بقلم: بهاء الدين يوسف
فجأة بدا أن المصريين تناسوا مشاكلهم مع ارتفاع أسعار كل السلع وحرمان أولادهم من كثير من عادات رمضان السنوية، مثل تناول الإفطار والسحور في الخارج وشراء الياميش والحلويات وخلافه بسبب الظروف الاقتصادية الضاغطة، ولم يعد يسمع في بر مصر صوت غير ذلك الذي يتحدث بالخير أو الشر عن نجمة مسلسل (الكبير أوي) الفنانة (رحمة أحمد) التي تؤدي دور (مربوحة).
لا أزعم أنني من مشاهدي المسلسل أصحاب الولاء ولا أي مسلسل رمضاني في الحقيقة، لكنني شاهدت بضعة مشاهد من بعض حلقات الموسم الحالي ولم استطع بكل صراحة إكمال المشاهدة بسبب (الأفورة) المبالغ فيها لدرجة الإزعاج ليس فقط من (مربوحة)، ولكن من أغلب أبطال العمل الذي بدا لي أنه في جزئه السابع غاب عنه المؤلف مثلما غاب المخرج ولم يعد يسيطر على فريق العمل ولا أعلم السبب وراء هذا، كما تراجع دور (أحمد مكي) تاركا المجال للأبطال الجدد لاستعراض مواهبهم، وهو أمر كان يمكن أن يكون محمودا لو تم في سياق سيناريو محكم يشعر معه المشاهد إنه يشاهد مسلسلا متماسك الحبكة، لكن ما يحدث أو ما لاحظته في المشاهد التي تابعتها أن كل ممثل يتبارى في تقديم خلطته الخاصة من الإضحاك دون سياق يجمع تلك الخلطات ما جعل الأمر يتحول إلى (ستاند كوميدي) يتبارى فيه الممثلون في رمي الإفيهات دون حساب.
هذا رأيي المتواضع مثلما يحتمل أن يكون هناك من أحب المسلسل كما هو وأعجب بأداء الممثلين وهذا أمر طبيعي نتيجة اختلاف الأذواق، لكن الأمر المزعج بالنسبة لي هى الطريقة التي دافع بها البعض عن (مربوحة) وإصرارهم على أن هناك حملة مفضوحة ضد نجاحها، وأن هناك من يدفع للجان الإلكترونية حتى تهاجمها، وهى أمور لا أستطيع الحكم عليها لكنني أجد أنه من المخيف أن نعيش في مجتمع لا يوجد فيه أحد يتقبل النقد، وبعد رجال السياسة والاقتصاد الذين أجبرونا على الاقتناع بأن انتقاد أدائهم مسألة أمن قومي ربما تدفع من يرتكبها ألى خانة أعداء الوطن، جاء الدور الآن على الفنانين ولاعبي الكرة الذين لم يعودوا فقط يرفضون النقد ولكن يخرجون من حقائبهم الاتهام الجاهز بأن المنتقدين ليسوا سوى مجموعة من المأجورين (القبيضة)، وكان من بين ما لفت انتباهي وأثار ضحكي في هذا السياق نصيحة (ياسمين صبري) للفنانة (رحمة أحمد) بتجاهل التعليقات السلبية على أدائها، والتي كان السبب فيها من وجهة نظر (صبري) هو نجاح (مربوحة) في دورها، وسبب ضحكي أنني لا أعرف كيف أدركت (ياسمين) هذه الحكمة وهى التي لم تجرب حتى الآن طعم الهجوم عليها بسبب نجاح أي عمل لها!