بقلم الإعلامي : علي عبد الرحمن
ينطلق اليوم بالقاهرة المؤتمر الاقتصادي ولمدة ثلاثة أيام بدعوة من السيد رئيس الجمهورية، والذي تنظمه الحكومه ودعت إليه خبراء وكيانات الشأن الاقتصادي، كما وجه السيد الرئيس بأن يتم عرض بنود المحور الاقتصادي في الحوار المجتمعي علي جلسات المؤتمر الاقتصادي للاستفاده بها ومناقشتها، وكلف سيادته بذلك السيد رئيس مجلس الوزراء.
والسؤال: لما تصدر الدعوة دائما من السيد الرئيس، سواء في الحوار الوطني أو في المؤتمر الاقتصادي، وأين الحكومة، وأين رواد المجتمع، وأين النخب والكيانات الاقتصاديه والسياسيه والاحزاب؟
والسؤال الثاني: هل جاءت هذه الدعوات في وقتها المناسب أم تأخرت بعض الشئ؟، وهل المؤتمر والحوار سيعرضون خارطة طريق مستقبلية، أم مجرد توصيات وآراء؟، وهل كل خبراء الوطن في هذه الشئون مدعوين أم البعض منهم؟، ولماذا لم يتم إطلاق موقع أو صفحه أو حتي صندوق للإدلاء بالرأي من كل صاحب رأي مساهمة في جدية وواقعية المؤتمر والحوار؟
وهل المؤتمر سيناقش الأزمه الاقتصاديه العالمية أم الشأن المصري؟، وهل الاقتصاد المصري يعمل بمعزل عن الاقتصاد العالمي؟، وهل سيطرح المؤتمر هواجس ومخاوف المصريين الاقتصادية؟، وهل سيتطرق إلى حوار أهل مصر الاقتصادي من صعوبة العيش وغلو تكاليف الحياة وارتفاع سعر الخدمات وتدني الدخول وغياب الرقابه علي الأسواق وأحلامهم في غد أفضل لهم ولأولادهم؟، أم سيناقش الميزانية والموازنة وتراكم الدين الخارجي والداخلي وارتفاع فائدة الدين وتعظيم موارد الدولة وسعر الجنيه مقارنة بالعملات الأجنبية؟
أم سيتطرق إلي منظومة المنح والقروض؟، أم سيناقش ماتم إنفاقه على مشروعات الوطن؟، أم سيكون حوارا ساخنا بين ماهو مع ومن هو ضد؟، أم هو بحثا عن أفكار اقتصادية جديدة أم بلورة لخطاب رسمي من الدولة لمواطنيها حول الأزمة العالمية وانعكاساتها علي الشأن المصري؟، وهل سيضع خطه لنهوض اقتصادي أم خارطة طريق اقتصاديه للوطن أم توصيات يتم رفعها للنظر فيها أم ماذا؟ وماذا؟ وماذا؟
وهل حوارنا الوطني وضع يديه علي هموم المصريين الاقتصاديه؟، وهل سيستمع لأنات المصريين من غلاء المعيشة؟، وهل سيستمع لآراء النخب والكيانات ذات الصلة أم سيكون دردشة اقتصادية وطرح لأفكار لا تلامس الواقع؟، وهل سيتناول هموم البيت المصري وشكاوي الشارع المصري أم حوارا حول الميزانية العامة وطرق تنمية مصادرها أم سينتهي بتوصيات يتم رفعها؟، وهل ستتعامل الحكومة مع مخرجات المؤتمر والحوار علي أنهما خارطة طريق للوطن اتفق عليها خبرائه وبذلك تصبح واجبة النفاذ؟، وهل تعلم الحكومة والقائمين علي المؤتمر والحوار والخبراء والكيانات المشاركة فيهما أن للشارع وأهله أحلام مؤجلة لما بعد مخرجات المؤتمر والحوار؟، وهل يعلمون أن المصريين البسطاء ينتظرون انفراجة أو أخبارا سارة من مخرجات المؤتمر والحوار؟، وهل يدركون أن المصريين يأملون في وضع اقتصادي مغاير وحياة أقل إرهاقا بعد المؤتمر والحوار؟
أما عن شائعات المؤتمر والحوار فهي كثيرة مابين أنهما إلهاء للرأي العام عن أزماته الإقتصادية وبين أنهما نقاشا بين أحباب النظام، وبين أنهما مجرد اجتماعات تفضي إلي توصيات يتم رفعها وفقط، وبين أنهما دفاعا عن سياسات الحكومة وإقناعا لمن يختلف معها وشائعات أكثر حول أزمة مالية طاحنة وغد لايعلم تفاصيله إلا الخالق الأعظم!
أيها الجمع المتخصص الخبير بالشأن المصري، أرجوكم ناقشوا هموم الشارع ومخاوف البيوت والضغوط الحياتية على أهل مصر، ضعوا مقترحا لرفع الغلاء عن كاهل المصريين، تطرقوا إلى تسعير الخدمات الحكومية لأبناء مصر، ناقشوا تكاليف المعيشة وقلة الدخول، رفقا بأهل مصر الذين تحملوا كل القرارات الاقتصادية دون شكوي رغم تواليها عليهم، وهم ينتظرون منذ سنوات رخاءا منتظرا، ورغدا في العيش يتمنونه، اجعلوهم يشعروا بأن مشاركي المؤتمر والحوار نوابا عنهم ومعبرون عن همومهم وينظرون إلى أحلامهم البسيطة.
اجعلوا مخرجات المؤتمر والحوار أخبارا مفرحة، وخططا يتم تنفيذها،ووضعا يتم تعديله، ودعما ينتظره المصريون، وغد أفضل من الأمس، لأن الشارع ينتظركم، ويعول عليكم كثيرا، ويرهن أحلامه بمؤتمركم وحواركم، وينتظر من عقولكم وخبراتكم وعطائكم خيرا قادما.. وفق الله أهل المؤتمر وأهل الحوار لمافيه الخير لأهل مصر المحروسة دوما بفضل الله الحارس الودود، وتحيا دوما مصر وأهلها البسطاء وأحلامهم المؤجلة إلي مابعد مخرجات المؤتمر والحوار، والله الموفق.