عندما تطفو على السطح نماذج خاوية الفكر ضحلة الثقافة معدومة الوعي فاعلم أن منظومة القيم قد انهارت وأن زمن الفضيلة قد ولى، وعندما يسرق شخصين من شعب بأكمله فرحة العيد في جريمة مدينتي، ويدهسان في أيام الأضحى قيم التضحية والعطاء والرحمة والمحبة، فهذا يعني أننا نعيش في أزمة ويفرض علينا جميعاً التصدي لهذه النماذج التي تنحرف بنا عن قيمنا وتتجاوز موروثنا وتعتدي على تعاليم السماء، ننبذها ونحاكمها ونخرجها من منظومتنا الحياتية إذا أردنا لها التعافي من أمراض دخيلة علينا وفيروسات تزهق إنسانيتنا وتدمر قيمنا وتغتال حاضرنا وتهدد مستقبلنا.
الغرور أصبح هو المحرك الرئيسي لمرتكب جريمة مديني ولمن ينغصون علينا حياتنا، بصرف النظر عن انتماءاتهم أو وظيفتهم، تتحكم في سلوكياتهم أنانية مفرطة، تجعلهم يعبدون ذواتهم ويتوهمون أنهم فوق مستوى البشر وأن حقوقهم مطلقة وواجباتهم معدومة، تجمع بينهم ضحالة الفكر واهتزاز الشخصية والاستهانة بالآخر؛ فالغرور هو الذي قاد الضابط الطبيب في مدينتي لارتكاب جريمة مدينتي البشعة وقتل الصيدلانية بسمة التي جاءت وزوجها وأولادهما من الكويت لقضاء العيد في منزلهم، قتلها دهساً بسيارته، ودهس معها قيم المجتمع وحقوق الجار وقانون الدولة، بعد أن فقد عقله على جيران ذهبوا إليه للاعتذار من خطأ بسيط ارتكبه ببراءة أحد أبنائهم وهو يلعب بالسكوتر، والمصيبة أنه لم يستهدف قتلها وحدها ولكنه كان يستهدف قتل الأسرة كاملة، دهس الجميع وأصابهم ليس بكسور فقط ولكنه أصابهم بوجع وزرع بداخلهم غضباً ستعجز السنين عن محوه، صورة الضابط وهو يلاحق الأسرة بسيارته بسرعة مجنونة في منطقة مغلقة ستظل عالقة في أذهان من شاهدوها، فما بالكم بهذه العائلة المنكوبة؟!.
غرور الضابط في جريمة مدينتي
الضابط المتهم في جريمة مدينتي، سلم نفسه واعترف بجريمته وطالب بإعدامه باكياً (الغرور ركبني).. نعم الغرور ساقه إلى هذه الكارثة ولكنه لم يدرك الحقيقة إلا بعد أن وقعت الواقعة، هذا الغرور قد يكون من زرعه فيه تدليل أهله، وقد يكون نمط الحياة التي عاشها، وقد يكون توهمه أنه طالما أصبح ضابطاً بالقوات المسلحة فإن ذلك يمكن أن ينجيه، وهو لا يدرك أن مكان عمله سيكون أول المطالبين له بأقسى العقوبة بعد أن لطخ سمعته وسمعة زملائه، وأعطى سلاحاً لأعداء الوطن كي يستغلونه في تأليب الرأي العام على الجيش وضباطه.
إذا كان الضابط قد ارتكب جريمة مدينتي البشعة، بعد أن تمكن منه الغرور وأفقده عقله، فإن المذيعة رضوى الشربيني قد ارتكبت جريمة في ذات التوقيت، ولكنها لم تكن نتيجة فقدان طارئ للعقل، فتجاوزها في حق كل الرجال جاء عن سبق إصرار، ولم يكن كلامها في البوست الذي قالت فيه “مش فاهمة ليه البنات ما بتحبش تاكل لحم الخروف بس بتحب ترتبط بيه”، وكأنها لم تجد ما تهنئ به الناس في عيد الأضحى سوى أن تشبّه الرجال بالخرفان، وتشبّه النساء بالنعاج، فلا ترتبط بخروف سوى نعجة.
تشبيه الرجال بالخرفان ليس كلاماً طارئاً، ولكنه استمرار لنهج تسير عليه بعد أن اكتشفت أنها مذيعة معدومة القدرات، وأن عملها الإعلامي لا يشبع حبها للشهرة مثلما يفعل لها ذلك ركوبها الترند من خلال كلمات مسيئة للرجال ومحرضة للنساء عليهم وناشرة للفتنة في الأسرة، فلم تكن هذه هي المرة الأولى الذي تركب فيه الترند بسبب إساءتها للرجل، ولكن نتمنى أن تكون الأخيرة، وهو ما لم يتحقق إلا إذا اتخذ المجلس الوطني للإعلام ونقابة الإعلاميين ضدها إجراءات تمنع ظهورها على أي شاشة تليفزيونية، وإلا إذا أدانها القضاء في الدعاوي التي حركها ضدها أكثر من محامي متهماً إياها بالاساءة للرجل وإثارة الفتنة في الأسرة، وإلا إذا انصرف عن متابعتها متابعو صفحاتها التي تبث من خلالها سمومها على مواقع التواصل الاجتماعي.
غرور رضوى الشربيني
رضوى الشربيني نموذج لنمط من المذيعات الخاويات إعلامياً، العاجزات عن تقديم ما ينفع الناس، المرددات لكل ما يسيء للإنسانية، المتوهمات أنهن يحملن بيدهن سلاح الشهرة ليصوبنه على المجتمع ويضربن به قيمه وأخلاقه وتماسكه، ورضوى وأخواتها المهينات للمجتمع لن يرتدعن إلا بوقفة مجتمعية ضدهن، بعد أن شجعتهن قنوات الزمن الرديء وإعلام المصاطب الذي انتشر وكاد يقضي على شرف مهنة الإعلام، ونقلها من مهنة البحث عن الحقيقة وتنوير الناس وقيادة الرأي العام إلى طريق الصواب، إلى مهنة الاعتداء على القيم ونشر الأكاذيب وبلبلة الناس وقيادة الرأي العام إلى الهاوية، لنجدها اليوم مهنة مأزومة غير موثوق فيها، دفعت الناس للانصراف عنها والبحث عن الحقيقة في مواقع وعلى شاشات لا تريد خيراً لمصر، وإذا كان بعضنا يشاهد القنوات المغرضة فالمسؤول الأول والأخير عن ذلك هو الإعلام الوطني الفاشل والعاجز عن جمع الناس عنه بعد أن تصدرت المشهد فيه رضوى وأخواتها ومن هم وهن على شاكلتهم.
الغرور قاد ضابط جريمة مدينتي، إلى مستنقع لن يخرج منه، ففي حال تم إعدامه سيكون قد ارتاح ودفع ثمن تهوره وتعاليه، وفي حال عدم إعدامه سيعيش في السجن قاتلاً منبوذاً مرفوضاً من الجميع، والغرور وصل برضوى الشربيني إلى المنتهى، ولو عادت للشاشة ستكون عنصر طرد وسترسخ مزيد من الفشل لإعلام فاشل لا يخاطب سوى ذاته، ولو لم تعد فسوف تدفع الثمن، وسيتحنبها الناس بعد أن تجاوزت في حق الأب والأخ والابن والزوج والحبيب، بل وتجاوزت في حق كل من ارتبطت أو سترتبط برجل. باختصار أهانت مجتمع بكامله وهو ما يؤكد فقدانها للإحساس بالمسؤولية.