كتب: محمد حبوشة
بداية لابد لي من القول بأن النجم (طارق لطفي) الذي نفخر به فنانا مصريا فاتن الأداء، يبرع دائما في أي عمل له من خلال تجسيد أدوار مخيفة، مثلما ظهر في أداء دور (الشيطان) في مسلسل (جزيرة غمام) أو شخصية الإرهابي في مسلسل (القاهرة – كابول)، وأيضا عبر مسلسله الجديد (ليلة السقوط)، كما يبدو ذلك بتجلياته المرعبة عبر عيون تعرف مواطن الرعب ولغة جسد تقوى على ترجمة ما يدور في رأس (الشيطان أو الإرهابي) بسلاسة، يضاف لهما بالطبع دوره الكوميدي الناعم في مسلسل (مذكرات زوج)، وهو في نفس الوقت تعلم الموسيقى وبرع في العزف على العود، وصوته في الغناء جميل، ولو أنه اتجه إلى الغناء لتفوق فيه وأظهر موهبة من مواهبه المدفونة.
ولكنني أتكلم هنا عن ممثل برع في التمثيل وفي طريقه لكي يكون من علامات جيله، فتستطيع أن تعرف لمحة من أداء (طارق لطفي)، وهو يؤدي دوره العبقري في مسلسلي (القاهرة – كابول، وليلة السقوط)، ستجد مخارج الألفاظ عنده منضبطة، ولغة الجسد عنده مبهرة، وملامح وجهه تعبر عن الجدية والشر المبطن خلف قسمات الوجه الصارم في قوة وجبروت، وهذه قدرة لا يستطيعها أي ممثل، ولأن الله وهبه صوتا مميزا، ومن جانبه هو فإنه لم يهدر تلك القدرة واستخدمها كما ينبغي، فالهدوء في موضع الهدوء والانفعال المدروس في موضع الانفعال، ليس برفع الصوت أو الصريخ والزعيق، ولكن مستوى الصوت يعيد لك طريقة أداء الفنان العالمي (مارلون براندو) في الفيلم الشهير (الأب الروحي).
ومن هذه المقاربة ستعرف كيف أجاد (طارق لطفي) استخدام صوته، بحيث أنك لن تشعر أبدا أنه يمثل، ولكنك ستندمج معه وتعيش مع شخصيتي (رمزي) في (القاهرة – كابول)، و(أبو عبد الله الدباح) في (ليلة السقوط) التي يؤديها وتنسى تماما (طارق لطفي)، حتى أنني بالفعل نسيت وأنا أراه في مسلسله الأخير أنني أعرف شخصية (الدباح) تلك عن قرب، ونسيت شخصيته التي أعرفها، وعشت مع الشخصية التي يؤديها بكل تفاصيلها في براعة مطلقة وكأنه مسكون بشيطان فن الأداء الصعب الذي يصول ويجول في فناء فسيح على جناح الإبهار وصناعة اللحظة الإبداعية بشكل مذهل للعين والعقل المتأمل لطريقة أدائه الاحترافي بالغ الدقة والجبروت.
(طارق لطفي) ظهر هذا الموسم الرمضاني في عملين متناقضين تماما لكن جمعهما التفوق في الأداء، فالأول (رؤوف) في مذكرات زوج الذي أبهرنا بكوميديا لايت اجتماعية رائقة، والثاني (أبو عبد الله الدباح) الإرهابي الداعشي بالغ القسوة والجبروت، وفي كلتا الحالتين فإنك تقف أمام موهبة مذهلة في التمثيل، ولكني أتوقف هنا أمام شخصية (أبو عبد الله الدباح) وهو اسم درامي ولا يمت للواقع بصلة لكن الشخصية بتركيبتها وأفعالها تشبه العديد من قادة داعش، التي جمع فيها بين شخصية الداعشي السكير الحشاش، الذي يظهر نوعا من العاطفة تجاه الإيزيدية (جوان/ صبا مبارك)، وشخصية القائد الشرس الذي أرعب أهالي (الموصل) العراقية بعد اجتياح داعش لها في 2014، بمؤامرة ربما لم تكشفها أحداث المسلسل.
