سر زيارة المخرج العالمي (هيتشكوك) للقاهرة ولقائه بالمذيع الشاب فهمي عمر !
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
يعتبر المخرج الأميركي البريطاني الأصل (ألفريد هيتشكوك) واحد من أعظم المخرجين السينمائيين في القرن الماضي، تميزت أعماله بالغوص في أعماق النفس البشرية، بمزيج مذهل من الإثارة والترقب ممتزجة أحيانا ببعض المشاهد الكوميدية، كما عُرف بتركيزه على 3 شخصيات أساسية هى الرجل البريء المتهم بارتكاب جريمة عن طريق الخطأ وعليه تعقب الجاني الحقيقي من أجل تبرئة نفسه، والمرأة المذنبة التي تشتبك مع بطل الرواية وينتهي بها الأمر إما بتدميره أو إنقاذه، والقاتل المضطرب نفسيا والذي يتم اكتشافه خلال الأحداث.
في منتصف الخمسينات قرر إعادة فيلمه الناجح (الرجل الذي عرف أكثر من اللازم)، والذي تم إنتاجه وعرضه أول مرة عام 1934، ويحكي قصة زوجين وابنتهما أثناء إجازتهم في سويسرا، وتورطهم في جريمة قتل كانوا شهوداً عليها، وحصولهم على دفتر ملاحظات القتيل الذي سجل فيه معلومات حول مؤامرة دولية سياسية كشف بعض تفاصيلها، وتبدأ الشخصيات التي تقف خلف الجريمة في تهديد وترويع الأسرة حتى لا يصل الأمر إلى السلطات، ومن أهم عناصر الإثارة في الفيلم وجود الأسرة البريطانية فى بلد غريب له عادات مُختلفة.
وقرر (هيتشكوك) وقتها أن تكون القاهرة مسرح أحداث النسخة الجديدة من الفيلم، وقد زارها بالفعل في مُنتصف الخمسينيات بصحبة زوجته ومساعدته كاتبة السيناريو (ألما ريفيل)، ولهما صورة نادرة في منطقة أهرامات الجيزة وفي خلفيتهما تمثال (أبو الهول)، ويومها احتفي به الوسط الفني السينمائي والصحفي، وقام المذيع الشاب – في هذا الوقت – (فهمي عمر) بعمل خبطة أو إنفراد للإذاعة المصرية حيث قام بإجراء حوار مطول مع (هيتشكوك) لبرنامجه (مجلة الهواء)، حيث كان في المجلة صفحة فنية يلتقي فيها مع نجوم السينما، وبحكم أنه لا يعرف الكثيرين من نجوم الفن وكان زميله الكاتب الصحفي والمذيع (حسن إمام عمر) يساعده ويتصل بالنجوم ويرتب معهم لقاءات لـ (فهمي عمر).
وقد كتب رائدنا الإذاعي (فهمي عمر) عن صداقته بـ (حسن إمام عمر) في كتابه (نصف قرن مع الميكرفون) فقال: كثيرا ما كان البعض يحسب أنني أمُت بصلة قرابة للأستاذ حسن إمام عمر، بحكم مصاحبتي له ليل ونهار، خاصة أن هناك تشابها في الاسم، وكنت أقول لهم هو عمي الذي ليس شقيق أبي فهو من القليوبية، وأنا من محافظة قنا، ولكنه عمي بحكم السن والأستاذية.
والذي عرفني به هو الكاتب الصحفي والشاعر والمنتج (جليل البنداري) حيث اصطحبني في إحدى الليالي إلى سهرة عمنا (حسن إمام عمر) بشارع المبتديان، ودخلت ولم أخرج فقد أحببت الرجل وأحبني هو وأصبحت كظله لا أفارقه إلا للنوم.
وهذا الأسبوع ننشر في باب (سيلفي النجوم) صورة تجمع المخرج العالمي (هيتشكوك) مع (فهمي عمر وحسن إمام عمر)، كما ننشر أيضا بعض الصور الأخرى التى تظهر حفاوة الوسط الإعلامي بالمخرج الشهير.
جدير بالذكر أن (هيتشكوك) بعد أن انبهر بالقاهرة وقرر تصوير فيلمه الجديد فيها، حالت الإجراءات الروتينية من بعض الموظفين في (زهقه وملله) مع فريق عمله، مما جعلهم يتركون القاهرة، ويقومون بالتصوير في المغرب!