تعرف على جمال (فلسفة الفن) من المطرب أحمد فتحي في (أنا لك)
كتب : أحمد السماحي
حافظت الأغنية اليمنية على مدى تاريخها على مستوى عال من الذائقة الفنية والجمال والحب في روح الإنسان، محاكية فيه الفرح والحزن والألم والهجرة والشوق والبعد والجفاء، ومن نجومها الذين عملوا على تطويرها وتجديد وتطوير تراثها المطرب والملحن اليمني الكبير (أحمد فتحي) أحد شعراء المطربين على مستوى العالم العربي الذين يجيدون اختيار الكلمة الراقية وغناء أروع القصائد، و(المطربين الشعراء) قلة في العالم العربي.
على مدى مشواره قدم أحمد فتحي العشرات من الألبومات الغنائية العاطفية، فضلا عن العديد من الأغنيات والأوبريتات والأناشيد الوطنية، وألّف كثيراً من المعزوفات الموسيقية التي قدمها في مهرجانات موسيقية ومناسبات وطنية وعالمية عدة، بعزف منفرد على آلة العود تارة، وتارة أخرى مصاحباً للأوركسترا الموسيقية، ومن أبرزها (ساكورا، والحب والسلام، والروح الملائكية، والنهر الخالد، الأرواح الخيرة) الذي قدم بعضها وأداه مصاحباً لبعض الأوركسترات العالمية مثل أوركسترا أكاديمية تشايكوفيسكي بالعاصمة الروسية موسكو التى قدم معها (الأرواح الخيرة) بمناسبة مرور 90 عاماً على معاهدة الصداقة اليمنية الروسية.
في عام 2018 قدم أحمد فتحي ألبوما متميزا للغاية بعنوان (أنا لك) قدم من خلاله عصارة فكره الموسيقي، لهذا وقع اختيارنا عليه هذا الأسبوع في باب (غلاف ألبوم) لنلقي الضوء على أبرز أغنياته العشرة التى قام بتلحينها وغنائها جميعا وتعاون فيها مع أكبر الشعراء العرب خاصة اليمنيين، منهم (عبدالله البردوني، عبدالعزير المقالح، محمود الحاج، أبو نشوان، فاطمة العشبي، عاشق الأوتار، سلطان الصريمي).
الألبوم كان من إنتاج شركة (روتانا) التى أنتجت كل ألبومات أحمد فتحي في السنوات الأخيرة، وتميز الألبوم بغلاف بسيط عليه صورة كبيرة لوجه المطرب فقط، وكانت المطربة (بلقيس) ابنة المطرب مفاجأة الألبومن من خلال أغنية (ديو) بينهما بعنوان (يا بوي) كلمات أبو نشوان تقول كلماتها :
يا بوي انا ما اقدر، الحب قد قد قرر
لا اقدرعلى الفراق، ولا اكتم الاشواق
الله يصبرني، لا تصدقي الاوهام
بس اتركي الاحلام، لا اقدر ولا ما اقدر
لا اشواق ولا لفراق، الله يهديك
على هواك يا زين، بس ارحم دموع العين
ذا زايد حسنه، بالله اسألو عنه
جاني الهوى منه، وحلمت بالجنة
الله يصبرني، لا تصدقي الاوهام
بس اتركي الاحلام، لا حسنه ولا فنه
ولاجاكي الهوى منه، الله يهديك
ومن كلمات الدكتور (سلطان الصريمي) وألحان تراثيه قام بإعدادها أحمد فتحي غنى (أنا لك) التي جاءت عنواناً للألبوم ويقول مطلعها:
تذكرني بأيام المطيرة
حبيبي انت جبري والخواطر
وبك يرتاح شوقي من سعيره
ولك غنيت الحاني النوادر
وفي حضنك لقي عطري زهوره
انا حبيت معشوقي المكابر
قمر فنان لا يوجد نظيره
