بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان
لا أنكر أنني أحب محمد منير جدا، وأعتبره أحد الأصوات التي عبرت عن حروفي وكلماتي، ولكن كان بيني وبينه في الفترة الأخيرة هوة سحيقة سببها غيرته من العلاقة الفنية التي تربطني بمحمد نوح، رغم أنه كان يقول لي دائما: (اللي ما يقولشي أنه خرج من تحت باطك انت ونوح يبقي ابن كلب كداب).
في سهرة إذاعية غني محمد نوح أغنية كان قد غناها في الجامعة الأمريكية، واستمع منير للسهرة وظل صامتا لفترة طويلة، سألته: هى الأغنية مش عاجبك يا منير؟، فقال منير: بالعكس، أول مرة أغنية تشدني من أول حرف، سألته: آمال زعلان ليه، قال: زعلان لأني أول مره أسمعها من نوح.. كنت عايز تسمعها من مين؟: منك يا إبراهيم، لأني كنت هاشتريها منك فورا.
إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان يكتب: أنا و محمد منير.. قلب الوطن مجروح (3)
محمد منير ومغرورة
خجلت من أن أقول له: يا محمد منير انت عمرك ما اشتريت مني أغنية، تعجبت وأنا أقول له: بس الأغنية دي مش لونك خالص يا محمد، فقال لي: بالعكس في حياة كل واحد حبيبة (مغرورة) مطلعه دينه بغرورها.
ذهب محمد ممنير ليتكلم مع بعض أعضاء فرقته الألمان، اتصلت بنوح وحكيت له ما حدث، فقال لي بطيبة غريبة وبالحرف الواحد: قول لمنير أغنية (المغرورة) تحت أمرك، واللحن هدية مني له والاستوديو والفرقه كلها تحت أمرك!
عندما عاد (منير) إلى الغرفه التي أجلس بها حكيت له ما حدث من نوح، غضب منير بشدة ووضع يده على خده وهو يتنهد ويدخن بشراهة، وقال لي: هاتكتب كلام على اللحن النوبي ده واللا أجيب شاعر تاني يكتبه.. كدت أن أخرج عن أعصابي، لكن تمالكت نفسي وخلعت جلبابه الذي ارتديه والذي كان يقول لي دائما: تصدق يا (أبو رضوي) إنك الوحيد اللي بيلبس جلاليبي!
جرى محمد منير ليسد الباب
ارتديت ملابسي واندفعت ناحية باب الخروج قبل أن أنفجر.. جرى محمد منير ليسد الباب وهو يصرخ: أنت بتتكلم ازاي تخرج نص الليل والبلد في حالة طوارئ، بعد الأمن المركزي ما حرق كل شارع الهرم، مفيش شرطة في الأقسام الجيش هو اللي ماسك الأقسام وأي واحد هايمشي في الشارع هايضربوه بالرصاص.
في هذا الوقت كنت قد استطعت فتح الباب والنزول من على السلم لأصل الشارع، بعد خطوات استوقفتني رتبة من القوات المسلحة ليسألني عن بطاقتي وكيف وجدت عندي الشجاعه للنزول إلي الشارع في هذ الوقت، وأفهمني أن كل من يفعل ذلك لا بد أن يكون عنده ميول انتحارية.
عرفته بنفسي وحكيت له ما حدث بيني وبين محمد منير، اتضح لي أنه يعرفني من خلال برنامج صورة شعرية الذي يذاع في إذاعة الشرق الأوسط، ركبت معه سيارة الشرطة ليسلمني لسيارة أخرى تسلمني لسيارة أخرى حتي وصلت بين السرايات التي أسكن في حجرة بها تحت السلم، ولأردد مع نفسي أغنيتي عن (المغرورة) التي كدت أدفع حياتي ثمنا لها، والتي تقول كلماتها:
المغرورة
غراكي الدنيا ..
وواخداكي للبرج العاج
عايزاني في كل مقابلة
أقولك إنتي الملكة ..
واجيب ويايا التاج
عايزاني كل مقابلة..
أبين ليكي.. إنك مليون حاجة.. وانا مليون محتاج
لأ شوفي.. لا كنت لحوح أبدا ..
ولا كنت ضعيف
لا اعرف أتذلل ..واستعطف..
و لا أفهم أبدا في التزييف
ما بيعجبنيش أبدا مساحيق
ما بيعجبنيش ذل المعاشيق
لو كت دي طباعك ..
يبقى انتي محتاجه علاج
غراكي الدنيا..
وواخداكي للبرج العاج
………………………
في مرايتك..
سايباني وبصه
مجنونه بشعرك.. بشفايفك.. بخدودك.. بجمال القصة
مرسومة الضحكة.. واللفتة.. والماشية.. مرسومة البصه
المشط في إيدك.. رايح جاي ملفوته لكل الناس ..
بتشوفي جمالك أثر فيهم..
فين وازاي
طاويه من قبل ما ييجي
العمر الجاي
يا حبيبتي..
عمر ما كان الحب جمال
أنا بارفض أقعد مع تمثال
أنا عايز روح ..
