رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد سعد يخدع الجمهور وزملائه من النجوم بـ (ترند) مزيف!

كتب: أحمد السماحي

(تستطيع أن تخدع الناس بعض الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدعهم طول الوقت)، هذا المثل الأمريكي تبادر إلى ذهني أمس عندما شاهدت ما نشره النجم (محمد سعد) على صفحته على (الفيس بوك)، حيث نشر صورة له أول أمس تشير بالباطل أنه (نمبروان) و(ترند) رقم واحد في مصر، بسبب مسلسله (إكس لانس) الذي توهم أنه الأكثر مشاهدة، والحقيقة أن الصورة استفزتني جدا، لأنه كان يمكن أن أصدقها لو كتب عليها أنه (تريند) في انصراف الناس عنه، ففي مجال السماجة والملل حدث ولا حرج، وفي الكوميديا الغليظة يحتل (سعد) أعلى مرتبة في دراما رمضان 2023، فكوميدياه الجارحة أصبحت عنوانا وموضوعا رائجا من حيث الشكل القميئ والمحتوى المتدني الذي يضعه في الدرك الأسفل من قائمة الأسوأ، لكن أن يكون (ترنده) الأكثر مشاهدة، فهذه فرية كبيرة بمعنى أنها (وسعت شوية) من نجمنا الكبير! الذي ذهب بخياله المريض إلى مناطق بعيدة للغاية.

مع بداية شهر رمضان دشن الموسم بهذه الصورة

لكن يبدو لي أنه (استحلى) حكاية (التريندات) المزيفة تلك، حيث ظهر في بداية الشهر الكريم وأعلن أيضا عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي أنه (ترند رقم 1) والأكثر مشاهدة، مع العلم أنني والله لم أسمع ولم أرى ولم أشاهد شخص واحد يتحدث عن هذا المسلسل، ولعل شائعة أنه (نمبروان) مع بداية الشهر الفضيل دفعتني لمشاهدة المسلسل، وليتني ما شاهدته!، فهو من أعمال الكوميديا العبثية الي لاتخضع لعقل أو منطق!، حيث صنع كل شيئ فيها لخدمة (سعد) نفسه دون غيره، والمثير للدهشة أنها دائما ما ترفع شعار (سعد، سعد، يحيا سعد)، وهذا ما يفسر لنا أزماته مع المخرجين وزملائه في العمل قبل انطلاقه في رمضان، والتي ربما تحتل (ترند رقم 1) في الكواليس السيئة للمسلسلات الرمضانية الأكثر جدلا.

يسخر من رائعة محمد العزبي (الاقصر بلدنا بلد سياح)

كما أن الأسوأ في هذا المسلسل الذي ينبغي أن يحاكم عليه، أنه مليئ بالسخرية والتهكم على رموز وأغنيات مصرية عزيزة على قلوبنا جميعا وراسخة في الوجدان المصري، فقد سخر مثلا في إحدى الحلقات من الأغنية السياحية الترويجية لمدينة الأقصر، والتى قام بغنائها المطرب الكبير محمد العزبي، تحت عنوان (الاقصر بلدنا بلد سياح، فيها الأجانب تتفسح)، حيث جعلها (اللمبي القبيح) الذي أصبح أكذوبة كبيرة لايصدقها غيره: (الأقصر بلدنا بلد سواح، فيها الأجانب تتشوح، وكل عام وقت المرواح، بتبقى مش لاقية تروح!)، كما سخر من عبارة (زمن الفن الجميل) وجعلها (هند رستم.. زمن الجسم الجميل)! وغيرها من (الإيفيهات) السوقية المتدنية!

المشكلة في حكاية (تريند) سعد المزيف هو استهتاره الكامل بكل قدرات المتفرج العقلية، والذي لايدرك أنه أصبح يشاهد جيدا ويعبر عن رأيه النقدي اللاذع على الهواء مباشرة الآن في ظل التطور التكنولوجي الرهيب عبر وائل التواصل الاجتماعي، والسؤال الذي نريد طرحه عليه: إذا كنت يا نجمنا الأكثر مشاهدة، فماذا نقول عن مسلسل (جعفر العمدة) تأليف وإخراج محمد سامي، وبطولة محمد رمضان؟، والذي يشغل الناس يوميا من بعد الإفطار حتى السحور، عبر حكاياته مع زوجاته الأربع وابنه الذي يلازمه في غالبية خطواته دون أن يعرف أنه ابنه، ناهيك عن لغة الحوار ومنطق الدراما – التي ربما نرفضها – لكننا لا ننكر أنها تظل تداعب خيال الشارع مع نهاية وبداية حلقة جديدة كل ليلة، وماذا نقول أيضا عن مسلسلات أخرى مثل (تحت الوصاية، ضرب نار، الأجهر، الكبير أوي، عملة نادرة، ستهم)، وقبلهم (الكتيبة 101، علاقة مشروعة، كامل العدد، الهرشة السابعة، مذكرات زوج) وغيرها من أعمال يبدو للوهلة الأولى أنها تحظى بمشاهدة حقيقية، خاصة المسلسل الكوميدي الفنتازي الجميل جدا (جت سليمة) للنجمة (دنيا سمير غانم)، الذي غطى على كل الأعمال الكوميدية في هذا الموسم منذ بداية حلقته الأولى وحتى الآن.

مع نهاية الشهر الكريم خرج علينا بهذه الصورة

مشكلة (محمد سعد) أن منطقه الفني معكوس ومهلهل ويضعه في منطقة (الهطل الفني) الذي يفضى غالبا إلى ما يسمى بـ (الجهل الواعي)، كما أن حب الذات عنده يتزايد ويتضخم ككرة ثلج تكبر يوما تلو الآخر في إصرار عنيد، فهو لا يفكر بعد أن وصل إلى النجومية التى وصل إليها أن يغير من مدفعيته الثقيلة في (الهبل، والعبط، والاستنصاح المصحوب بنوع نادر العته المنغولي)، ورغم أن الجمهور ابتعد عنه ولم يعد يهمه ما يقدمه، إلا أنه من حين لآخر يقدم لنا عمل فاشل وعلينا أن نتابع شيطانه بالزيف والتدليس دون أن ننظر كثيرا إلى محتواه ولا شيئ يهم مادام الهطل قائما والوهم موجودا ومستمرا في تحد لتيمة (اللمبي)، تلك التي كانت بضاعة جيدة في بدايتها لكنه لم يدرك أنه قد أتلفها الهوا، بعد تكرار ممل وعدم الاجتهاد في ألوان جديدة من الكوميديا لجمهور يشهد التطور المذهل في هذا اللون من الفن على المنصات الجديدة، والتي أصبحت ساحة مفتوحة تتبارى فيها الأعمال بفرط من إبداع حقيقي على جناح دهشة الصورة ورقي المحتوى الجاذب للخيال المتطلع لفن حقيقي.

وأخيرا أقول لمحمد سعد: كف عن تلك المهاترات التي تنال من موهبتك فرصيدك الكوميدي عند الجمهور قد نفد، ولم تعد تجدي أساليبك المهترئة في تكرار ممل لشخصية (اللمبي) والأفيهات ثقيلة الظل التي لايضحك عليها سواك أنت وحدك دون غيرك، بعد أن عفا عليها الزمن وصارت بضاعة رديئة لم يعد يقبلها الجمهور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.