* مسرحية (ثورة الموتى) هى أول عمل مسرحي أقوم ببطولته وأنا طالب في كلية (دار العلوم)
* محمد صبحي منحني الفرصة الجماهيرية الأولى في (الجوكر)
* قدمت حوالي 100 عرض مسرحي موزعة ما بين القطاع العام والخاص
* المحاكمة، وزمن الطاعون، والحارس، ومنمنمات تاريخية، ودرب عسكر مسرحيات أعتز بها
* راض تماما عن مشواره المسرحي، الذي قدم من خلاله أعمال كثيرة على درجة كبيرة من المتعة الفنية
* لم أقدم للدراما ما قدمته للمسرح، وهذا ليس تقصيرا مني، ولكن من القائمين والمسئولين على الإنتاج في مصر
حوار : أحمد السماحي
سامي عبدالحليم، واحد من رهبان المسرح المصري الذين أفنوا عمرهم في عشق خشبته، تعلم على يد أساتذة كبار مثل (كمال ياسين، وسعد أردش، وجلال الشرقاوي، ومحمد صبحي)، وقدم أعمال مسرحية شرفت بها الحركة المسرحية وكانت ملمحا بارزا في ثقافة جيلي الثمانينات والتسعينات، ولو كانت الأمور تجري في مصر المحروسة بميزان عادل لكان سامي عبدالحليم حصل على جوائز أكثر وفرص سينمائية ودرامية أكبر!.
من يتأمل ملامح سامي عبد الحليم، يجده يتمتع بسكينة الزاهدين في زخرف الدنيا ومباهجها، أنقياء الروح ذوى القلوب الصوفية السليمة، يصعب على من يراه تصديق أن هذا الفنان الطيب، عندما يعتلي خشبة المسرح يصبح غولا يصول ويجول، ويجسد بجسده أصعب الجمل، ويؤدي بصوته أعذب وأقوى الكلمات، ويذوب بروحه في تجسيد شخصياته.
إقرأ أيضا : المهرجان القومي للمسرح يكرم الخولي والشامي وعبدالحليم
منذ أيام قليلة جدا أعلن المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض تكريمه، خلال حفل افتتاح دورة المهرجان الـ 16، والتي ستنطلق في الفترة من 27 يوليو إلى 12 أغسطس المقبل، لهذا سارع (شهريار النجوم) بإجرار حوار معه، والحوار مع فنان مثقف مثل سامي عبدالحليم ليس مسألة سهلة، وإذا قررت أن تحاوره فأنت الجاني على نفسك! إما أنك فهمته جيدا فارتفعت إلى مستوى ذائقته الفنية، وبالتالي ستستمتع بالحوار معه وتمارس البهجة والمتعة الذهنية، أو أنك لم تفهمه ومن ثم تبقى المسافة بينكما شاسعة تتسع لوقوعك عدة مرات.
ونظرا لأنني كنت في عجلة من أمري فقد وقعت عدة مرات! وعذرا للقارئ العزيز، لهذا لا أعتبر هذا حوارا، ولكنه مجرد (دردشة) سريعة جرت على الهاتف مع الفنان القدير سامي عبد الحليم حتى أجلس معه قريبا واستمتع بالحديث معه وأمتعك عزيزي القارئ.
تكليل جهد سامي عبد الحليم
في البداية أعرب سامي عبد الحليم لـ (شهريار النجوم) عن سعادته البالغة بتكريم المهرجان القومي للمسرح له، مع مجموعه من زملائه الأعزاء، وأعتبر التكريم تكليل لجهد كبير بذله في خدمه المسرح، والتعليم المسرحي، حيث قام بالتدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وخلال فترات تدريسه تخرج من تحت يديه عشرات من الطلبة الذين أصبحوا فيما بعد نجوما كبارا، وهم الذين يقودون الحركة الفنية الآن من هؤلاء (محمد رياض، خالد النبوي، ندى بسيوني) وغيرهم من الذين يحتاج ذكرهم لمجلدات.
وصرح مبدعنا الكبير سامي عبد الحليم: أنه عشق المسرح منذ كان طالبا في كلية دار العلوم، حيث كان المسرح الجامعي في هذه الفترة في أزهى فتراته، وكانت مسرحية (ثورة الموتى) هى أول عمل مسرحي يقوم ببطولته وهو طالب، وكانت من تأليف إروين شو، وهى أفضل مسرحية صورت بشاعة الحروب التي تخوضها الدول العظمى ضد الدول الصغرى من أجل استعمارها، لنهب خيراتها وفرض سيطرتها عليها، وقام بإخراج هذه المسرحية هناء عبدالفتاح، بعدها قدم مسرحية (السلطان الحائر) للكاتب الكبير توفيق الحكيم.
