حافظ شمس الدين : مجمع اللغة العربية على استعداد لتكريم النجوم إذا كانوا في مستوى سامح الصريطي
كتب : أحمد السماحي
في واقعة فريدة هى الأولى من نوعها كرم مجمع اللغة العربية يوم السبت الماضي الموافق 17 ديسمبر في اليوم العالمي لاحتفالية المجمع للغة العربية النجم الكبير (سامح الصريطي)، ليكون أول فنان مصري يتم تكريمه في هذا الصرح الثقافي واللغوي الشامخ منذ إنشائه قبل 90 عاما، ونظرا لأن التكريم هو الأول للمجمع الذي أنشأ عام 1932، لهذا وعدنا القارئ العزيز أمس بعد نشرنا تصريحات النجم الصديق (سامح الصريطي) أن نعرف من العالم الجليل الدكتور (حافظ شمس الدين) عضو المجمع والمشرف على احتفالية المجمع باليوم العالمي للغة العربية، حيثيات هذا التكريم.
وبالفعل دق (شهريار النجوم) باب العالم الجليل الدكتور (حافظ شمس الدين) الذي أعرب عن سعادته الغامرة بتكريم الفنان الخلوق المثقف (سامح الصريطي) وقال: اللغة العربية في وضعها الحالي تمر بمنحى خطير ناحية الإسفاف!، ولكن (سامح الصريطي) منذ بدء مسيرته الفنية بعد تخرجه من كلية التجارة في سبعينات القرن الماضي وهو ينتهج نهجا متفردا من الجدية واختيار النص ومعايشة الدور.
وفي كل الظروف حافظ على احترامه للغة العربية الشريفة، وفي الوقت نفسه حافظ على سمت الفنان الجاد مما يؤهله ليكون قدوة لمن يجيلونه أو النشأ القادم، وبحق إن مجمع اللغة العربية حين يكرم فنانا جادا متيما باللغة العربية وحاذق لفن الأداء الراقي ومتمكنا من أدواته السليمة فإن هذا التكريم يُعد تكريما للغة العربية.
وعن مدى تكرار هذا التقليد التكريمي مع نجوم آخرين خاصة وأن هذا التكريم النادر بمثابة جائزة (الأوسكار) العالمية لأنه من جهة رفيعة المستوى قال عالمنا الجليل (حافظ شمس الدين): إذا كان المكرم في مستوى (سامح الصريطي) الثقافي والفني والأخلاقي، يسعدنا تكريمه، وبالفعل في ذهني أكثر من اسم فنان كبير يستحق التكريم في الدورات القادمة بإذن الله تعالى.
جدير بالذكر أن الدكتور حافظ شمس الدين هو جيولوجي، وعالم بيئي، ومترجم. وُلِدَ في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية عام 1942م، وتلقى تعليمه ما قبل الجامعي في مدارسها الأميرية، ثم التحق بكلية العلوم جامعة أسيوط، وحصل منها على درجة البكالوريوس في الكيمياء والجيولوجيا بمرتبة الشرف وكان ترتيبه الأول على دفعته بكليته والأول على شعبة تخصصه في جميع كليات العلوم في مصر في عام تخرجه، ثم حصل على درجة الماجستير في العلوم في الجيولوجيا (تخصص معادن وجيوكيمياء)، ودكتوراه الفلسفة في الجيولوجيا في الصخور والمعادن، ودراسات عليا ودبلوم في الجيولوجيا المتقدمة من الكلية الملكية للعلوم والطب والتكنولوجيا بجامعة لندن بإنجلترا، ثم حصل على درجة الزمالة من كلية دراسات البيئة بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
عمل الدكتور حافظ شمس الدين معيدًا بجامعة أسيوط، ثم انتقل إلى كلية العلوم جامعة عين شمس، حيث عمل معيدًا بها وتدرج في سلك هيئة التدريس حتى رُقِّيَ إلى درجة أستاذ الجيولوجيا (تخصص جيوكيمياء ومعادن الصخور) حتى الآن، وفي خارج مصر، عمل باحثًا زائرًا في قسم المعادن بجامعة لوراند أدفوش بجمهورية المجر، وفى قسم الرسوبيات بالكلية الملكية بجامعة لندن، وفى قسم الرسوبيات وجيولوجيا البحار بمعهد سمثونيان بواشنطن بأمريكا، وأستاذًا محاضرًا في معهد علوم الأرض بجامعة الجزائر للعلوم والتكنولوجيا بالجمهورية الجزائرية (القسم الفرنسي والقسم العربي)، وأستاذًا محاضرًا وزميلًا بكلية دراسات البيئة بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
