بقلم : بهاء الدين يوسف
خبر منشور بشكل عابر خلال اليومين الماضيين ولا شك أنه مر مرور الكرام كالعادة، دون أن ينتبه أحد إلى الخطورة الكامنة بين سطوره، حيث يتحدث الخبر عن أن شركة (والت ديزني) تواجه احتمالات خسائر كبيرة في أحدث أفلامها للرسوم المتحركة أو الإنيميشن بعنوان (عالم غريب – Strange World) بعدما رفضت 20 دولة عربية وإسلامية عرضه لاحتوائه على مشاهد تجسد المثلية الجنسية حين يقع الطفل بطل الفيلم في غرام زميله ويتبادلان الغرام في عدد من مشاهد الفيلم.
القصة ليست جديدة في حد ذاتها بعدما باتت هوليوود وأغلب المنصات الإنتاجية والترويجية في أمريكا أداة نشطة لغرس ثقافة المثلية الجنسية في بني البشر، وكتبت في مقال سابق مشيرا إلى ولاء شبكة (نتفليكس) المؤثر والملحوظ لقضية المثلية الجنسية لدرجة إنه يندر أن تجد عملا من إنتاج الشبكة أو يعرض عبرها دون أن يتضمن مشاهد تروج للمثلية الجنسية.
لكن خطورة دخول (والت ديزني) على الخط في الفيلم السابق الإشارة إليه وهو الثاني بالمناسبة خلال العام الحالي فقط، بعد فيلمها الأول (Lightyear) الذي منع أيضا من العرض في عدد من الدول بسبب احتوائه على مشاهد تروج للشذوذ الجنسي، وفي المرتين رفض مسؤولو الشركة التي اشتهرت على مدى تاريخها بانتاج أفلام (إنيميشن) ورسوم متحركة للأطفال في جميع أنحاء العالم بحذف مشاهد الشذوذ وأصروا على أنها جزء أصيل من النسيج الدرامي للفيلمين.
السؤال الذي يستحق أن نبحث له عن إجابة: كيف تضحي شركة ربحية مثل والت ديزني بتحمل خسائر قدرتها وسائل إعلام أمريكية بحوالي 100 مليون دولار للدفاع عن قضية يعرف المسؤولون عن الشركة إنها قضية خاسرة ليس فقط في العالم العربي والإسلامي ولكن في عديد من المجتمعات الأوروبية والأمريكية المحافظة؟!
روايات كثيرة قيلت في تصوير قوة اللوبي المثلي في الغرب، لكن يبدو أقربها الى المنطق في اعتقادي هى القوة الاقتصادية والسياسية التي يمثلها مجتمع الشواذ في الغرب، حيث تشير التقديرات مثلا الى أن أمريكا وحدها فيها 30 مليون شاذ جنسيا، وربما يكون العدد مضاعفا في أوروبا، وبالتالي بات أغلب السياسيين يحاولون كسب رضاهم بأي شكل من أجل كسب أصواتهم في الانتخابات، وهو أمر بات مألوفا في انتخابات الرئاسة الأمريكية على سبيل المثال، كما أن مجتمع المثليين يملك قوة اقتصادية مخيفة.
ويكفي للدلالة على ذلك ما ذكرته مجلة (فوربس) الأمريكية المعنية بالاقتصاد أن السائحين من ذوي الميول الجنسية المثلية يساهمون بحوالي 6 مليارات و800 مليون دولار سنوياً للاقتصاد الأسباني فقط، بينما ذكرت أنباء أخرى غير موثقة أن نسبة مساهمتهم في الإنفاق العام في أمريكا تصل إلى تريليون دولار سنويا، وهذا ما جعلهم قوة يحسب لها ألف حساب في العالم الغربي، وحولهم إلى لوبي يفوق في قوته اللوبي الصهيوني في الغرب، لكنه يسير على نفس دربه من حيث التأثير والأدوات خصوصا بعد أن ابتكروا وروجوا اتهاما لمطاردة كل من يحاول المساس بهم وهو (رهاب المثلية) مثلما فعل اليهود قبل عقود طويلة بترويج اتهام (معاداة السامية)… وللحديث بقية.