وسط الطاقم التمثيلي لمسلسل (ليلة السقوط) من تأليف المصري (المسيحي مجدي صابر)، ومن إخراج السوري (ناجي طعمي)، والذي يضم أكثر من 130 من الفنانين العرب، ومنهم (صبا مبارك، باسم ياخور، كندا حنا، جواد شكرجي، محمد قنوع، ذوالفقار خضر، كادي القيسي، رياض شهيد، ألاء نجم، ميلاد يوسف، أحمد صيام)، قدم لنا طارق لطفي لوحات من الأداء الصعب لدور مركب، وأظهر ببراعة تناقضات الشخصية الداعشية التي يداعب خيالها دائما السلطة والمال مع ميل شديد للتعطش الدائم للدماء والسبي المقيت للنساء بفتاوى مزيفة لا تنتمي لصحيح الدين بقدر ما تجنح نحو شهوة ومتعة رخصية.
معروف أن (طارق لطفي)، من أكثر الممثلين العرب الذين يبرعون في أداء أدوار الشر، واكتسب شهرة واسعة في ذلك، لكنه في (ليلة السقوط) يعزف على أوتار مغايرة، وربما ساعده على ذلك أن المسلسل زكر على جانب الحضور الذكوري للمقاتلين مع داعش والمقاومين له على حد السواء، وأيضا يركز المسلسل على المرأة العراقية المقاومة للتنظيم الإرهابي وعناصره، ومدى قدرتها على تقديم الدعم ومساندة الرجال في المواقف الصعبة، وعدم الاكتفاء بالبقاء في المنزل، لكنه يتطرق أيضا للمرأة المجندة ضمن عناصر التنظيم والتجاوزات التي يمكن أن ترتكبها في حق غيرها من النساء.
صحيح أنه يوما بعد يوم، يزداد النجم المصري (طارق لطفي) توهجا، ويثبت استحقاقه بجدارة للبطولة المطلقة، لكن الأمر المؤكد أن مسلسل (ليلة السقوط)، تلك الملحمة الدرامية الاستثنائية التي تجمع في طياتها ممثلين من الوطن العربي، ساهم في وضعه في منطقة مختلفة تماما عنه، ويحوله لنجم عربي بجدارة الأداء، والحقيقة أن موضوع المسلسل أكسبه شريحة جديدة من الجمهور العربي، ومن بينهم أكراد العراق، فضلا عن تصوير المسلسل بأماكن وأسلحة حقيقية، وهدمهم قرية لـ (داعش)، ومن هنا جاء تجسيده لشخصية (الدباح) التي وصفها بأنها حقيقية ودموية.
(ليلة السقوط) دراما اجتمعت فيه كل عناصر النجاح من حيث الإثارة والتشويق، فالعمل الذي كتبه ببراعة (مجدي صابر) تناول شهادات حقيقية على لسان سيدات تعرضن للاغتصاب وتم بيعهن كسبايا، وآخرين خسروا أبناءهم وآباءهم بطرق وحشية، كما رصد قصة (الذباح) عن شخصية حقيقية استغلت آثار العراق القديم وباعتها للدول الأوروبية مقابل حفنة دولارات، كما رصدت ارتكاب جرائم بشعة لداعش خلال احتلالها لمدينة الموصل وجبل سنجار، حيث كان القتل لأى سبب، وأدركت أن جرائم داعش كانت أسوأ من التتار، فقد قاموا باختطاف خمسة آلاف فتاة عراقية أيزيدية وتم بيعهن فى سوق للرقيق والنخاسة، ناهيك عن القتل وطرد غير المسلمين، وتهريب آثار العراق.
