90 عاما من الإبداع الإبياري تضيئ مسارح مصر
كتب : أحمد السماحي
يستعد الكاتب والمنتج المسرحي الكبير أحمد الإبياري خلال الفترة القادمة للاحتفال بمرور90 عاما على إنطلاق اسم الإبياري لأول مرة على خشبة المسرح المصري، حيث سيقدم عرضا مسرحيا مدته ثلاثة ساعات تقريبا عبارة عن مقتطفات مسرحية من أبرز المسرحيات التى قدمتها عائلة الإبياري على مدى تاريخها الفني بداية من الوالد الكاتب العبقري أبوالسعود الإبياري، الذي يحار كتاب التاريخ الفني المصري حتى وقتنا الحالي على توصيف دقيق لموهبته، والذي قدم أول عرض مسرحي له عام 1933 بعنوان (أوعى تتكلم) بطولة بديعة مصابني، وعبدالفتاح القصري، وإخراج بشارة واكيم، مرورا بأعمال (أحمد ومجدي ويسري) الإبياري.
أحمد ومجدي ويسري الإبياري
من المعروف أن اسم الإبياري ظل يضيئ مسارح مصر بصفة منتظمة وسنوية، منذ عام 1933 وحتى الآن، من خلال صانع البهجة أبوالسعود الإبياري، ثم أولاده (أحمد ومجدي ويسري) فيما بعد، حيث لم يمر عاما تقريبا دون مسرحية لواحد منهم آخرها مسرحية (كازينو بديعة) التى عرضت نهاية العام الماضي 2022، وهى من تأليف أحمد الإبياري، وإخراج طارق الإبياري، وتتناول ما كان يقدم فى (كازينو بديعة) فى زمن الأربعينيات بشكل حقيقى جدا، ويقوم ببطولة العرض مجموعة متميزة من النجوم منهم (سمية الخشاب، وأدوارد، وأحمد فتحي، وإيمي طلعت زكريا، وعلاء زينهم) وغيرهم.
أهم عروض عائلة الإبياري
قدمت عائلة الإبياري على مدى مشوارها أقوى العروض المسرحية، فقدم أبو السعود الأبياري لفرقة اسماعيل ياسين مسرحيات مثل (كناس في جاردن سيتي، عمتي فتافيت السكر، عقول الستات، عازب إلى الأبد، أنا عايزة مليونير، جوزي بيختشي، سهرة في الكراكون، عفريت خطيبي، ركن المرأة، الكورة مع بلبل، مراتي من بورسعيد، روحي فيك، كل الرجالة كده) كما قدم لفرقة نجيب الريحاني (عريس في اجازه) بطولة فريد شوقي وماري منيب ، و(الزوج اول من يلعب) بطولة ماري منيب ونيللي و ابراهيم سعفان وبدر الدين جمجوم ، وغيرها الكثير جدا، حيث كتب أبوالسعود الأبياري لوحده 65 مسرحية، فضلا عن عشرات الأوبريتات المسرحية التى كتبها في بدايته الفنية لفرقة بديعة مصابني وغيرها من الفرق المسرحية.
الإبياري و112 عرض مسرحي
كما قدم أولاده الثلاثة (أحمد ومجدي ويسري) الإبياري 112 عرضا مسرحيا كانت تعتبر من أقوى المسرحيات التى عرضت على مسرح القطاع الخاص، فقدم الكاتب والمنتج أحمد الأبياري هذه المسرحيات (الفهلوي، القشاش، العسكري الأخضر، البراشوت، نشنت يا ناصح، فيما يبدو سرقوا عبده، أنا ومراتي ومونيكا، دوري مي فاصوليا، ربنا يخلي جمعه، سكر هانم، مرسي عاوز كرسي، بابا جاب موز،البعبع ، الاخوه الاندال، رسمي فهمي نظمي، الزهر لما يلعب، سيبوني أغني، الدنيا مقلوبة، هات وخد، الجرئ والمليونير، المحظوظ وأنا، المستخبي) وغيرها الكثير.
