تعرف على لحن (السنباطي) الذي خسرته (فايزة أحمد) لسبب لا أحد يتوقعه!
كتب : أحمد السماحي
كانت المطربة فايزة أحمد من الأصوات المحببة إلى الموسيقار رياض السنباطي، وتعاون معها في بعض الأعمال الغنائية التى لا تنسى منها (أخي في الشمال، بعيوني حاراعيك، الطريق اللي اتقابلنا في أوله، عايزني أقولك إيه تاني، الغريب اللي في آخر الدنيا، يا أكرم من حكم، ياللي مالكش غالي) وأخيرا أغنية (لا يا روحي قلبي أنا) التى رحل أطرافها الثلاثة دون أن يستمعوا إليها والتى كانت آخر لقاء جمع بين (رياض السنباطي وفايزة أحمد وحسين السيد)، لكن قبل هذه الأغنية التى كانت أغنية العودة بين (السنباطي وفايزة) كان من المقرر أن تغني فايزة أحمد قصيدة بعنوان (لقاء) من كلمات الشاعر إبراهيم ناجي، لكن لم يحدث لماذا؟!، هل بسبب أن اللحن لا سمح الله لم يعجب مطربتنا رائعة الأحساس فايزة أحمد؟! هل السنباطي لم يرضى عن غناء كروان الشرق للقصيدة؟ أم لأسباب أخرى؟.. تعالوا بنا نعود إلى عام 1980 ونعرف من خلال جرائد ومجلات هذه الفترة السبب الحقيقي لعدم غناء فايزة أحمد لهذه القصيدة؟ ولمن ذهبت هذه الأنشودة العاطفية الرائعة؟!
عام 1980 كانت المطربة فايزة أحمد تهيئ نفسها لتسجيل قصيدة (لقاء) كلمات الشاعر إبراهيم ناجي، وألحان الموسيقار رياض السنباطي الذي لم يكن لحن لأحد منذ وفاة (أم كلثوم) أية أغنية بإستثناء قصيدة (والتقينا) التى لحنها للمطربة المغربية عزيزة جلال، واتفقت (كروان الشرق) مع العملاق الكبير على كل تفاصيل الأغنية الجديدة التى ستشدو بها، ودفعت له مقدما مبلغ ثلاثة آلاف جنيه ثمنا للحن القصيدة، وهو الثمن الذي حدده لكل لحن يؤلفه ولا يخفضه مليما واحدا مهما كانت الأسباب.
والذي حدث بعد ذلك شيئ طريف وغريب جدا!، وهو أن رياض السنباطي عندما حدد مع فايزة أحمد موعدا لبدء البروفات على الأغنية طلب منها أن تكون الفرقة الموسيقية التى تسجل اللحن هى فرقة (سامي نصير) فكان رد فايزة أن الفرقة التى تتعاون وتسجل معها أغانيها هى الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن، وهى لن ترضى بتسجيل أي أغنية إلا مع هذه الفرقة، وتمسك كل طرف بموقفه، والفرقة الموسيقية التى يريدها، وعندما أدرك رياض السنباطي أنه لا سبيل إلى إقناع فايزة أحمد بالتخلي عن الفرقة الماسية بادر إلى إعادة مبلغ الثلاثة آلاف جنية إليها، وسحب منها لحن قصيدة (لقاء) وخسرت كروان الشرق لحن السنباطي، ولكنها راضية عن موقفها لأنها لا تستطيع أن تكون أداة لغضب الملحن الكبير على الفرقة الماسية التى بينها وبين فايزة عشرة السنين الطويلة.
وفي هذه الفترة كان السنباطي لحن قصيدة أخرى بعنوان (انتظار) كلمات إبراهيم ناجي، وغناء رائعة الصوت سعاد محمد المطربة المفضلة لعملاق التلحين بعد أم كلثوم وليلى مراد، والتى لحن لها العديد من الروائع التى لا تنسى مثل (يا مجاهد في سبيل الله، فتح الهوى الشباك، أنا وحدي،أجمل نهار، العمر ليلة، إذا ما الليل ناداكي، شهر زاد أنت أحلام الزهور، موكب الخالدين، أمة الروح لا تبالي جراحا، يطول ليلي، صوت السماء، يا عمال السد العالي، حبيبة السماء (قومي إلى الصلاة)، وغيرها فطلب منها أن تغني القصيدة الجديدة (لقاء) وبالفعل بدأت بروفات عليها، لكنها تركت مصر وسافرت لظروف خاصة بها، فأعطى (السنباطي) اللحن للمطربة السعودية (ابتسام لطفي) التى كانت صاحبة شهرة كبيرة في هذا الوقت، يقول مطلع قصيدة لقاء:
ياحبيب الروح، ياروح الأماني
لست تدري عطش الروح إليك
وحنيني من أنين غير فانٍ للهوى
أشربه من مقلتيك
وحديث لم يدر لي في الظنون
ياطويل الهجر يا مر الغياب
آه آه آه من ساعة بث، وشجون
ولقاء لم يكن لي في حساب.