عُيِّن الدكتور حافظ شمس الدين خبيرًا للسياسات الثقافية والتنوع الثقافي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وعضوًا بالمجمع العلمي المصري، وعضوًا بمجمع اللغة العربية في الرابع من مارس عام 2013م، في المكان الذي خلا بوفاة الأستاذ الدكتور كمال محمد دسوقي، بعد أن عمل خبيرًا بلجنتي الجيولوجيا والنفط منذ الأول من يناير 1987م، وهو الآن مقرر لجنة العلوم البيئية بالمجمع التي أنشأها بعد اختياره عضوًا بالمجمع، كما أنه عضو لجنة المعجم الكبير وعضو لجنتي الجيولوجيا والنفط بالمجمع، وكذلك هو مقرر لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة, ورئيس لجنة التراث الثقافي اللامادي، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضو لجنة الشباب باللجنة الوطنية لليونسكو، وعضو المجالس القومية المتخصصة (رئاسة الجمهورية). كذلك هو رئيس التحرير لنشرة “ماب” للإنسان والمحيط الحيوي باللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، ويشارك في تحرير الموسوعات التي تصدرها الأردن، والكويت، والسعودية.
شارك (شمس الدين) في إصدار أول موسوعة عربية عالمية مؤلفة، وكان مديرًا لتحريرها، وكذلك هو مشارك في تحرير موسوعة أعلام المصريين في القرنين التاسع عشر والعشرين التي تصدرها مكتبة الإسكندرية. وهو عضو في اللجنة القومية لتاريخ وفلسفة العلوم بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لتعريب العلوم، ورئيس جمعية حماة اللغة العربية، وعضو مجلس إدارة الجمعية العربية للبترول والتعدين. وقد اختير عضوًا في لجنة الشباب ببيت العائلة التي يرأسها فضيلة شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا تواضروس.
والدكتور حافظ شمس الدين محكم في منح جوائز الدولة في التفوق في العلوم التكنولوجية المتقدمة والعلوم الأساسية وجوائز الدولة التشجيعية في العلوم الأساسية وجوائز الدولة في علوم البيئة وجوائز الدولة في تبسيط العلوم وجوائز الدولة في الثقافة العلمية في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. كذلك هو محكم في منح جوائز الدولة في التفوق في العلوم الاجتماعية، ومقرر لجان منح جوائز الدولة التشجيعية في الثقافة العلمية وجوائز الدولة في تكنولوجيا التعليم وعضو لجنة منح جوائز الدولة في ثقافة الطفل في المجلس الأعلى للثقافة.
وللدكتور حافظ شمس الدين أكثر من 56 بحثًا علميًّا في مجالات الجيولوجيا المختلفة نُشرت في مجلات علمية عالمية تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا والنمسا وسويسرا والمجر وفرنسا وإيطاليا وكندا ومصر. وشارك في لجان ترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين في مصر، والعراق، والجزائر، وليبيا، والمملكة العربية السعودية، وأسهم في مشروعات قومية كثيرة، منها المشروع القومي لوضع المعايير القياسية لمناهج كليات العلوم في مصر، وشارك في وضع مناهج العلوم لمرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي. كذلك كان عضوًا رئيسيًّا في التخطيط والتنفيذ لبرامج التراث الثقافي اللامادي مع اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، وتولى إعداد النشرة الدورية لها لسنوات طوال.
وهو عضو في العديد من الجمعيات العلمية في مصر، وإنجلترا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأسهم بجهود بارزة في استكشاف داخل الهرم الأكبر وترميم تمثال أبي الهول، ومعبد الدير البحري (الملكة حتشبسوت)، ومقبرة نفرتاري بالأقصر، واستكشاف مراكب الشمس الثانية بجوار الهرم الأكبر حين كان عضوًا باللجنة الدائمة للآثار المصرية لمدة خمس سنوات.
نال الدكتور حافظ الكثير من أوجه التقدير والتكريم من داخل مصر وخارجها، منها: جائزة الدولة في تبسيط العلوم من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في عام 2013م، وجائزة الدولة في العلوم الاجتماعية فرع الثقافة العلمية من المجلس الأعلى للثقافة عام 2014م، كما حصل على العديد من الدروع وشهادات التقدير من العديد من الدول العربية والأجنبية.