في ذكرى رحيل آمال فريد الخامسة.. نكشف سر اعتزالها الفن !
كتب : أحمد السماحي
نحيي اليوم الذكرى الخامسة لرحيل آمال فريد ، تلك الفنانة التي كانت طيفا جميلا مر في حياتنا، شفافة كالدمعة، رقيقة كالنسمة، بعد ظهورها مباشرة في السينما عام 1954 كتبت عنها مجلة الكواكب هذه الكلمات: (تشهد شهادة ميلادها أنها مازالت في ربيعها الثامن عشر، وتؤكد هذا شهادة التوجيهية التى حصلت عليها هذا العام والتى مهدت لها دخول الجامعة، اكتشفها الكاتب الساخر أحمد رجب أثناء دراستها الجامعية، في كلية الآداب، واشتركت في مسابقة لاكتشاف الوجوه الجديدة في مجلة (الجيل) التى كان يرأس تحريرها أنيس منصور، وشاهدها المنتج الكبير (رمسيس نجيب) ووقع معها عقدا لبطولة عدة أفلام، وكان ظهورها الأول مع معشوقتها وقدوتها النجمة الكبيرة فاتن حمامة، من خلال فيلم (موعد مع السعادة)، وقد اعتبرت اسم هذا الفيلم فألا حسنا فأسندت إليها بطولة فيلم (ليالي الحب) أمام عبدالحليم حافظ، وقد نجحت فيه نجاحا كبيرا.
وآمال فريد تجيد العزف على البيانو وتلعب التنس بمهارة، وتحسن السباحة، ولقد بدأت بموعد مع السعادة، وستلتقي بموعد مع المجد في السنوات القادمة.
آمال فريد فتاة أحلام
بعد أفلامها الأولى أصبحت آمال فريد بالنسبة لجيل الخمسينات هى فتاة الأحلام وابنة الجيران الحبيبة الخجول ذات الابتسامة المضيئة والنظرة الطويلة الغارقة في الرموش المغلقة ببطء، كان صوتها يتسلل إلي هذا الجيل في هدوء ونعومة فيخترق وجدانهم، وفي هذه الفترة قال عنها النجم الكبير كمال الشناوي: (إنها مهذبة لدرجة أنها يمكن أن تطرق باب درج المكتب قبل أن تفتحه).
إقرأ أيضا : سامي فريد يكتب : غيرت حاجة يا محمد؟.. طبعا غيرت جوَّ !
في شهر نوفمبر عام 1960 تحدثت آمال فريد لمجلة (الكواكب) عن مقلب طريف حدث لها في أول حب صادفته حيث قالت: كانت أيام لذيذة تلك التي أحببت فيها شابا من أبناء الحي، وكنا نلتقي خفية عن الأعين، وخاصة عيني والدتي التي كانت دائما تحذرني من الوقوع في شباك الحب، كانت أمي تشتد أحيانا في فرض رقابتها على خروجي من البيت وتحاسبني على كل دقيقة أقضيها في الخارج.
فتى أحلام آمال فريد
وتضحك آمال فريد قائلة: يحضرني حادث طريف أوقعت نفسي فيه، كان صديقي وفتى أحلام الصبا قد اتفق معي على اللقاء في إحدى دور السينما، وحتى أقنع أمي بالخروج اصطنعت حديثا تليفونيا بيني وبين إحدى صديقاتي، وأوهمت أمي أن أزورها لأذهب معها إلى السوق واشترى لها قماش على ذوقي.
وأكملت ذكرياتها وقالت: واقتنعت أمي وزودتني بنصائحها لكي ابتعد عن معاكسات الشباب في الطريق ولا أتأخر، وقام صديقي بتسجيل أسطوانة خصيصا لي ثم أرسلها إلى المنزل لتكون مفاجأة لي قبل ذهابي معه للسينما، واستلمت أمي الأسطوانة واعتقدت أنها لأحد المطربين وأنني اشتريتها أثناء جولتي مع صديقتي.
إقرأ أيضا : في الذكرى الـ 48 لرحيل فريد الأطرش .. الحب الأول ألهمه أجمل أغنيات البدايات
وعند عودة آمال فريد فاجأتها والدتها بالسؤال: (ايه الاسطوانة اللي جت لك النهاردة دي)، فأجبتها آمال قائلة: (أسطوانة ايه معرفش يمكن جارتنا بعثتها لنا علشان نسمعها زي عادتها).
فردت عليها والدتها وقالت: (طب ياختى بس متروحيش السينما مع جارتنا تانى)، وقبل أن تفهم آمال قصد والدتها أدارت الأسطوانة على الجرامفون وإذا بها تسمع صوت فتى أحلامها وهو يقول: (أوعى تنسي يا حبيبتي ميعاد السينما أنا في انتظارك)، وكانت رسالة غرامية حادة، فقالت والدتها خلي بالك آخر مرة واوعي تأكل عقلك أسطوانات الشباب دي!).
آمال فريد وبنات اليوم
قدمت آمال فريد على مدى مشوارها القصير 30 فيلما، نذكر منها (شياطين الجو، بنات اليوم، إسماعيل ياسين في جنينة الحيوان، صراع في الحياة، إمسك حرامي، ماليش غيرك، امرأة في الطريق، من أجل امرأة، حماتي ملاك، نساء محرمات، إحنا التلامذة، بداية ونهاية، أم رتيبة، أنا وبناتى، بنات بحرى، أبو أحمد، التلميذة، الأبن المفقود، حكاية جواز، جدعان حارتنا، ذكريات التلميذة، ست بنات وعريس) وغيرها، وكان آخر أفلامها (جزيرة العشاق) عام 1970.
اعتزال آمال فريد
كثيرين تسألوا عن سر اعتزال آمال فريد بعد تقديمها لمجموعة من الأفلام الناجحة لأنها في لحظة صدق مع النفس حارت آمال فريد فيما تريده هى من السينما وما يريده جمهورها منها، خاصة بعد أن ودعت مرحلة الشباب ودخلت في مرحلة النضج كأنثى، وحارت في الحصول على سر المعادلة الصعبة وعلى العثور على التوازن الدقيق، خاصة مع ظهور موجة من أفلام العري والجنس فوجدت نفسها لن تستطيع أن ترضخ لقوانين سوق فني معاييره لا تتفق مع مبادئها.
ورفضت آمال فريد أن تبتذل موهبتها في أدوار تخصم من احترامها لإنسانيتها فابتعدت عن الأضواء واعتزلت الفن في هدوء ودون أن يشعر بها أحد، وظلت بعيدة ولم يشعر بوجودها أحد، إلا عندما نبش أحدهم ورائها وادعى أنها تتسول في شوارع الزمالك، يومها خرجت عن صمتها وظهرت في أحد البرامج وبعض الصحف تدافع عن نفسها وعن كرامتها الجريحة، وكان ظهورها هذا هو الأخير حيث رحلت بعدها بشهور قليلة وبالتحديد يوم 19 يونيو عام 2018.