعلام المصري الحالية ربما يعدل الكفة، ويعيد رونق وبريق القنوات المصرية من جديد.. أرجوكم أعيدوا إلينا معتز الدمرداش، صاحب الوجه البشوش والمهنية العالية.