اما (سيدي رفقاً) كلمات (محمود الحاج) صديق المطرب الذي قدم معه العديد من الروائع الغنائية، وقام (أحمد فتحي) بصياغة لحن جميل من التراث اليمني يقول مطلع القصيدة :
حبيبي قد تركت القلب، هيمانا وحيرانا
فرفقا سيدي رفقا، فقلبي فاض اشجانا
فكم من ليلة بتنا، بحضن النجم يرعانا
وحين الحب يجمعنا، يصير الكون بستانا
ومن التراث أيضاً أعد (فتحي) لحن أغنية (صنعاء اليمن) من كلمات الشاعرة (فاطمة العشبي) ويقول مطلعها:
صنعاء اليمن، دار الهنا والعافيه
يا سعد من فيها سكن، مع البدور الزاهية
يا غالية والقلب حن، للذكريات الغالية
للفجر في ساحل عدن، لكل موجه حانية
للريف للظبي الاغن، مولي العيون الساجية
لخمر تفاح الوجن، لهمس أحلى غانيه
فيها الحلى من كل فن، فيها المناظر حالية
الماء والوجه الحسن، في جنة الله الثانية
ويغني المطرب اليمني الكبير أغنية غزلية يصف من خلالها المحبوبة بعنوان (حبيبي والقمر) كلمات (عاشق الأوتار) يقول مطلعها:
يا لولي الأسنان، ياطرف يا نعسان
اعطف على الولهان، مفتون يا فتان
البدر غار منك، في منتصف شعبان
سأل وهو حيران، معقول ذا انسان
مذهول انا والله، هذا الجمال كله
يا بخت من شله، هذا حلا فتان
ويعود مجددا ويغني للشاعر (أبونشوان) أغنية ثانية بعنوان (طيور العشق) الذي يقول مطلعها:
طيور العشق هلي، كفاني ما حصل لي
بلغي المحبوب عني، لاني قد وهبته كل فني
لا يخيب فيه ظني، يا طيور الفجر طلي
ضناني هجر خلي، بلغي المحبوب باللي
حصل لي همت كالطير المعلي
ليش يرضي فيه ذّلي، يا طيور الحب شلي
سلامي له وعلي، واحملي زهري وفلي
لعلي القى منه ما يسلي، كفاني ما حصلي
ومن كلمات الشاعر (محمود الحاج) يغني أيضا أغنية (مركب الحب)، والتي يقول مطلعها:
الله يا المركب اللي راح، بالله تعود وتردلي حبيبي
نعم انا معاه با رتاح، وافرش ورود على طريق حبيبي
أمانة أمانة عليك يا ربان، انا سهران على الشطان
واترجاك اترجاك، تردلي حبيبي
ضناني .. ضناني الشوق والاشجان
ونا هيمان مع الاحزان
أناجي العود، حبيبي يعود، ينور لي دروبي
واختار (فتحي) من دواوين الشاعر(عبدالله البردوني) قصيدة (فلسفة الفن) التي لحنها بنفسه وقدمها بشكل موسيقى متطور رغم كلاسيكية الطابع ويقول مطلعها:
لا تقل ما دمع فني لا تسل ما شجو لحنى
منك أبكى واغنيك فما يؤذيك منى
سمّني ان شئت نواحاً وان شئت مغني
فأنا حينا أعزيك واحياناً اهني
أما الشاعر الدكتور(عبدالعزيز المقالح) فيلحن ويغني له المطرب المبدع قصيدة جميلة بعنوان (لا تظلموه) ويقول فيها:
لا تظلموه ناس إذا ترايا
وابصر حبيب القلب في المرايا
لا كلمة لاشاهدة لا ذاب في الحنايا
بل قبله عبر الفضاء وارسل له التحايا
كان له قليب صافي وفكر خالي
وله نهار ضاحك وليل سالي
يسير فوق الجمر لا يبالي
يسخر من الدنيا من الرازايا
لا تظلموه يارحمتاه لحاله
قد له زمان ماقد خطر قباله
وهو مقيم في خاطره وباله
فكيف ينسى بسمته ونجواه
وحبه المنقوش في الحنايا
لا كلمة لا شاهدة لا ذاب في الحنايا
بل قبله عبر الفضا وأرسل له التحايا