رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء الدين يوسف يكتب: فنانون على صفحات الحوادث.. مستهترون أم ضحايا؟!

بقلم: بهاء يوسف

طوال الأيام الماضية داهمتني أخبار مستمرة عبر هاتفي المحمول عن تطورات خناقة الفنانة (علا غانم) مع زوجها الذي تقول إنه يحاول معاقبتها بعدما رفعت دعوى خلع منه، بينما يقول هو شيئا آخر، وكذلك الإجراءات القانونية في مشكلة الفنان (محمد فؤاد) مع شركائه في مشروع عقاري لم ير النور.

قبل ذلك كانت مشاكل المطربة (شيرين) مع زوجها الذي تحول إلى طليقها ثم عاد ليكون زوجها مجددا، وكذلك مع شقيقها ثم عدم امتثالها للعلاج من الإدمان الذي قالت عائلتها أنها وقعت في براثنه على يد زوجها أو طليقها – لا أعرف حالتهما الاجتماعية في وقت كتابة السطور – ويبدو أنها أصبحت مثل أسعار السلع في مصر في الأسابيع الأخيرة تتغير يوميا).

خلافات علا غانم مع زوجها

السؤال الذي لم ألحظ أن أحدا طرحه من السادة الصحفيين الذين يمطروننا بأدق تفاصيل الخناقات والمشاكل ويتحفوننا بكل كلمة ترد في محاضر الشرطة، هو: لماذا تحولت أخبار بعض الفنانين من صفحات الفن والمنوعات والمشاهير إلى صفحات الحوادث؟!.. هل العيب في سلوكيات هؤلاء الفنانين الذين لم يتمكنوا من الحفاظ على الصورة المثالية المحفورة في أذهان الجمهور عنهم؟!.. أم أن المشكلة في إعلام (الباباراتزي) الذي فقد القيمة بعدما كان قد فقد البوصلة قبل فترة طويلة، وبات شعاره الوحيد هو عنوان فيلم عادل إمام القديم (البحث عن فضيحة؟!)، أو قد تكون المشكلة في المتلقين الذين يبحثون دائما عن الفضائح والأسرار التي تخص المشاهير في مجتمعات عربية تحتل فيها (النميمة) مكانة تشبه قداسة البقر عند الهنود؟!

خلافات محمد فؤاد مع شركائه في مشروع عقاري

شخصيا ألوم المشاهير والفنانين في المقام الأول لأن عدد قليل منهم هم من يتحولون إلى صفحات الحوادث، وبالتالي يمكن استنتاج أن المشكلة في سلوكياتهم التي لا تتناسب مع شهرتهم، وتجعلهم مادة خصبة للباباراتزي المستعدين دائما لهتك أسرار أي نجم، وهناك فنانون عاشوا وماتوا دون أن نسمع عنهم فضيحة أو خبر في صفحات الحوادث، كما أن هناك زملاء للفنانين أصحاب المشاكل يعيشون في نفس المناخ الإعلامي المتربص بالنجوم، لكنهم استطاعوا فرض نمط سلوكي متحفظ على أنفسهم وذويهم ما جعل حيواتهم الخاصة منطقة عمياء لا يستطيع أحد الاقتراب منها.

يأتي في المقام الثاني الإعلاميون الذين لا يمانعون النزول إلى أدنى قاع مهني وأخلاقي طالما أنه يؤهلهم لصدارة (التريند)، وأتذكر نصيحة قديمة سمعتها في بداية حياتي العملية من أحد أساتذة الصحافة حينما جئته فرحا بخبر انفراد عرفته من زلة لسان مسؤول كنت أجري معها حوارا صحفيا، لكنني فوجئت بأن الاستاذ بدلا من أن يهنئني ويصرف لي مكافأة تميز تجهم في وجهي وهو يقول بلهجة صارمة: إننا لا يصح ولا يجب أن نستغل زلات لسان الناس لنصنع نجاحا على حسابهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.