بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
تابعت وملايين غادة والي في برنامج في (الحكاية) مع اللعيب المحترف عمرو أديب، وكانت الحلقه عن فنانه التصميم العجيبة والجريئة (كائن الغادة) المستحدث الذي أكد أننا نعيش زمن فعلاً عجيب أطلقت عليه من قبل زمن اللافرز، فكم من كبار في كل المناحي يتوارون خجلاً، قد يصل للحزن حين يفرز قانون الطفو كائنات عجيبه لا تمتلك أي ثقل مهني أو عقلي ونراها علي سطح المشهد المصري لكنه قانون الترند الجديد المسيطر، فالبداية كان ارتباط بفنان نجح في عمل كوميدي ناجح شاهده معظم المصريين وزاد الترند الرحلات ولقاءات على التواجد في كل المناسبات مع الفنان، وفجأة تختفي المصممة على فقع مرارة المشاهدين، ثم يتم اتهامها من الفنان الروسي (غريغوري كوراسوف) بسرقه تصميماته واستخدامها في جداريات في محطه لمترو الانفاق في مصر دون إذنه.
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب : عار الترند الملعون !
وكان رد كائن التصميم الصمت، وأعقبه اعتذار من الهيئه القومية للأنفاق للفنان (كوراسوف) وإزالة الجدريات وشاهد الحدث الملايين على الهواء، ثم قامت الشركه باتخاذ الإجراءات القانونيه ضد الفنانه غادة والي، التي اختفت ولم تظهر إلا في اللقاء مع (الحكاية) ولترد على اتهام آخر لها من نفس الفنان بسرقه لوحة الشطرنج التي رسمها عام 2015 واستخدمت المصممه رسومات الرجل في حملة إعلانيه لشركة بيبسي، وقرر الفنان رفع قضيه السرقه ضد (كائن الغادة) في الولايات المتحده الأمريكية، وفي اللقاء أصابت الدهشة معظم من شاهد الفنانة (وقد أحضرت اللاب توب وإنجعصت بسكينة) وطلبت من عمرو أن تأخذ فرصتها في توضيح موقفها واتهام الفنان والجمهور لها بالسرقه واعتدلت أنا الآخر لاشاهد حيثيات (كائن الغادة)، وبذكاء تركها (عمرو أديب) لتذهل المشاهدين بطيبة وجرأة تصل للبجاحة لم نعتاد عليها منذ سنوات.
غادة والي تتهم كوراسوف بالسرقة
وكانت الصوره الأولي لاثبات صدق غادة والي وهى تقف بجوار الرئيس المصري قمه الموضوعيه!، فهى لا تعرف أن ملايين من البشر لهم صور مع الرئيس ورد على ابتسامتها الواسعه عمرو أديب بقولة لندخل في الموضوع واستمرت مبتسمه تقدم نفسها بتعاقدات مع شركات خارج مصر!، ثم كان الحوار التالي لنعرف ماذا حدث لبعض المصريين؟، عمرو أديب يخبرها أن الشغل منحوت من الفنان الروسي، ترد بقولها لا هو اللي واخد من الحضارة الفرعونية، اه بس انتي شغلك باين جدا انه نسخه من شغله، رد بقولها مين قال كده بقا؟، يقول لها: أنا راجل مبفهمش بس الشغل ظاهر جدا انه شبهه، تقول له لا هو شبه الحضارة الفرعونية واحنا عندنا قانون بيمنع أن حد يقتبس من الحضارة الفرعونية ، ياستي بس انتي مقلداه هو مش مقلد الحضارة الفرعونية!، تقول له: لا يا فندم هو أصلا غلطان انه يقلد الحضارة الفرعونية، طيب انتي اعتذرتي قبل كده عن انك قلدتي شغله، لا والله أنا كنت تعبانه في المستشفى ومش أنا اللي اعتذرت.
يضيف عمرو: طيب هو هيرفع قضيه في أمريكا، فترد: طب ليه ميرفعهاش في مصر؟ لأنه حضرتك لما رفعها في مصر لم تتحرك بسرعة يرتضيها، لا يا فندم يجي يرفعها في مصر ولا هو خايف؟، طيب انتي واخده غلاف فيلم (الأصليين) من فيلم هندي؟، وليه مش هما اللي واخدينه مني؟، لأنه الفيلم إنتاج 2010، أنا معرفش الفيلم ده، وبعدين ناس كثير عملت تصاميم مشابهة، و(يزداد استهلاك المهدئات وأدويه الضغط)، وتكمل الفنان غادة والي بنفس الثقه العجيبة والمستفزة حين يسألها عمرو أديب التشريح عندك مثل التشريح عند الفنان الروسي وليس مثل الرسومات على المقابر، والرد: لا يافندم فيه تاج وهنا مفيش وعندي في شغلي عصفورة.
