كتب : أحمد السماحي
ارتبط شهر رمضان لسنوات طويلة في أذهان المصريين بالفوازير، فكانت من العلامات المميزة في الشهر الكريم، والتى (نحلي) بها بعد أن ننتهي من الفطور، وتحمل معها آخر الشهر بسمة من الحظ وهى جوائز الفوازير، وكانت سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات هى العصر الذهبي للفوازير التى كانت أيقونة الشهر الكريم التى تتجمع حولها الأسرة المصرية، منذ بدأتها الإذاعية الكبيرة آمال فهمي عام 1955 مع الشاعر الكبير بيرم التونسي، وتوالى على كتابتها مجموعة كبيرة من الشعراء والكتاب منهم (مفيد فوزي، صلاح جاهين، بخيت بيومي، بهاء جاهين) وغيرهم.
ثلاثي أضواء المسرح
بعد النجاح الذي حققته فوازير الإذاعة، انتقلت الفوازير من الإذاعة إلي التليفزيون مع بداية الإرسال التليفزيوني، حيث خاض المخرج محمد سالم تجربة الفوازير في التلفزيون، وتعاون مع ثلاثي أضواء المسرح (الضيف أحمد، وجورج سيدهم، وسمير غانم)، وقدموا الفوازير على مدى سنوات حتى رحل (الضيف أحمد) عام 1970.
نيللي
بعدها تسلم الراية المخرج المبدع فهمي عبدالحميد الذي أعاد اكتشاف (نيللي) وارتبط اسمها بالفوازير لسنوات طويلة، قدمت من خلالها العديد من الفوازير الجميلة التى أبهرتنا فيها بطلتها واستعراضاتها مثل (صورة وفزورة، صورة وفزورتين، التمبوكة، عروستي، الخاطبة) وغيرها والتى مزجت في هذه الفوازير بين الشخصيات الكارتونية والشخصيات الواقعية.
سميرغانم
بعد توقف (نيللي)، ابتكر فهمي عبدالحميد عام 1982 شخصية (فطوطة)، والتي لعبها سمير غانم بخفة دم عالية لمدة ثلاثة أعوام، واستطاع أن يحصد إعجاب الصغار والكبار ببرعته في الغناء والاستعراض والكوميديا، وساعده على ذلك صوت عذب في الغناء يجيد تلوينه حسب الموقف الغنائي، وحققت شخصية (فطوطة) نجاحا كبيرا في الشارع المصري وتحولت إلى دمية.
شيريهان
بعد النجاح الذي حققه النجم الكبير سمير غانم، انتقلت الفوازير إلى النجمة الاستعراضية شيريهان، وتحولت الفوازير من فوازير كوميدية وغنائية، إلى فوازير استعراضية، وابتكر المخرج فهمي عبدالحميد فكرة جديدة وهى تحويل المسلسل الإذاعي الشهير (ألف ليلة وليلة) إلى مسلسل تليفزيوني قصير مدته ربع ساعة، وتولت شيريهان بطولة هذا المسلسل فضلا عن الفوازير التى قدمت فيها أحلى الاستعراضات وأجمل وأشيك الفساتين، وحققت الفوازير وألف ليلة وليلة نجاحا ساحقا في الشارع المصري.
عمو فؤاد
أثناء تلك السنوات كان النجم الكبير (فؤاد المهندس) يقدم للأطفال فوازير (عمو فؤاد) التى قدمها لسنوات طويلة وأخذت أسماء عديدة مثل (عمو فؤاد رايح يصطاد، وبيلف بلاد، ويا الأجداد) وغيرها، وظل يقدمها حتى رحيله، ثم قدمها بعده الفنان الكبيرعبدالمنعم مدبولي.
نجوم آخرين
بعد نيللي، وسمير غانم، وشريهان هذا الثلاثي الذهبي للفوازير، توالى عليها العديد من النجوم مثل (صابرين، وهالة فؤاد، ويحيي الفخراني، وشيرين رضا، ومدحت صالح، ونادين، ووائل نور، وسمير صبري وسماح أنور) وغيرهم لكن كان لسان حال الجمهور يقول: (سُك ع الموضوع!)، و(بالإذن يا نور عيوني ده معاد المرّوَحة).