هدم ماسبيرو الرائد إعلاميا لمصلحة من؟
بقلم الإعلامي : محمد يحيى
ربع قرن أو يزيد قضيتها داخل أروقة وستديوهات ومكاتب ماسبيرو ، هذا المبنى العظيم منذ أن كان سيد الإعلام بلا منازع إلى أن صار – بفعل فاعل – آيلا للسقوط وصرنا نعد الأيام المتبقية على سقوطه وسقوط الإعلام المصري بأسره بعده .
معروف أن ماسبيرو هو الأساس الذي تم البناء عليه .. فمن ينسى أعماله التلفزيونية التي كان المشاهد المصري والعربي يهجر الشوارع أثناء عرضها من ينسى مسلسلات (القاهرة والناس، ليالي الحلمية، الشهد والدموع، رأفت الهجان)، وعشرات المسلسلات التي شكلت وجدان المشاهد، ومن ينسى رواد الإعلام بماسبيرو الذين كانوا وما زالوا المدرسة التي تعلم فيها كل الاعلاميين عبر التاريخ؟
إقرأ أيضا : على عبد الرحمن يكتب : ماسبيرو .. كنز وطني للبيع !
فمن ينسى نجوم ماسبيرو زمان (سلوى حجازي وبرنامجها لقاء المشاهير، وليلى رستم وبرنامجها نجمك المفضل وأحمد فراج وبرنامجه نور على نور، وفايزة واصف وبرنامجها حياتي، من ينسى همت مصطفى وأحمد سمير ونجوى إبراهيم؟)، من ينسى حديث الشيخ الشعراوي، والعلم والإيمان وعالم الحيوان وحديث المدينة ونادي السينما، وعشرات البرامج التي شكلت فكر وهوية المشاهد ، ومن ينسى ومن يستطيع أن يمحو هذا التاريخ الذي حافظ على هوية المجتمع وترابطه وقيمه ومبادئه.
لولا ماسبيرو ما وجدت قنوات
وعلى راغبي هدم هذا الكيان العظيم أن يوقنوا أنه لولا ماسبيرو ما وجدت قناة واحدة من اللواتي يملأن السمع والبصر في السنوات الأخيرة، فأبناء ماسبيرو هم القائمين عليها ولولاهم ما قامت لهذه القنوات قائمة، وعندما يسقط ماسبيرو ستسقط كلها تباعا الواحدة تلو الأخرى ولن تفلح المليارات التي أنفقت عليها في إعادتها للحياة لأنها ستفقد تلك الحياة بمجرد سقوط ماسبيرو العظيم.
ووقتها سيعلم من خطط وسار لهدم ماسبيرو أنه تاجر تجارة خاسرة وراهن على جواد هزيل لن يستطيع إكمال السباق الإعلامي المحموم ولن يستطيع الصمود أمام طوفان الخيل القوي المتين الذي تم تربيته في بلاد جل أمنياتها أن تسقط مصر، ولن تسقط إلا بعدما تسقط هوية أبناءها ويتم تفريغ عقولهم وفكرهم وانتماءهم لوطنهم من خلال هدم المؤسسات الإعلامية القوية وعلى رأسها ماسبيرو، ووقتها سيكون من السهل استقطاب أبناء الوطن وسحبهم لرسالة قنوات أعدت خصيصا لتحريضهم على هدم الوطن .
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب : ماسبيرو .. المشكله .. والحل
وعلى مدار عقود ظل ماسبيرو شامخا عفيا، وخرج من هذا المبنى العظيم عشرات المواهب التى أضاءت سماء الفن المصري والعربي مثل (نور الدمرداش، يحيي العلمي، محمد فاضل، أنعام محمد علي، إبراهيم الشقنقيري، إبراهيم الصحن، سامي محمد علي، رضا النجار، شويكار زكريا، إقبال الشاروني، عليه ياسين، مجيدة نجم، علوية زكي)، ومن الكتاب (يسري الجندي، أسامة أنور عكاشة، كرم النجار، محفوظ عبدالرحمن، وفيه خيري، فتحية العسال، كوثر هيكل) وغيرهم من المبدعين.
روائع مسلسلات ماسبيرو
كما أمتعنا ماسبيرو بالعديد من روائع التمثليات والسهرات الدرامية والمسلسلات متقنة الصنع والجودة مثل (لا تطفئ الشمس، هارب من الأيام، الساقية، والضحية، والرحيل، والعسل المر، عواصف، الزلزال، فرصة العمر، برج الحظ، أوراق الورد، أحلام الفتى الطائر، دموع في عيون وقحة، الشهد والدموع، ليالي الحلمية، رأفت الهجان، السيرة الهلالية، نصف ربيع الآخر، سكة الهلالي، جحا المصري، لا، محمد رسول الله، لا إلا الله، أبوالعلا البشري، عصفور النار، الرجل والحصان، ضمير ابله حكمت) وغيرها من الروائع، فضلا عن الفوازير بإبهارها وجمالها بداية من الثلاثي، مرورا بنيللي، وسمير غانم، وشيريهان، وصولا لسمير صبري وسماح أنور.
إقرأ : علي عبد الرحمن يكتب : هل ينصف عقلاء الوطن ماسبيرو ؟!
ومن منا ينسى برامج التليفزيون في ماسبيرو التى أثرت في العديد من الأجيال مثل (عصافير الجنة، حواديت، بابا ماجد، حياتي، عالم البحار، النادي الدولي، عالم الحيوان، حكاوي القهاوي، نادي السينما، أوسكار، أوتوجراف، هذا المساء، تاكسي السهرة، اخترنا لك) وغيرها من البرامج والمسلسلات التى كانت لها دور تنويري، ورسالة مهمة لكل بيت وكل الأسرة المصرية التى كانت تحتضن التليفزيون وكأنه أحد أبنائها.
وعلى مدار عقود ظل ماسبيرو أيضا هو الدرع الواقي والحصن الحصين لإنقاذ أبناء مصر من فتن تلك القنوات المسمومة ومؤامرات تلك الدول الملعونة، كان فيها الباني للعقول وللفكر وللانتماء والمحافظ على الهوية والأخلاقيات والتقاليد لأبناء هذا الوطن .. هذا هو ماسبيرو إن كنتم لا تعلمون فأخبروني بالله عليكم لمصلحة من يتم هدمه ومن المستفيد من ذلك؟، وإن لم تراجعوا أنفسكم وتكفوا أيديكم ومعاولكم عنه وتتوقفوا عن هدمه ستطاردكم لعنته ولعنات الوطن بكل ما فيه ولن تكفي دموعكم عليه طيلة عمركم لأنه سيصبح كبكائكم على اللبن المسكوب.
ألا قد بلغت اللهم فاشهد!!!