ويعود نجاح المسلسل إلى أنه اعتمد على وقائع حقيقية موثقة بالفعل، ولكن الشخصيات الدرامية من نسج خيال المؤلف المتمكن (مجدي صابر)، حتى شخصية القائد الداعشى الذى يجسد دوره الفنان طارق لطفى أطلق عليها اسما تعبيريا، يعبر عن الدواعش، واختصره فى القائد المتطرف (أبوعبدالله الدباح)، الذى يشبه الكثيرين منهم، ويمثل نموذجا لهم، كما يشمل العمل دراما اجتماعية وعلاقات إنسانية وعاطفية درامية بنيت من وقائع حقيقية، وتبدو لي براعة (مجدي صابر) على الرغم من أنه (مسيحي مصري) إلا أنه أوجد في ثنايا الأحداث التي تتسم بالعنف والمماراسات الوحشية رسالة لكل عربى ومسلم، أن التلاعب باسم الدين يأتى بكوارث لا نهاية لها ودمار وخراب بمن يتمسحون بالدين، خاصة أن (داعش) كانوا يبثون أفكارا عن أنهم الطائفة المنصورة التى جاءت لنشر الدين الصحيح فى كل الدول الإسلامية تحت ستار الدين.
وهذه التوليفة العربية تجعل المسلسل أمام تحدي إيصال رسالته، فكيف لكاتب مصري، ومخرج سوري، وممثلين من جنسيات عربية متنوعة، بنص يراوح بين اللهجة البيضاء واللهجة العراقية أن يستطيع تجسيد معاناة الموصل وإيصالها إلى المجتمعات العربية على اختلافها، ويتناول المسلسل قضايا مرتبطة بالموصل في فترة سيطرة داعش عليها كالتعامل مع السبايا الإيزيديات، والإرهاب الذي سلط على المسيحيين العراقيين وأجبر أعدادا كبيرة منهم على الهجرة، فضلا عن الظروف المأساوية التي عاشها سكان الموصل برمتهم في تلك الفترة التي امتدت لنحو ثلاث سنوات من 2014 حتى 2017.
وكان اختيار المؤلف المصري (مجدي صابر) لكتابة المسلسل قد أثار جدلا، حيث ربط البعض بين ديانته القبطية وعدم قدرة على الإلمام بكل تفاصيل الجماعات التكفيرية الإسلامية ومنهجها الديني، إلا أن المؤلف شدد في العديد من التصريحات على أن اختياره من قبل شركة الإنتاج لكتابة (ليلة السقوط) كان بسبب نجاحاته السابقة وليس بسبب ديانته، مبينا أنه بحث لثمانية أشهر قبل الشروع في كتابة المسلسل، واعتمد على شهادات حية لأشخاص عايشوا احتلال داعش للموصل ومعاناتهم الشخصية، كما اطلع على الفتاوى التي أصدرها شيوخ التنظيم لتحليل جرائمهم باسم الدين.
وأوضح صابر أن الهدف من العمل هو تقديم صورة عن واقع أليم عاشه أهل الموصل على أمل ألا يتكرر مرة أخرى، فـ (كثيرون في العالم العربي يسمعون بداعش وانتهاكاته الكبيرة، لكنهم لا يعلمون حقيقته ولا يدركون حجم العنف والدمار الذي خلف في العراق وفي نفوس العراقيين، لذلك يأتي (ليلة السقوط) ليقدم توضيحا دراميا لما فعله من يدعون الإسلام، وأنهم ينشرون تعاليمه، في حين أن الإسلام منهم براء، كما أشار إلى أن المسلسل يرصد سياسات تنظيم داعش الإرهابي، بداية من تأسيسه، وتجنيده لآلاف الشباب، فقد كان التنظيم يجلد كل من يشاهد مباريات كرة القدم ويدخن السجائر، وكانت العقوبة تصل للإعدام،
ومن أجل كل مامضى يبرز هدف المسلسل في توعية الجميع لحجم ما حدث، حتى لا يتكرر، وفضح الفكر الداعشى وجرائمه ضد البشر وضد الحضارة، لأن (داعش) لم تكتف بقتل الأبرياء وسبيهم، بل قضت على الآثار العراقية فى كل مكان سيطروا عليه، ودمروا متحف الموصل حتى التماثيل التى كانت فى الميادين تم تدميرها باعتبارها أصناما، ولهذ يعتبر هذا العمل رسالة يجب أن تصل لكل مواطن مصرى وعربى أمام مهمة وطنية وإنسانية، ومن الجبن أن نتراجع عن فضح مخططاتهم، ومن هنا قدم (مجدي صابر) عمل درامي تنويري عن تنظيم إرهابي ضد الإنسانية حاول تزييف الواقع واستخدام الدين للوصول إلى أهداف زائفة.
