بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
زرع فينا رسول الله صلي الله عليه وسلم حب الأوطان،عندما قال وهو يغادر مكة (والله إنك لأحب البلدان إلي قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني ماخرجت) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، ونحن نحب مصر انتماءا وتنشئة وفضلا وفخرا، وحيث أن الوطن مقبل على فترة مخاض لتوصيات الحوار الوطني، ومقبل علي انتخابات رئاسية ويطمح في إنتخابات للمجالس المحليه المتوقفه منذ فترة، وهو يمر حاليا بأزمات اقتصاديه وتحديات إقليمية وصراع متنامي للاستحواذ على دورها أو جزء منه وتحديات وطموحات جمة، أري أنها تتطلب صراحة ومكاشفة وحلول غير فردية أو أمنية لإصلاح أي عوار في مشهدنا المعاصر.
خارطة طريق الوطن
وأنا كمصري محب لبلده أري أنه إضافة لخارطة طريق الوطن التي سنخرج بها بعد انتهاء جلسات لجان الحوار الوطني واعتماد توصياتها القابلة للتنفيذ نضع نحن بدورنا بعض المحاور التي يمكن أن تمثل خارطة طريق شعبية تسير جنبا إلي جنب مع خارطة الطريق التي سيطرحها الحوار الوطني ونخبه المتنوعة ومحاورنا المسكوت عنها هى:
(١) الفراغ الحزبي وغياب الطيف السياسي وإختفاء التنافس علي خدمة الشعب لإختفاء هذا التنوع السياسي المطلوب في الوطن.
(٢) غياب الرأي الآخر رغم أهميته الوطنيه وارتباط ذلك بتصنيفات الخيانة وعدم الولاء رغم أنه هناك كم من المعارضين في الوطن وبشده، وليس كل صاحب رأي مختلف هو خائن أو مصنف.
(٣) لابد من علاج أو حلول لهذا النزيف الاقتصادي للأسر مع الارتفاع اليومي للاسعار وغياب الرقابه وثبات الدخول لأبناء الوطن.
(٤) التوقف عن سيل الاقتراض الذي وصل 120 مليار في 10 سنوات بمعدل مليار كل شهر بما يحمله ذلك من خدمة الدين وفوائده وأقساطه وهموم ذلك علي الأجيال القادمة في الوطن.
(٥) لابد من وضع أجندة تحرك للوطن في موضوعات تهم الوطن وتهم المواطن أيضا، ولا ننفذ أجندة لايصل أثرها مباشرة علي الحياة اليومية للمواطن.
(٦) لابد من إعادة النظر في إنفاق الكباري والقطارات والطرق بما يتماشي مع التقدم في ملفات جماهيريه أخري تخص الوطن.
(٧) لابد من إزاحة حالة الخوف من التعبير عن الرأي حتي لو مختلف حتي يعود للمواطن أمله في غد أفضل وللوطن أهله الداعمون له.
(٨) لابد من سيادة فلسفة الخبراء والمختصين في كل مجال بدلا من سيادة أهل الثقه والولاء رغم أن المختصين هم أهل ثقة وولاء وخبرة.
(٩) الشباب الحائر في الوطن بلا انتماء ولا فرص عمل ولا دخل يفتح بيت، وهذا ملف خطير نرجو دعم أسس الانتماء لديهم وخلق فرص عمل وتوافر دخول كريمة لمحو حالة الهجرة للوطن الغالبه علي أذهان شبابنا.
(١٠) اجعلوا لكل قطاع عمل وطني لجنة من خبراء مجاله، فليقترحوا، ولنناقشهم، ولننفذ ما يعالج هموم الوطن وأهله بدلا من غلق الأبواب على شلة من غير أهل الخبرة.. اللهم إلا الثقة والمعرفة والولاء والطاعة والخبراء اكثر ثقة وولاءا وخبرة.
(١١) لابد من إعلام يفهم ذلك ويخدمه وينتشر بين أهل الوطن ويقدم ويقترح وينافس ويلائم قيمة مصر وقامتها ودورها، وعليه لابد من خطط إنتاج برامجية ودرامية ووثائقية تترجم خارطة الطريق هذه.
(١٢) التحول الرقمي ليس شعار وإنما طريقة حياة تتطلب بنية قوية وكوادر مدربة ومواطن تم إطلاعه على هذه المتطلبات المهمة.
(١٣) التعليم وجودته أهم ما أدي لتقدم دول كثيره من اليابان إلي سنغافورة وماليزيا حتي بنجلادش وغيرها ومحتوى التعليم عندنا وسمعته ليست في أفضل حالاتها.
(١٤) مركزية الإعلام وإدارته أفسدت المحتوى وأخرجته من المنافسة وصار القرار وصناعة المحتوى إلي غير أهله ومختصيه في الوطن.
(١٥) الجمهوريه الجديدة، جمهورية مغايرة، طموحا، ودورا،وسمات، وملامح،وأدوات، وكوادر، وحراك سياسي وآراء متنوعة، وملايين تعمل لوطنها بدلا من قلة ترفع شعار: (إحنا نعرف أكتر ونعرف مصلحتكم فين)، وهذا حجر وقهر وتسلط وكبت لايؤدي إلي مفيد إطلاق.
ملايين الوطن تحبه
** لو أننا جمعنا بين ما يقرره خبراء الحوار الوطني وبين ما يتحدث فيه الشعب همسا، لوصلنا إلي صيغة معيشيه تفاضليه متفق عليها، فملايين الوطن تحبه، وكل في مجاله لديه فكر، وخير لنا أن تفكر الملايين لوطنها بدلا من قلة مهما كان إخلاصها والثقة فيها.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: (المفسديون) بين الوطن وأهله!
** نأمل ألا يتحدث شعبنا همسا، ولا يسكت خوفا، ولا يعيش شبابنا مللا، ولايكفرون بالانتماء، ولا يسعون هجرة ومغادرة، راجعوا أراق ملفاتنا، وجل من لا يخطئ، ولعل الفترة الحالية بظروفها الانتخابية والاقتصادية، وتحديات المنطقه تكون فرصة لإعادة ترتيب أوراق الوطن، وياليت قوتنا الناعمة تعود كما كانت وأفضل، ولعل احتلال الدراما التركية وقوتها الناعمة المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية ووصولها إلى 152 دولة من دول العالم ومردود ذلك معنويا وماليا وسياحيا، والذي أثري الدخل القومي التركي لهو حافز لجمع منظومة القوي الناعمه المصرية وعلاج قصورها ودعمها حتي تعود بمصر إلي بساط رواد القوي الناعمة في منطقة يسارع فيها كثير من الدول لتصدر بساط النفوذ في مجال القوه الناعمة وتقف ورائه دول وأجهزه ونحن منهمكون في هموم الداخل وقضاياه
** اللهم أعد لمصر قوتها الناعمة وروافد ثقافتها التي تصب في مصلحة الوطن، وأعد إليها صدارة المشهد في هذا المجال، وأعد إليها حب وولاء شعوب الأرض الذين طالهم طيف من أطياف قوي مصر الناعمة.. آمين، وتحيا دوما مصر وطننا وشعبا ومؤسسات وقيادة وريادة، ومثلا يحتذي به..آمين ياقادر ياكريم ياالله.