تهمسلي بصوت وردي ملايكي
مش طفلة بدون أسباب تبكي خليكي.. أنا ماشي وسايبك ..
فيه في الدنيا آلاف
ما بيهتموش ..
لو كان الحب
هايجرح من كرامتهم
واللا يعيشوا ضعاف
شطار في الكدب.. وفي التزييف لأ شوفي.. لا كنت لحوح أبدا
ولا كنت ضعيف
لا اعرف أتذلل واستعطف
ولا أفهم أبدا في التزييف
ما بيعجبنيش ابدا مسياحيق
ما بيعجبنيش ذل المعاشيق
لو كت دي طباعك..
يبقى انتي محتاجه علاج
غراكي الدنيا..
وواخداك للبرج العاج
………………………
وحاولت كتير أخدك ليا
وحاولتي كتير تنزلي بيا
وما بين الأخد.. وبين الرد.. وبين اليأس خسرت
بصيتلك وانتي بتحكيلي..
على ناس بتحبك.. واتحسرت
وفضلت أعيدلك.. أنا عايز..
إنسانه تقدر تفهمني
إنسانه لما احكي همومي..
تسكت
وأما اسكت هي تكلمني
تتعلم مني تعلمني
ما يكونش غرورها طريق بيننا
أنا قاعد جنبك ..بس لغيرك باتمنى
محتاج إنسانه.. تحب حبيبها.. نضيف.. وشريف
لأ شوفي.. لا كنت لحوح أبدا ..
ولا كنت ضعيف
لا اعرف اتذلل واستعطف..
ولا أفهم أبدا في التزييف
ما بيعجبنيش أبدا مساحيق
ما بيعجبنيش ذل المعاشيق
لو كت دي طباعك ..
يبقى انتي محتاجه علاج
غراكي الدنيا..
وواخداكي للبرج العاج
محمد منير والأمير عبد العزيز
ممن مناقشاتي مع معظم أصدقائي كان هناك شبه إجماع أن الأغنيه لا تصلح لمنير، لكن الغريب في الأمر أن محمد نوح ظل ينتظر محمد منير الذي لايعرف شيئا عن المواعيد ولا يحترمها، ورفض تسجيل الأغنيه التي ما زال صديقي وحبيبي وعشرة عمري (حسين نوح) يرددها ملحنة في كل ندواته، وما زالت كلمات منير رغم كل هذه السنوات الطويلة تجرحني كلما تذكرتها، رغم اعتذاره لي أكثر من مرة.
إقرأ أيضا : نكشف سر الكوبليه المحذوف من أغنية (صوتك) لـ (محمد منير)
(هاتكتبلي كلام علي اللحن النوبي ده.. واللا أجيب شاعر تاني يكتبها)، جرح لن أنساه لدرجة أنني كنت مدعوا من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود لأداء فريضة الحج عام 2002، و كان محمد منير مدعوا من نفس الأمير، وقالت لي زوجتي ونحن نطوف حول الكعبة: منير كان وشه في وشك ماشوفتوش واللا شفته وتجاهلته، قلت لها: بيني وبينه عشرة عمر، لو كنت شفته كنت سلمت عليه، بس الحمد لله اني ما شوفتوش وقلت:
خمس دقايق محتاجك
أرسم مراكبى فى أمواجك
أنا الملك.. لكن ريقى ..
يا حبيبتى ها يلمع تاجك
خمس دقايق مش أكتر
ن فرع رُمانك أفطر
يا اللى الملك عايز ييجي
من شَهد رِيقك يتعطر
………………………
سيبى على كتفى عبايتك
أنا طيرى لايف على طيرك
واقف حرس على باب بَيْتِك
وعنيّه ما شافت غيرك
قلبى يمام منقوش ريشُه
ولا حد عنك هايحوشُه
خمس دقايق مش أكتر
من فرع رُمانك أفطر
يا اللى الملك عايز ييجى
من شَهد رِيقك يتعطر
………………………
لما القمر ليكى بينزل
أنساه وابص بشوق ليكى
الكل فيكى بيتغزل
يا اللى الجميع مجنون بيكى
يا مرحلانى لأحزانى
يا جايّه من كوكب تانى
خمس دقايق مش أكتر
من فرع رُمانك أفطر
يا اللى الملك عايز ييجي
من شَهد رِيقك يتعطر
………………………
أرجع صبى لو حطيتى
إيدك برعشه على اكتافى
غطيتى روحى وخطيتى
على بيتى بالحضن الدافى
يا بَلَّه ريقى بهمساتك
صوتى صبح يشبه صوتك
خمس دقايق مش أكتر
من فرع رُمانك أفطر
يا اللى الملك عايز ييجى
من شَهد رِيقك يتعطر
………………………
خُوخه بتحضن فى التوته
والحسن زايد عن حَدُه
البدر شافك حدوته
الدمعه نزلت على خَدُه
يا اللى صالحنى الله بيكى
فى عنيّه بان ضىّ عنيكى
خمس دقايق مش أكتر
من فرع رُمانك أفطر
يا اللى الملك عايز ييجى
من شَهد رِيقك يتعطر.