حظى المسلسل بمباراة في الأداء بين نجوم طاقم العمل التمثيلي الذي استعرض مشاهد حية من حرب (داعش) في العراق، ومنهم أولا: أداء (صبا مبارك) وتكمن أهمية (صبا) في تجسيد شخصية الطبيبة (جوان) في مقدرتها على فهم الشخصية والدور الذي تلعبه ربما لأنها تمتلك بالأساس طاقة خلاقة قادرة على تفهم الدور، وهو ما يجعلها متمكنة وقادرة على التفاعل مع المتلقي من خلال اندماجها مع الفكرة والأداء وكيفية التوصيل للمتلقي لأنها بالأساس لديها الملكة للتمثيل.
ثانيا تبدو أهمية الجسد لدى (كندا حنا) يأتي كحضور فعلي ينوب عن الكلام، فتلك الحركات هى التي كانت تنوب عن الكلام في حركاتها وسكناتها في دور (كريستينا)، ولكن جسدها هو اللغة تواصلنا معها وحتى بحضور الكلام، وقد بدا إن التعبير الانفعالي لديها كممثلة، هو اللغة غير الشعورية التي تحدث للإنسان، وخاصة عندما نراه يستعمل جسده للتعبير عن مشاعره، وما يجيش في نفسه.
ثالثا: أحمد صيام، هذا ممثل تبرز قدرته وتميزه في أنه حامل للمعرفة الإنسانية التراكمية، فهي ليست مجزأة، وهذه المعرفة تتكون من عناصر كثيرة تمثل الطريقة والمنهج الذي يمثل السلوك الإنساني، وهذا ما يشكل جوهر فن التمثيل عنده، وتتوزع سلوك الإنسان حالتان إحداهما فيزيائية، والأخرى نفسية وليس لإحداهما أن تنفصل عن الأخرى وتختزلها)، لقد بدا كل فعل من السلوك الإنساني هو فعل نفسي فيزيائي متكامل لا يتجزأ عند (صيام) في تجسيده لدور قاضي قضاة داعش النهم للسلطة والمال والنساء.
رابعا: باسم ياخور، ممثل يملك القدرة على سبر أغوار الشخصية التي يجسدها، ليقدمها لنا من لحم ودم وبأسلوب السهل الممتنع كما يجب، بغض النظر عن موقفنا منها، ولعله نجح في إتقان شخصية الصحفي (قيس) والذي حاول فيه إيجاد رابط درامي ليضع الحدث التاريخي في سياقه فقط، وخاصة أنه لعب دور الراوية للأحداث، ومن هنا فقد اجتهد (باسم) في الإلمام بشخصية مثيرة للجدل في حياتها ومماتها فداء للوطن.
