بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
بعيدا عن حكايات الحوار الوطني وموضوعاته ولجانه وأمنائه وجلساته ومشاركيه، والتي قد يمتد أجلها كما امتدت المسافه بين الدعوة إليه وبين عقد جلساته الأولية، وهذا مرهون بطول أعمارنا حسب مشيئة الله!، وبعيدا عن عوار مشهدنا الإعلامي غير الداعم لدولته وشعبه، وبعيدا عن سحب بساط قوانا الناعمة في غفلة منا، وبعيدا عن هموم الداخل وضغوط صندوق النقد الدولي، وبعيدا عن تخاذل بعض الأشقاء عن استمرار دعم مصر، وبعيدا عن تسريح كوادرنا في بعض دول الأشقاء وعودتهم وبعيدا عن ملايين الأشقاء من السودان وليبيا وسوريا واليمن وغيرهم.
أجد أن الأمور حولنا تسير في خطة استهداف مصر تارة، واستباحتها تارة أخرى وتعمد تهميشها تارة ثالثه!، رغم ثوابت سياسة مصر الخارجية والتي تنحاز إلي وحدة الأوطان ومصلحة الشعوب والحفاظ على مؤسسات الدول وعدم التدخل في شئونها ورفع شعار لم الشمل العربي، وهى تسير جاهدة في هذا المضمار إلا أنه وقبل بلوغ النهايات السعيدة غالبا مايقفز علي المشهد من يريد إقصاء مصر عن المشاهد التي سعت هى إليها أولا حتي لاتظهر مصر بحجم دورها وقيمتها وقامتها وتأثيرها في محيطها العربي والإقليمي.
ودعنا نطرح بعضا من هذه القضايا التي يستهدفون فيها مصر، ففي السودان إنحازت مصر لجيشها وشعبها ومؤسساتها ولم تنحاز لمليشات وعصابات النهب والتخريب المرتزقه من كل دول القاره المتاجرين بالوطن وتحوله الديمقراطي، وسعت القاهرة وجوبا لعقد جلسات حوار بين المتنازعين إلا أن نهاية المطاف كانت في لقاء جدة فيما أطلق عليه المبادرة الأمريكية السعودية، ومع ذلك فتحت مصر ذراعيها لملايين الأشقاء من السودان علاوة على الأربعة ملايين اللذين يعيشون بيننا، حتي أصبحنا كمصريين في بعض أماكن تجمع الأشقاء العرب قلة بين إخواننا النازحين إلينا.
ثم جاءت مبادرة أمريكا وفرنسا لدعم القوى الليبية بعد أن تحملت مصر مخاطر النزاع الليبي ودعمت جيشه ومؤسساته واستقبلت شعبه، وفي اليمن أرسلت مصر خبرائها وحاملة الطائرات لتأمين الخليج العربي ومضيق باب المندب واستقبلت إخوتنا من اليمن، إلا أنه وما أن عادت العلاقات بين السعوديه وإيران وحدثت انفراجه في الشأن اليمني بعيدا عن مصر ودورها، وفي سوريا لم ينادي أحد قبل مصر بوحدة سوريا وظلت هكذا وفجأه ظهر الدور السعودي الإيراني للدعوة لعودة سوريا لمحيطها العربي، وكأن دورا مصريا سابقا ومستديما لم يمهد لذلك، وفي أزمة الأقصى واستهداف أهله فعلت مصر مابوسعها كسابق عهدها في القضيه الفلسطينية، إلا أن أدورا سعودية وقطرية وتركية تقفز علي مجهودات مصر ودورها الرائد الفعال، وحتي أزمة اختيار رئيس لبناني ودعم مؤسسات هذا البلد الشقيق، إلا أن اللمسات النهائيه علي هذا المشهد قفز عليه أيضا أشقاء كثيرون، وحتي أزمة تونس كانت مصر من أشد داعميها منذ بدايتها وعندما قارب مشهدها علي الاستقرار قفز علي المشهد من قفز.
وإلي الصومال حيث فعلت مصر الأفاعيل لوحدة أرضه وصمود مؤسساته ولكن مصر الموعودة بعد تأهيل وتمهيد كل مسار تجد القافزون عليه من كل جانب، فهل كل ذلك استهداف لمصر واستباحة لدورها ومجهوداتها وثوابتها الداعيه للحفاظ علي وحدة الأوطان ومصلحة الشعوب وبقاء المؤسسات الشرعية صامدة لهذه الدول الشقيقة؟، أم أنه قدرها لتجد من يقفز علي مجهودها في نهاية المطاف؟، أم أننا نترك النهايات لدول شقيقه علها تفعل شيئا يذكر لها.
أم أننا لانجيد صنع النهايات السعيدة للدول وشعوبها؟، أم أنه استهداف دولي ممنهج للدولة القوية، المستقرة، المتماسكة، الطموحة، الصامتة، الثابتة سياساتها وسط منطقة متهالكة، أنهكتها الصراعات والنزاعات والقلاقل، وهل لفت هذا الاستهداف خبرائنا الإستراتيجيين ومحللينا الكبار، وبعد هذا الانتباه لذلك لماذا يستهدفون مصر؟، ولماذا يدعم ذلك أشقاؤنا؟، وماذا فعلنا تجاه ذلك؟، وإلي متى يتم التخطيط والتعاون والتآمر لتهميش دور مصر وإفراغ المنطقه من نفوذها والقفز على دورها؟، وإلى متى سيظل هذا الوضع؟ وأين لغة خطاب مصر وثوابت سياستها وعظيم جهدها ورائد دورها من محتواها الإعلإمي المغيب، وأين دور دبلوماسييها وهيئة استعلامتها وممثليها ومحبيها في الداخل والخارج.
حسبنا الله ولكي الله يامصر ليعلي قدرها دوما رغم أنف من أبي، وتحيا دوما مصر ودورها وثوابتها إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها، آمين، وتحيا دوما مصر.