مؤسسة الشاعر محمود درويش تضع كارول سماحة في مأزق بسبب (ستنتهي الحرب)
كتب : أحمد السماحي
منذ أيام قليلة طرحت رائعة الاختيارات الغنائية (كارول سماحة) كليب جديد لقصيدة سياسية تعيد للأغنية العربية توهجها وبريقها بعنوان (ستنتهي الحرب) كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وألحان المؤلف والباحث الموسيقي الفلسطيني المبدع تيسير حداد، توزيع ألكسندر ميساكيان، إخراج باسل ناصر، وحقق الكليب نجاحا كبيرا ووصلت نسبة مشاهدته حتى الآن وفي غضون أيام قليلة حوالي اثنين مليون مشاهدة.
لكن فجأة وصلني بيان من مؤسسة شاعرنا الكبير (محمود درويش) يؤكد أن القصيدة التى قامت بغنائها كارول سماحه، ليست من كلمات شاعرنا الفلسطيني الكبير!، وأصابتني دهشة بالغة لأنني فور أن شاهدت الكليب، واستمعت إلى كلمات القصيدة، وبحثت عنها حتى أقرأها كاملة، وجدتها منسوبة في كل المواقع وعلى موقع (اليوتيوب) إلى شاعرنا محمود درويش، وألف باء أغنية، وحتى تعرض وتذاع لابد للمطربة أن تحصل على موافقة ورثة الشاعر حتى تصرح لها الرقابة بالغناء.
وبالتأكيد مع (كارول) تصريح من الورثة على غناء هذه القصيدة، خاصة وإنها ليست القصيدة الوحيدة التى ستغنيها فمن المقرر أنها ستطرح ألبوما كاملا خلال الفترة القادمة من كلمات محمود درويش، وألحان تيسير حداد، بعنوان (الألبوم الذهبي) يتضمن 12 قصيدة، وقد كتبت صاحبة التجارب الغنائية الرائعة (كارول سماحه) على صفحاتها بعض الكلمات التى توضح سر إقدامها على هذه التجربة المختلفة في زمن الفرقعات الغنائية الكاذبة والضجيج بلا معنى، قائلة: (عشنا كتير أحداث ومشاعر صعبة بآخر كم سنة تركت جوّاتنا كلنا فراغ كبير، حسيت إن الفن إذا ما عبَّر عن قلقنا وهواجسنا ناقص، ومن هون كانت فكرة (الألبوم الذهبي) هيدا الألبوم وِلِد من قلب وجعنا وتوقنا للحرية والأمان بوجه الظلم يلي عم نعيشو ببلداننا العربية 12 أغنية من قصائد الكبير محمود درويش، بقدّمن لوطنا العربي المجروح حتى تبقى هويتّنا واحدة، ووحدتنا عربية).
وحتى الآن لا نعرف هل الأبيات القليلة التى جاءت بمثابة صرخة سياسية من غناء (كارول سماحه) هى أبيات مجهولة للشاعر محمود درويش، لا تعرف عنها (موسسة محمود درويش) شيئا؟ أم أنها فعلا ليست من كلمات شاعرنا الفلسطيني الكبير!، هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.
جدير بالذكر أن مؤسسة محمود درويش صاحبة حقوق الملكية الفكرية الحصرية لإنتاج الشاعر الراحل وزعت خلال الساعات الماضية من مقرها في (رام الله) فلسطين، بيان قالت فيه : إن الفنانة كارول سماحة أطلقت قبل أسبوع فيديو كليب باسم (ستنتهي الحرب) ونسبت كلمات الأغنية للشاعر محمود درويش، وبعد فحص مؤسسة محمود درويش صاحبة الحقوق الحصرية إرث شاعرنا الكبير اتضح أن الكلمات المنسوبة لمحمود درويش في الأغنية ليست من أشعاره، وإنما من انتاج مواقع التواصل الاجتماعي وهى دون المستوى المعروف به شاعرنا الكبير.
وأضافت المؤسسة في البيان أن هناك مقطع وحيد مجتزأ من قصيدة محمود درويش (وعاد في كفن) قد جرى تحريفه واستخدامه في الأغنية حيث أن النص الأصلي للمقطع هو (يحكون في بلادنا.. يحكون في شجن)، وبعد التدقيق في ذلك الفيديو والإعلان المرافق له طلبت المؤسسة رسمياً من الفنانة (كارول سماحة) وشركائها في الإنتاج وقف النشر وحذف كل ما يتعلق بنسب كلمات الأغنية لمحمود درويش، وأنه في حال تم ذلك على المنتج والفنانة التوجه للمؤسسة بطلب الإذن لأداء ما ترغب في غنائه من قصائده.
وتؤكد المؤسسة أنها تثق بحسن النوايا لدى الفنانة (كارول سماحة) وشركائها، وتطلب منها الالتزام بالتوقف الفوري عن نسب القصيدة المحرفة إلى (محمود درويش) وحذفها من على مواقع التواصل الاجتماعي والرجوع إلى المؤسسة الرسمية في شأن قصائده.
يذكر أن مؤسسة محمود درويش والتي تم إنشاؤها بموجب مرسوم رئاسي والحاصلة على التفويض القانوني المسجل لدى الجهات الرسمية ذات العلاقة من ورثة الشاعر هى صاحبة حقوق الملكية الفكرية الحصرية لإنتاج الشاعر (محمود درويش)، وهى وحدها تملك الترخيص باستغلال قصائده بكل الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، والالكترونية، ودعت المؤسسة كل من حصل سابقا على عقود استخدام من الراحل الكبير في حياته، أو أنتج واستخدم هذا الإنتاج من دون ترخيص التواصل مع المؤسسة لأرشفة هذه العقود وتقنين أوضاعها بما يحفظ الحقوق للجميع، وتؤكد المؤسسة أن أي إيراد يتحقق من الاستخدام لإرث محمود درويش، يخصص للإنفاق على مشاريع المؤسسة الثقافية والحفاظ على إرث شاعرنا الكبير محمود درويش.
تقول كلمات القصيدة التى شدت بها كارول سماحه وغير معروف مبدعها حتى الآن:
ستنتهي، ستنتهي، ستنتهي، الحرب
ويتصافح القادة ستنتهي الحرب
يقولون في بلادنا يقولوا في شجن
عن صاحبى الذي مضى وعاد في كفن
وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد
وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب
وأولائك الأطفال ينتظرون والدهم البطل
لا أعلم من باع الوطن؟!
ولكنني رأيت من دفع الثمن.
…………………………………….
لينك أغنية ( ستنتهي الحرب ) :