وبدوري كفنان تشكيلي لم أستوعب، فهل وضع موتيف صغير أو عصفورة لتصميم يحقق ملكيه للفنان؟ – مثلما فعلت غادة والي – ويسألها عمرو: ممكن يحصل اتهام لشركتك بالسرقة، وترد: ناس كتير سارقة.. ليه جاي يتكلم عليا أنا وهو مش مسجل حقوق الرسم لأعماله وأكيد يريد يشوه مصر (والحقيقة لا أعرف ما علاقة مصر والرئيس بمحاولات تحقيق النجاح والشهرة لكائن الغادة!).
إقرأ أيضا : د. ثروت الخرباوي يكتب : يا عزيزي كلنا لصوص !
اكتفي بهذا القدر من الحوار العجيب فقد أصاب كل من شاهد غادة والي بالتعجب والدهشه ويسأل ما هذا؟، وماذا يحدث وقد تحولت شبكات التباعد الاجتماعي إلى تعليقات تسيطر عليها كل علامات الاستهجان والتعجب، ولدى إجابه لما يحدث: غادة والي يا ساده قطعة من عجينة بشرية أصابها بعض التلف وسيطر على تواجدها فقاقيع الترند الملعون ومذيعات الهطل وبرامج الاسترزاق، هى منتج لقانون الطفو وتمتلك مهارات التواجد في كل الحفلات والأفراح والمناسبات، هى مثل كثير من كائنات تحضر مهرجان السينما وهى ليس لها علاقة، هى مثل نجوم إفراز الفيس بوك من شعراء وكتاب وممثلين لا يمتلكون إلا القليل من الموهبه والكثير من التواجد في كل المناسبات.
عصفورة غادة والي
أمثال غادة والي لديهم قدرة عجيبه على تسويق الذات فكبار النجوم والحقائق لا يمتلكون تلك المهارات، هل أذكركم فيما يحدث في مناسبات أو أي احتفال وقدرة البعض علي التواجد والتصوير، فحتي في مساجد العزاء للنجوم تظهر كائنات الترند ومذيعات الموبايل والباحثين عن لقطة بصورة تستثمر على شبكات التواصل وتسويق لأكاذيب وطفيليات تأتي بأشباه الحقائق ولديهم مهارات قد تفوق كثير من نجوم تلازم منازلها في استحياء.
أخشي على الفن المصري بكل أنواعه من مرتزقة التسلق وممتلكي صفات اللبلاب فقد وضعهم اليوتيوب على سطح الميديا، وأعتقد البعض أنه نجم ويحاول تكملة المشوار بكل ما يملك من مهارات التواجد والقدره علي فرض قانون بقاءه وإن كان بسرقة لحن أو أغنيه أو نص أو الاعتداء علي رسام وحبذا لو من العالم الغربي، وتصل السذاجة والصلف والبجاحة من أمثال غادة والي إلى الاعتقاد أن الموضوع لن يكتشفه أحد، فقد وضع بصمة صغيرة له ولو عصفورة أو تغيير لون، متجاهلاً أن العالم علي الهواء نحن نتابع العالم والعالم يتابعنا فيحدث ما حدث ولسذاجه البعض تزداد دهشتنا من القدره علي التلاعب بسذاجه فكأنك تسأل أحدهم عن اسم الوالد؟، فيجيبك خالي اسمه هيثم!
العالم يتطور والذكاء الاصطناعي قادم وموجود وسيعطي فرص أكثر للنصب والاحتيال فبعد شات (GPT)، ومن بعده تقنيات الذكاء الحديثة، لذا وجب علينا اليقظه وتجهيز المجتمع للفرز وإلا ستحدث مهازل قد تكون مزعجه فكثير من أنصاف المواهب لديها قدرات للتسويق ومهارات التلاسن، قال المفكر الفرنسي چان بول سارتر: (الجحيم هو الآخر)، لقد أيقنت صحة المقولة بعد مشاهدة حلقة غادة والي في برنامج (الحكاية).. مصر تنطلق وتستحق .