كتب : أحمد السماحي
عندما تستمع إلى صوت المطرب اللبناني أحمد دوغان، تجد أنه تسلل إليك في هدوء ونعومة، وأخذك من كل ما حولك وسرحت مع ما يغنيه، وبعد دقائق قصيرة تجد أنه قد زلزل كيانك، وفتح وعيك على الحياة، وعلى جمال الخلق، وبهجة الدنيا، بعذوبته وتمكنه.
وصوت أحمد دوغان يضع الملحن أمام إمكانية هائلة للغزل والنسيج الرفيع، ينسج منه ما يشاء من الألحان، فهو صوت غاية في الشفافية والحساسية والدفء، تنعكس عليه أدق النغمات والحليات والزخارف، فبضفي على الألحان زخارفه الذاتية الخاصة بحساسية الأداء وعذوبته.
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب : ضحايا ومبدعون (٣) .. موتسارت العرب بليغ حمدي
ظهر أحمد دوغان بعد رحيل عبدالحليم حافظ بسنوات قليلة، وكان الجمهور في اشتياق لصوت جديد يذكرهم بالعندليب، قادر على تشخيص الهمس، وبروزة الانفعال الهادئ بحساسية رهيفة موصلة جيدا لحرارة ما في اللحن من دفء عاطفي إنساني منضبط.
ومن حسن حظ أحمد دوغان إنه بدأ مشواره مع أساطين اللحن والكلمة من هؤلاء الموسيقار العبقري بليغ حمدي الذي راهن عليه بقوة وتعاون معه في واحدة من أجمل أغنيات البدايات التى حققت وقتها نجاحا كبيرا.
شهريار النجوم، دق باب عندليب لبنان أحمد دوغان، الذي تعثر في الطريق لظروف إنسانية وشخصية خاصة به، لكنه بدأ حاليا يستعيد عن نشاطه وفتوته الغنائية، وتحدث معه عن ظروف تعاونه مع عبقري مصر بليغ حمدي، ففجر مفاجأة من العيار الثقيل خاصة بتعاونه مع هذا الفلتة الموسيقية! فإليكم التفاصيل.
أحمد دوغان وهاني مهنا
في البداية قال أحمد دوغان: منذ صغري كنت عاشقا لصوت عبدالحليم حافظ، وعندما طرح الموسيقار هاني مهنا مجموعة من شرائط الموسيقى لبعض أغنيات العندليب، مثل (خسارة.. خسارة، وتخونوه، وبحلم بيك) وغيرها، وضعت صوتي على موسيقى هذه الأغنيات، وعندما زار العبقري بليغ حمدي لبنان عام 1980، ذهب إليه شقيقي وتعرف عليه، وقدم له بعض أغنيات حليم التى وضعت صوتي عليها.
إقرأ أيضا : زينب علي البحراني تكتب: وردة وبليغ حمدي.. حكاية زواج الحُب بالموهبة
بعد استماع بليغ حمدي إلى صوتي، طلب من شقيقي أن يتعرف على، وبالفعل ذهبت إليه، وعندنا شاهدني واستمع إلى صوتي (لايف) أعجب بصوتي جدا، وطلب مني النزول معه إلى القاهرة، وبالفعل نزلت معه إلى أم الدنيا وعشت في منزله شهور طويله، وأثناء ذلك كان يدربني على الغناء، وطريقة نطق اللهجة المصرية التى كنت أحفظها عن ظهر قلب، وفي البداية كان يريد تقديمي في قصيدة (حبيبتي من تكون) والتى كانت آخر ألحانه للعندليب، وطرحت فقط على شرائط كاسيت، ولم يقم حليم بغنائها على المسرح.
أحمد دوغان وأبدا أبدا
وأضاف أحمد دوغان: بعد استقرارنا على هذه الأغنية، فوجئت به في اليوم الثاني يغير رأيه، وقال لي: (هقدمك في أول حفل بأغنية خاصة بيك، ولن أقدمك في أغنية لعبدالحليم حافظ)، وبدأ بالفعل يلحن لي أول أغنية بيننا وهي (أبدا أبدا) كلمات الشاعر الغنائي مصطفى الضمراني، والتى يقول مطلعها:
أبدا، أبدا، أبدا، أبدا، أبدا
أهل المحبة ما بيتعبوش م الحب أبدا
أهل المحبة ما يعرفوش الكدب أبدا
دول ناس مافيش زيهم
دايبيين يا عيني في حبهم
أما اللي بيبيعوا الهوا
دول عمرهم ما حبوا أبدا، أبدا
إقرأ أيضا : عندما اتهم محمد سلطان بليغ حمدي بسرقة جمل موسيقية من أغنياته
وأثناء تلحينها كان يطلب مني أن أغنيها حتى يرى مدى ملاءمتها لصوتي، فوجدها (لابقة على صوتي)، وبعد اطمئنانه وسعادته بما سمعه، طلب مني أن أبدأ غناء الأغنية بموال لبناني، وبالفعل وقع اختياري على موال للكبير وديع الصافي بعنوان (بتحبني وشهقت بالبكي)، وبعد انتهائه من اللحن، قدمني في حفل إذاعة (صوت العرب)، وصاحبتني على المسرح الفرقة الماسية بقيادة المايسترو الكبير أحمد فؤاد حسن.
أحمد دوغان وبليغ حمدي
في هذا الحفل يقول أحمد دوغان: قدمني على المسرح النجم متعدد المواهب سمير صبري، وبعد النجاح الكبير الذي حققته في الحفل، بدأ بليغ حمدي يدربني ويكتشف مناطق أخرى في صوتي عن طريق غنائي لبعض ألحان أخرى، ليعرف ما يناسب صوتي منها، وأثناء ذلك لحن لي أغنية ثانية بعنوان (ما أدري) كلمات صديقه الشاعر المبدع عبدالرحيم منصور، ولحنها كان مأخوذا من الفلكلور العراقي، وبعد شهرين من حفل إذاعة (صوت العرب) قدمني في حفل جديد على مسرح (نادي الضباط)، ورغم تسجيل التليفزيون لهذا الحفل، لكنه لم يعرضه سوى مرة واحدة.
وبالتالي لم تحقق الأغنية أي شهرة، ولم يعرفها أحد، وأعتقد الكثيرين حتى اليوم أن تعاوني مع العبقري بليغ حمدي كان قاصرا على أغنية واحدة، ولكن الحقيقة أنني تعاونت معه في أغنيتين، الأولى (أبدا أبدا) والثانية (ما أدري).
وفجر عندليب لبنان أحمد دوغان مفاجأة وخصنا بها حيث سيقوم بإعادة غناء أغنية (ما أدري) من جديد خلال الأيام القادمة، ولن يقتصر على إعادة غنائها ونفض الغبار من عليها مجددا ولكنه سيصورها أيضا كفيديو كليب.
لينك أغنية (أبدا ) غناء أحمد دوغان :