إقرأ أيضا : أحمد الإبياري يخص (شهريار النجوم) بتفاصيل عرضه الجديد (كازينو بديعة)
وقدم مجدي الإبياري (حضرات السادة العيال، الغبي وأنا، دربكة همبكة، وراك وراك، الفك المفتري، الواد النمس، الأستاذ مزيكا) وغيرها من المسرحيات التى وصل عددها إلى حوالي 27 مسرحية.
أما يسري الإبياري فقدم (الجوكر، عش المجانين، الدبابير، الناس اتجننت، البلدوزر، عبده يتحدى رامبو، واحد لمون والتاني مجنون) وغيرها.
الإبياري صانع النجوم
كما صنعت أكاديمية الإبياري المسرحية عددا من النجوم مثل سيد زيان الذي حقق جماهيرية ضخمة من خلال العروض التي قدمها معهم مثل (الفهلوي، القشاش، العسكري الأخضر)، ومحمد نجم الذي حقق شهرة كبيرة من خلال (عش المجانين، ودربكة هيمبكة).
كما كانت بدايات كثير من النجوم من خلالهم مثل (أحمد آدم، صلاح عبدالله، طلعت زكريا، محمد سعد، محمد هنيدي) حيث تعرف الجمهور على هؤلاء النجوم من خلال أكاديمية الأبياري المسرحية.
عائلة الإبياري والنجوم
كما تعاونت عائلة الإبياري مع أكبر نجوم في مصر مثل (فريد شوقي، أمين الهنيدى، يحيى الفخرانى، محمد عوض، سعيد صالح، محمد صبحى، سمير غانم، أحمد بدير، سيد زيان، محمد نجم، يونس شلبى، حسن مصطفى، يوسف داوود، توفيق الدقن، وحيد سيف، أحمد آدم، صلاح عبدالله، طلعت زكريا، محمد سعد، رامز جلال، محمود القلعاوى، مظهر أبو النجا، غسان مطر، فؤاد خليل، نجاح الموجي، حسن يوسف، سامى سرحان، محمد شرف) ومن النجمات (هالة فاخر، نبيلة السيد، ليلى علوى، شرين سيف النصر، شهيرة، سعاد نصر، ميمى جمال، جيهان نصر شيرين) وغيرهن.
عائلة الإبياري والمخرجين
في مجال الإخراج جذبت عائلة الإبياري واستقطبت كبار نجوم الإخراج مثل (كمال ياسين، حسن عبدالسلام، عبدالمنعم مدبولي، السيد راضي، جلال الشرقاوي، عادل صادق، عصام السيد، شاكر خضير، أشرف زكي، محمود الألفي، محسن حلمي، محسن رزق، محمود أبوجليلة، إسلام إمام، وخالد جلال) وغيرهم من نجوم الإخراج.
الإبياري والتكريم
ومازال عطاء عائلة الإبياري مستمرا، ويؤكد أن هذه العائلة لا يوجد شبيها لها ولا مثيل على مستوى العالم حيث أنهم يملكون ناصية الكوميديا التي تجلب السعادة بمفردات لاتخدش الحياء، بقدر ما تنعش الذاكرة الحية التواقة للمتعة العفوية في قلب القرن الواحد وعشرين، ومخاطبة العقل الجمعي بنسق أخلاقي، ورغم كل هذا التاريخ الطويل والعريض في مجال المسرح، إلا أنه لم يتم تكريم أحد من هذه العائلة في أحد من المهرجانات المسرحية الكثيرة التى تقام في مصر المحروسة كل عام، وآخرها المهرجان القومي للمسرح الذي كرم كل من هب ودب ولم يقترب من هذه العائلة ولا من مؤسسها موليير الشرق أبوالسعود الإبياري، أليس هذا شيئا محزنا ونوع من الجحود والظلم الواقع على العبقري أبو السعود الإبياري، الذي ظلم حيا وميتا وأبنائه من بعده نالهم نوع من الغبن ذاته، وكأنها أسطورة سيزيف تتكرر طوال 90 عاما مع تلك العائلة المبدعة عبرأجيال متعاقبة، وهو مايشكل علامة استفهام كبيرة مصحوبة بالعجب؟!