خامسا: جواد الشكرجي، بدا عملاقا في تجسيده شخصية القاضي المسيحي (إلياس) العاشق الذي أثبت من خلالها أنه فنان معجون بتراب الوطن العراقي، وأكد الممثل المسرحي العتيق على الرغم من أن التمثيل بالمسرح يتطلب طاقة كبيرة للتعبير بكل أدوات الممثل أثناء حضوره في هذه المساحة المفتوحة التي تواجه من خلالها الجمهور بشكل مباشر، فالمسرح لا يحتمل الخطأ والإعادة أما التمثيل أمام الكاميرا فيتطلب تجميع هذه الطاقة الهائلة واستغلالها في حدود الكادر التلفزيوني، ولذلك تجده يراعي حجم اللقطة التي يمثل بداخلها والتعامل معها بشكل صحيح حتى لا يرى مفتعلا أو مبالغا، ولعل مشهده الأخير في المسلسل جاء تتويجا لمجمل أدائه المبهر.
سادسا: رياض شهيد، الذي أثبت هو الآخر أن ممثل المسرح ليس مفتعلا، وأن هذه (السمعة) القديمة عن ممثلي المسرح انتهت الآن، فأغلب الممثلين المتميزين في السينما والتلفزيون كانت بداياتهم من خلال المسرح، وتجربته في (ليلة السقوط) تؤكد أن يستطيع أن ينمي ذكاء الممثل داخله وقدرته على الحفظ واستحضار الحالة وكسر الرهبة وثقل الموهبة والإحساس، وهذا هو سر تميزه في أداء دور (العقيد) التابع لجيش البشمرجة، في إشارة واضحة إن التمثيل هو التمثيل من حيث الموهبه ولا فارق بين التمثيل في المسرح أو أمام الكاميرا سوى وسيلة التعبير، ولكن الممثل الذي سبق له تجارب مسرحية قد يتميز بسبب خبرته وامتلاكه لتكنيك التمثيل وتدريب أدواته.
سابعا: طارق حمدي، الذي أبدع في شخصية (الحاج كاوا)، حيث استخدم أسلوب المحاكاة، وتتضمن فلسفة الأداء في التمثيل المعاصر مجموعة واسعة من المهارات، منها الخيال المغاير والملامس للعاطفة والتعبير الجسدي والإسقاط الصوتي ووضوح الكلام والقدرة على تفسير الشكل الدرامي، وذلك يتطلب القدرة على استخدام اللهجات واللكنات والارتجال والمراقبة والتمثيل الصامت والاستمرارية في الأداء المسرحي والدرامي، ونلاحظ أنه كان هناك تركيز في أدائه إلى حد التكثيف، حيث عبر عن العديد من الوجوه والأشكال الجديدة لفلسفة الأداء الجمالية في طريقة حبه للوطن والتضحية بالمال وفك أسر (الأيزيديات) التي كلفته حياته في النهاية عن طيب خاطر.
في لوحة الأداء في (ليلة السقوط) تبرز أسماء أخرى قدمت أداء خرافيا على مستوى الاحترافية، كما ظهر في أداء الراحل منذ أيام (محمد قنوع)، وكذلك (ميلاد يوسف، ذور الفقار خضر، بيداء المعتصم، ريهام البياتي، نورا عبد الرحمن، كادي القيسي، ألاء نجم) وغيرهم من نجوم لمعت في الأداء الصعب في مسلسل كتب بعناية خاصة من جانب المبدع المصري (مجدي صابر)، الذي نجح في صناعة حبكة درامية متقنة على دمويتها وعنفها وجبروت هذا التنظيم اللعين والمخيف، وفوق كل ما سبق يأتي جهد المخرج السوري القدير (ناجي طعمة) المشهود له بالكفاءة في تحريك المجموعات وتنفيذ المعارك والتركيز على المشاعر الداخلية للشخصيات بطريقة احترافية مذهلة، استطاعت أن تجتر الدموع من المقل بكاءا على جزء من الوطن (العراق) الذي انسلخ عنا بفعل داعشي شيطاني رجيم، ولابد لي في النهاية من تحية تقدير والاحترام للشركة المنتجة (بلا حدود للإنتاج الفني) بقيادة الدكتور قيس الرضواني، الذي تحمل مشقة كبيرة كي يخرج هذا العمل للنور.