* مازلت أغنى الأغنيات العاطفية لأن الحب هو إكسير الحياة
* (سليمان العصر الحالي) الذي ذكرته في أغنية (أجراس العودة) ليس حاكم عربي، ولكنه (ترامب)، و سِمسارُ الحيِّ هو (نتنياهو)
* غنيت لـ (نزار قباني) قبل ماجدة الرومي و كاظم الساهر!
* لا أؤمن بأغنية الحظ، وأنا أول من غنى للأساتذة والمعلمين
حاوره من تونس : عزيز بن جميع
لطفي بوشناق .. هو أحد أساطين الغناء الحالي، يعلم جيدا أهمية رسالة الفن، لهذا قدم عبر مشواره الطويل كل ما هو جميل وراق، خاصة أنه يؤمن بدور الموسيقى الراقي في تنقية النفوس وتصفيتها من الشرور والأدران، وتصل بها إلى نوع من التظهر تعيدها إلى فطرتها السليمة التى جبلت عليها، طوال مشواره رفض المحاكات والتقليد وركوب الموجة السائدة حتى لو أدى به ذلك إلى عدم الغناء أو الابتعاد عن الساحة الغنائية.
منذ قيام ثورات الربيع العربي أخذ على عاتقه تقديم الأغنية المحرضة المستنهضة للهمم القائمة بالتوعية وبث الروح الوطنية في الأفئدة وحث النفوس على التأمل والنظر في الأمور بعمق وتفهم، المطرب الكبير (لطفي بوشناق) خصنا بهذا الحوار الحصري الذي وضع فيه النقاط على الحروف حول مسيرته والساحة الفنية .
* عرفت مسيرتك الفنية فترتين فترة (ريتك ما نعرف وين) و (انتي شمسي انتي) ثم فترة الأغاني السياسية الأخيرة بعد الثورة كـ (أجراس العودة ، والكراسي، وأنا مواطن).. هل ابتعدت عن الأغنية العاطفية؟
** مازلت أغنى الأغنيات العاطفية، لأن الحب هو إكسير الحياة، خاصة عندما أجد صورا شعرية جديدة، تضيف لمشواري، وأجد الكلمة الجديدة التى تتماشى مع سني و موقعي ولا أتردد إطلاقا في تقديمها، عندما غنيت (إنتي شمسي) لم أتحدث عن إمراة معينة بل عن الحب بصفة عامة .
* ماذا عن تأثير ضجة أغنية (أجراس العودة) التى قدمتها في السنوات الأخيرة عليك؟
** (أجراس العودة) قصيدة للشاعر السوري (عماد الدين طه) من أجمل القصائد التى غنيتها في السنوات الأخيرة، وجاءت كلماتها قوية وهزت ناس كثيرين، لكن تم تفسيرها بشكل خاطئ من قبل البعض، ووقع عليها سوء فهم، فـ (سليمان العصر الحالي) الذي ذكرته في جملة (فسليمانُ العصرِ الحالي، مشغولٌ في مَلءِ السلّهْ) لا نقصد به حاكم عربي، ولكننا كنا نقصد به الرئيس الأمريكي (ترامب)، وجملة (مِسْمارُ الحائِطِ ملكُ جُحا سِمسارُ الحيِّ و في غفلهْ) هو (بنيامين نتنياهو)!.
* ما السر إذن في توجهك الغنائي السياسي الجديد؟
** سأرد عليك بأغنية من الأغنيات التى قدمتها والقارئ سيفهم (وعدتونا وعدتونا، كفاية وعود مجنونة وعدتونا وصدقنا، نسينا السلطة، ملعونة مصالحكم كراسيكم، سمعناكم يكفيكم خسارة ها الوطن فيكم) أغنية تلخص كل شيئ!.
* ما هي أسباب نجاح أي فنان العمل أم الإحساس أم الموهبة؟
** الموهبة والصدق والعمل والتطلع إلى الأفضل، لم أخطط يوما ما أن أصبح فنانا معروفا، كنت في عالم الطائرات كل شيئ جاء بالصدفة.
* ماهي أغنية الحظ لـ (لطفي بوشناق)؟
** لا أؤمن بأغنية الحظ، ولا حتى أؤمن بالحظ، في رصيدي مئات الأغاني التى تعبت في العمل عليها، لهذا أحبها جميعا تقريبا، بداية من (يا شاغله بالي غنيلي شوية) حتى (أنا مواطن، وأجراس العودة)، كما أنني غنيت لعدة مدارس من الملحنيين وكلهم رائعين.
* كيف تقيم الوضع الموسيقى العربي ؟
** كيف يكون الوضع الموسيقى أو الغنائي جيدا والسياسة مريضة والاقتصاد مريض والمجتمع مريض؟!، كل الميادين عقد ومرتبطة ببعض إذ قال (عبد الرحمن ابن خلدون) تصل الشعوب لأسفل الدرجات بوصول فنانيها لأسفل الدرجات، وترقى و تعلو بأسمى الدرجات بوصول فنانيها، لابد من ثورة ثقافية قبل الثورة السياسية.
* ما رأيك في مغنيات الإغراء؟
** لا يصح الا الصحيح، وما يصدر من القلب يصل للقلب، و ما يصدر من الشفاه يدخل من الأذن اليمنى ويخرج من الأذن اليسرى، وهذا ما يحدث لمغنيات الإغراء.
* نعلم أنك غنيت لمعظم أساطين الغناء العربي لمن لم يغني لطفي بوشناق؟
** لم أغني لـ (عبد الحليم حافظ و فريد الاطرش) رغم تقديري الكبير لهما، لكن نوعية أغانيهم لا تتماشى مع أسلوبي وصوتي وهويتي، ويبقى لكل مطرب اختياراته، وذوقه وعالمه الذي يؤسسه، والذي يضع فيه ضوابط و ممنوعات، المهم يكون متصالح مع نفسه حتى يكون متصالحا مع جماهيره في كل العالم العربي.
* في مشوارك الطويل هل غنيت للشاعر (نزار قباني)؟
** طبعا غنيت لنزار قباني عدة قصائد، فهو شاعر عربي رائد بامتياز و مدرسة في الشعر الحديث، وحقيقي كان أسطورة، والقصائد التى قدمتها كانت قبل أن يقدم قصائده أحد من أبناء جيلي، وسبقت تجارب (ماجدة الرومي و كاظم الساهر).