سامي عبد الحليم والجوكر
بعد تخرج سامي عبد الحليم من كلية دار العلوم، التحق بمعهد الفنون المسرحية، وأثناء ذلك كان يدرس لهم الفنان محمد صبحي الذي كان معيدا في المعهد، ونجما لامعا في سماء الفن المصري، ولعب الحظ دورا كبيرا في تقديم أول عمل مسرحي احترافي له، ففي عام 1979 كان الفنان (محمد صبحي) يستعد لتقديم مسرحية (الجوكر) من إخراج أستاذنا جلال الشرقاوي، وبطولة الفنانة ماجدة الخطيب التى قامت بالدور في البداية لكن تم تصويره بالفنانة هناء الشوربجي، وأثناء عملهم في المسرحية كان هناك دور كتب لزميله (عبدالله مراد) وهو دور (حنفي أبو دقة) لكن لظروف معينة لم يقدم (عبدالله مراد) الدور فرشحني النجم محمد صبحي للعب الدور الذي يعتبر أول دور قدمته في مشواري الفني.
سامي عبد الحليم أول الدفعة
وأوضح امي عبد الحليم : أنه يعتز بدفعته في معهد الفنون المسرحية والتى كان أول الدفعة، التى جمعت مجموعة من النجوم الذين أضاءوا سماء الفن المصري بقوة موهبتهم، وحضورهم الطاغي منهم (إلهام شاهين، توفيق عبدالحميد، أشرف زكي، زين نصار، فادية عبدالغني، طلعت زكريا) وغيرهم.
عن عدد العروض المسرحية التى قدمها قال سامي عبد الحليم بطل مسرحية (الحارس): حوالي 100 عرض مسرحي موزعة ما بين القطاع العام والخاص، ومن بين كل هذه العروض التى أعتز بها جميعا، توجد مجموعة من العروض هي الأقرب إلى قلبي وأعتبرها محطات رئيسية في مشواري المسرحي، وهذه العروض التى اعتز بها هي التى أخرجها لي في القطاع الخاص استاذنا جلال الشرقاوي، مثل (الجوكر، قنبلة الموسم، طبيب رغم أنفه، عطية الإرهابية).
وفي مسرح القطاع العام المخرج طارق الدويري ومنها (المحاكمة، زمن الطاعون، حفلات التوقف عن الغناء)، فضلا عن أكثر من عرض توقيع المبدع عصام السيد وهي (درب عسكر) تأليف محسن مصيلحي، التى قدمناها في المسرح المتجول عام 1985، وكانت أول إرتجال في السوق المصري، كما قدمت معه عمل آخر من أحب العروض إلى قلبي هو (منمنمات تاريخية) تأليف الكاتب السوري سعدالله ونوس.
كما أعتبر سامي عبد الحليم مسرحية (الحارس) التى قدمتها في المسرح القومي، مع (كمال سليمان، وزين نصار)، وكانت عبارة عن ثلاث شخصيات فقط لا غير، من اخراج محمد عبدالهادي، نقلة مهمة في مشواري الفني.
سامي عبد الحليم إلى أسبانيا
أكد سامي عبدالحليم، أن سفره لأسبانيا في نهاية الثمانينات للحصول على الدكتوراه منع انطلاقته الفنية، حيث كان معروضا عليه قبل سفره العديد من الأعمال المسرحية والدرامية التى اضطر للتضحية بها لسفره، ورغم هذا فهو راض تماما عن مشواره المسرحي، الذي قدم من خلاله أعمال كثيرة على درجة كبيرة من المتعة الفنية.
عن الشخصية المسرحية التى يتمنى تجسيدها على خشبة المسرح قال : لقد اعتزلت العمل المسرحي، ولم يعد لدي رغبة في عمل شيئ، وفقدت الشغف بالعمل المسرحي، حيث يحتاج إلى طاقة، وللأسف الشديد لم أعد صحيا لدى طاقة كى أقف علي خشبته، فهو يحتاج لجهد كبير، وطاقتى الآن تخذلني، ولا أستطيع تأدية الواجب الأكمل مني للعمل المسرحي، خاصة أن المسرح بالنسبة لي هو الحياة الاولي، وحياة الممثل المسرحي مختلفة عن ممثل السينما والتليفزيون.
سامي عبد الحليم وأم كلثوم
بالانتقال إلى الدراما قال ناصف مدكور في مسلسل (الدالي): أنه لم يقدم للدراما ما قدمه للمسرح، وهذا ليس تقصيرا منه، ولكن من القائمين والمسئولين على الإنتاج في مصر، ورغم هذا فأنه سعيد بتجاربه مع المخرجه الكبيرة (أنعام محمد علي) بداية من مسلسل (حتى لا يختنق الحب)، ثم (دعوة للحب) ومرورا بدور (بيرم التونسي) في رائعتها (أم كلثوم)، ودور إسماعيل باشا صدقي في مسلسل (مشرفة رجل لهذا الزمان)، وصولا لدوره في مسلسل (قاسم أمين)، كما شارك النجمة الكبيرة سميرة أحمد مجموعة كبيرة من المسلسلات المهمة مثل (إمرأة من زمن الحب، أحلام في البوابة، ياورد مين يشتريك، أميرة في عابدين، دعوة فرح).
وفي السنوات الأخيرة يعتز بعمله مع المخرج الموهوب إبراهيم فخر الذي قدمه في عدة أعمال يعتز بها جميعا وهي (خرم أبرة، زلزال، حالة عشق).
في نهاية دردشتنا السريعة قال أنه لدية بنت هى (منة) خريجة معهد السينما، قسم إخراج، وتعمل حاليا، وابني (مهند) خريج جامعة زويل، وبعيد تماما عن الفن.