بقلم الإعلامية الكبيرة: هدى العجيمي
يا ظالمني.. هذا ليس عنوان الأغنية الشهيرة لام كلثوم فقط ولكنه اختير عنوانا لفيلم سينمائي قديم، فقد شاهدت مؤخرا فيلما سينمائيا بعنوان: (يا ظالمني) والغريب أنني أعتبر نفسي من المتابعين الجيدين للأفلام المصرية في كل مر احلها منذ أن تعرفت علي حلاوة السينما تمتعت بمشاهدة الأفلام في دور العرض السينما ئي في كل مكان، وبعد ذلك علي شاشة التلفزيون.. إنما هذا الفيلم علي وجه الخصوص شاهدته في الأسبوع الماضي على شاشة القنوات التي اشترت وربحت كل الافلام السينمائية المصرية وحرمت شاشاتنا المصرية و جماهيرنا منها، وكنت لأول مرة أشاهد حسين صدقى في بطولة هذا الفيلم مع صباح، وإخراج توجو مزراحي، الذي شغل تاريخه حيزا كبيرا من هذه الأحاديث المسلسلة.
المهم أن الفيلم من أفلام الميلودراما المغرقة في حدوث الصدف الغريبة، قصة الفيلم لم تكن محبوكة دراميا أو حتي منطقيا لدرجة أنني كلما تذكرته حدث في ذاكرتي خلط بين الممثلتين (عقيلة راتب) و(مني)، وأظن أن هذا هو اسمها الذي اشتهرت به، وكل ما أعرفه عنها هو أنها تنتمي بقرابة للمنتجة آسيا، أما سبب هذه اللخبطة والخلط في الأدوار هو أن عقيلة راتب قامت بنفس الدور وهو إنقاذ البطل من الفقر بعد أن أصبح بلاعمل وعرضت عليه أن يصبح مديرا لاعمالها ومشرفا علي مزرعتها بعد أن فقد عمله وبيته وزوجته وابنته، وكان البطل أمام عقيلة راتب هو عماد حمدي في فيلم آخر. أما في هذا الفيلم الذي يقوم ببطوله حسين صدقى فكان دور السيدة الغنية صاحبة الأيدي البيضاء تقوم به الممثلة (مني) التي عرضت علي حسين صدقى العمل فى إدارة أعمالها ومزرعتها أيضا، والبطولة النسائية كانت لصباح التي كان وزنها زئدا جدا ويعطيها عمرا أكبر رغم صغر عمرها في ذلك الوقت، وقد ذكرني حال هذا الفيلم بالتقرير الفني الذي كنت قد أوجزته عن السينما المصرية في عهد الهبوط والرداءة والأفلام الأقل في المستوى. وقد أثارت هذه الافلام دون المستوي المأمول ضجة كبيرة وانهال عليها النقاد باقسي كلمات النقد، وكانت هذه الافلام تسمي (أفلام حرف ب)، ومن أسباب إنتاج مثل هذه الأفلام أن المؤسسة كانت تريد تخفيض تكلفة الفيلم المصري إلا أن مؤسسة السينما لم تفلح في تحقيق ذلك الهدف وغيرت المؤسسة اتجاهها فبدأت تنتج أفلاما كثيرة التكاليف حتي تستطيع أن تحقق إيرادات كبيرة، منها لكنها في الأفلام الجديدة لم تراعي المستوي الرفيع بل أصبح هدفها الأول والأخير هو تحقيق الربح السريع فأنتجت أفلاما مثل (العقل، والمال) إخراج عباس كامل، تمثيل إسماعيل يس وطروب، وقد كان فيلما رديئا تبرأ منه إسماعيل يس، وأعتبر انه بهذا الفيلم فقد نجوميته.
وهناك فيلم (هى والرجال) إخراج حسن الإمام، تمثيل لبني عبد العزيز وصلاح قابيل، وكانت بطلة هذا الفيلم خادمة تعمل في البيوت ويطاردها الرجال في تلك الأماكن، ثم تحب هى شابا طموحا يدرس في كلية الحقوق يعدها بالزواج، وعندما يتخرج ويصبح وكيلا للنيابة يرفض الزواج منها لان مركزه الاجتماعي لا يسمح بذلك، وفيلم (الثلاثة يحبونها) تمثيل سعاد حسني وحسن يوسف وإخراج محمود ذو الفقار، وبطلة هذا الفيلم فتاة فقيرة مكافحة تعمل سكرتيرة لكي تستطيع مواصلة دراستها الجامعية، ولكننا في الفيلم نجدها تقضي لياليها في الكباريهات وصالات الرقص المختلفة، وفيلم (صغيرة على الحب)، إخراج نيازى مصطفي وتمثيل سعاد حسني ورشدي أباظة، وقصته مقتبسة بشكل دقيق من فيلم أمريكي حتي في الشكل والملابس التي اشتهرت بها سعاد حسني في الفيلم، وفيلم (القبلة الأخيرة)، إخراج محمود ذو الفقار وتمثيل ماجدة، ورشدي أباظة وبطل هذا الفيلم مخرج سينمائي سكير ويهمل زوجته فتقع هى في غرام شاب آخر وسيم، و(الخائنة)، إخر اج كمال الشيخ، تمثيل نادية لطفي ومحمود مرسي، وبطل هذا الفيلم محام يهتم بعمله ويقضى نهاره كله في المحاكم وليله في إعداد القضايا لكن زوجته علي العكس تحب السهر والرقص والرحلات.
وعندما نحب إخراج فطين عبد الوهاب، تمثيل رشدي أباظة ونادية لطفي، وبطل هذا الفيلم شاب رياضي من أبطال السباحة تتنافس على حبه الفتيات يصاب بمرض في القلب من شدة الإجهاد ويموت بين يدي حبيبته بعد أن يفوز ببطولة العالم، و(الخروج من الجنة)، إخراج محمود ذو الفقار، وبطولة فريد الأطرش وهند رستم، وبطلة هذا الفيلم صحفية تحب عاطلا بالوراثة هوايته الموسيقى، وبعد أن تتزوجه تكتشف أن حياته فارغة وتافهة فتنفصل عنه لكي تدفعه إلى العمل فيلحن أغنية، وكما هو ظاهر كانت هذه الأفلام بعيدة عن قضايا المجتمع ومشاكل الناس والجمهور ولا تصور واقع حياة الشعب في مرحلة الستينيات، لهذا اعتبرت أفلاما رديئة، ليس فيها إلا الصالونات وحفلات الرقص والمشاهد الصارخة الخارجة.
وبعد هذه المرحلة تحققت فكرة الإنتاج المشترك وقامت شركة (كوبرو فيلم) وهى الشركة المصرية العامة لإنتاج وتوزيع الأفلام العالمية بإنتاج عدد من الأفلام مع شركات أجنبية للسينما معظمها شركات إيطالية، ومن هذه الأفلام فيلم (ابتسامة أبو الهول، وابن كليوباترا)، ولكنها كانت من أردأ التجارب التي تورطت فيها مؤسسة السينما لأنها كانت من نوع أفلام الحركة، مثل أفلام الكاوبوي أو رعاة البقر، وهى أفلام تعتمد على المعارك والمطاردات والعصابات والمشهد العنيف، وتعتبر أكثر رداءة حتي من (أفلام حرف ب)، وقد أسندت الشركة إخراج هذه الأفلام إلى مخرجين أجانب مغمورين ليس لهم تجارب المخرجين المصريين المعروفين.