كتب: محمد حبوشة
استطاعت المذيعة التونسية (رانيا التومي) أن تتصدر (الترند) طوال الأيام الثلاثة الماضية عندما أطلقها المخرج (خالد يوسف) ليس كممثلة تجيد فن الأداء بقدر ما كانت بمثابة قنبلة جنسية فاضحة جرحت مشاعر الجمهور في نهار وليل رمضان وأفسدت مسلسله الذي يعد من أبرز الأعمال الرمضانية لأنها أعادت أجواء فضائح (عنتيل الإخراج المصري) الذي ما أن خرج من حالة الحصار التي طالته خلال السنوات الماضية ليتصدر من جديد (ترند الفضائح )على جناح ممثلة مغمورة أراد أن يطلقها في مسلسله (سره الباتع)، والذي يعد أولى تجاربه في الدراما التلفزيونية.
كان الجمهور قد تفاعل خلال الحلقتين الأولتين مع كادرات السينما والإبهار الذي بدا واضحا ويعكس براعة المخرج، إلا أن ذات الجمهور إنقلب رأسا على عقب بمجرد ظهور (رانيا التومي) في دور عالمة الآثار (لونا) التي راحت تستعرض أنوثتها الطاغية عبر مرتفعات ومنحنيات وخلفية من النوع الثقيل ليست معرفية بقدر انحدارها ناحية الإثارة الجنسية الفجة التي جرحت صيام المصريين في نهار رمضان وليله المفعم بالروحانيات، صابين اللعنات على المخرج الذي أخرج من جعبته تلك القنبلة الجنسية ليثير مشاعر الناس.
نسي الجمهور الأخطاء التاريخية والشخصيات المقحمة على رائعة يوسف إدريس (سره الباتع) لتغتال الرواية القصيرة وتبعدها عن هدفها الحقيقي جراء بحث (حامد) عن (سر السلطان) الذي حيره طوال القصة الحقيقية، وصب الجهور جل غضبه على شخصية (لونا) بملابسها الفاضحة التي نالت بالتأكيد من رونق المسلسل الذي صرفت عليه عشرات بل مئات الملايين ليقدم لنا عملا يمزج بين الماضي والحاضر بشكل متعسف يبعد تماما عن أجواء (يوسف إدريس) الذي يتمتع بخيال خصب ولغة ساحرة تقوى على إمتاع الجمهور لو تم الالتزام بخطوطها الدرامية قبل أن يقوم خالد يوسف بتمزيقها وتفصيل شخصيات دخيلة على القصة.
منذ بدء الإعلان عن ترشيح خالد يوسف لرانيا التومي، للمشاركة في المسلسل، توقع كثيرون أن تكون من أكثر فنانات العمل إثارة للجدل، خاصة أنه يعد أول مسلسل مصري تشارك به، فضلا عن تمتعها بقدر من الجمال، وهو الأمر الذي يثير جدل الجماهير، وفور ظهور (التومي) بالمسلسل، تعرضت لانتقادات وسخرية، حيث تجسد شخصية عالمة آثار فرنسية، جاءت إلى مصر إبان الحملة الفرنسية، ولم يكن هذا اللافت في الأمر، لكنها ظهرت بملابس وصفها الجمهور بغير اللائقة، تعمدت من خلالها إبراز أنوثتها ومعالم جسدها، ولم يعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أداء المذيعة التونسية، بالرغم من أنها المرة الأولى التي تطل فيها عليهم، ولكن لم يلفت نظرهم سوى ملابسها وقوامها.
كان المخرج خالد يوسف كشف عن تفاصيل مسلسله (سره الباتع) قبل أيام من رمضان، حيث أكد أن الجمهور سيشاهد 30 حلقة بدون ملل، وقال (يوسف) في مداخلة هاتفية مع الإعلامية (إنجي علي) في برنامج (أسرار النجوم) على إذاعة (نجوم إف أم): اللي شجعني أقدم دراما تلفزيونية قصة سره الباتع، فهي قصة قصيرة بها محتوى مذهل، وهذا كان مشروع أقدمت على عمله عام 2009 وخلصت حقوقه بعد خمس سنوات، واشترتها مرة أخرى وكنت هقدمها عام 2014، ثم قدمته حاليًا، فأنا مصمم على هذا المشروع من 12 سنة).
وتابع: (كل دراما ولها المنصة التي تعرض من خلالها، هناك دراما تعرض كفيلم وأخرى تعرض كثلاثين حلقة، فأنا ألفت الجزء المتعلق بالحاضر بشكل كامل)، وأردف: (أنا مقدم ستين شخصية، اخترعت خطوط درامية كاملة وقصص حب وغرام وحروب، قدمت أشياء تسمح لي تقديم 30 حلقة بدون ملل، فأنا قدمت إيقاع سينمائي في سره الباتع، واستخدمت كل تكنيك السينما في التصوير)، وربما محق في تصوره من وجهة نظره، لكنه نسي أن الجمهور ينظر إلى العمل التاريخي نظرة مغايرة لما يدور في ذهنه من هوس جنسي حققه في شخصية (لونا) التي انفجرت كقنبلة صارخة بالإثارة الجنسية، خاصة أن (التومي) لا تمت إلى التمثيل بصلة سوى تحريك صدرها وأردافها التي زلزلت المشاهد.
وكان أكثر ما سلط رواد التواصل الاجتماعي عليه هو ظهور التونسية (رانيا التومي) بملابس مثيرة وفاضحة، حيث البناطيل الضيقة، والملابس الضيقة والكاشفة لمنطقة الصدر، وسخر المستخدمون من المخرج خالد يوسف، ومن استعانته بالممثلة رانيا التومي في هذا العمل الرمضاني، واعتبر العديد من النشطاء في مصر وتونس أن مخرج مسلسل (سره الباتع)، اعتمد على إظهار مفاتن رانيا التومي بشكل مبالغ فيه خلال المشاهد التي ظهرت فيهم من خلال زوايا التصوير التي بدت غير بريئة، فضلا أن لباسها وشكلها لا يتناسب مع شهر رمضان.
كما رأي بعض التونسيين، أن إخراج (رانيا التومي) بهذا الشكل هو تشويه لسمعة المرأة التونسية للمجتمع التونسي، غير أن مخرج العمل نفى هذا الأمر، وقال خالد يوسف، في تصريح لمجلة تونسية، إنه لا يرى أي إساءة للمرأة التونسية وأنه دور يليق برانيا التومي وبالشخصية المؤثثة أساسا على الإغراء، مؤكدا أنه لم يكن هناك من عرض عليه الدور غيرها وكأنما طرز الدور على قياسها، وعين المخرج رأت في (رانيا) الممثلة المناسبة للدور وأن هناك تطورات في الشخصية مطالبا بعدم التسرع في الحكم على أدائها.
هذا وأجمع الجمهور على أن الشكل المبالغ فيه من جانب رانيا التومي يضعها في خانة الاتهام، بل وأنها مخطئة أكتر من المخرج لأنه واضح أنها ليس لديها أي اعتراض على الظهور بهذه الطريقة المثيرة والفاضحة، ربما تكون ممثلة شاطرة، لكن اختارت أن جمالها يطغوا على موهبتها فأصبحت عروسة شبه الجماد، خاصة أن هناك ممثلين يقدمون أداء جيدا في لوحات (سره الباتع)، والمحصلة النهائية أن التومي وضعت نفسها في خانة الإغراء بكاميرا خالد يوسف الذي يعرف كيف يوظف شخصياته ويضعها في مكانها الصحيح، ليضفي نوعا من الإثارة بتوابله الحارقة.