فيروز ترفض السينما وتفضل الإذاعة، والإمام يرفض التعاون مع الأخوين رحباني!
كتب : أحمد السماحي
عام 1954 كان الأخوين (منصور وعاصي الرحباني) يخطوان خطواتهما الأولى في عالم الفن، وكانت تصحبهما المطربة فيروز، التى اعتقد مراسل مجلة (الكواكب) في هذا الوقت أنها طفلة وكتب هذا في التقرير الذي نتوقف عنده هذا الأسبوع في باب (صحافة زمان).
في هذه الفترة نجحت للأخوين رحباني أغنية ( يا با لا لالا) التى يقول مطلعها:
كورس : يا با لا لا لا بتريدي تحاكينا أو لا؟
كورس : راح بتردي علينا أو لا؟ يعني ما بتحينا؟
فيروز : لا
كورس : ولا بتحبي غنانينا؟
فيروز : لا
كورس : ولا راح بتردي علينا؟
فيروز : لا ، لا يا با لا لا لا لا
وجاء في التقرير الذي نشر يوم 5 أكتوبر 1954 الآتي : لا شك أن أغنية الموسم هالعام لم تكن مصرية ككل عام بل أنها جاءت من لبنان، أنها أغنية (يا با لا لا) التى تقدمها الإذاعة المصرية بناء على طلب المستمعين خمس مرات كل أسبوع على الأقل، وهذه الأغنية تغنيها طفلة حلوة اسمها (فيروز)، وقد حاول بعض المنتجين المصريين أن يظفروا بها للسينما المصرية ولكنها رفضت وأصرت على الرفض، وقالت إنها تفضل الإذاعة على السينما ألف مرة!.
أما هذه الأغنية فهي من وضع شقيقيين من أهل الفن في لبنان هما (عاصي ومنصور الرحباني) وهما ينظمان أغانيهما معا ويلحنانها معا، هكذا قال لي الزميل (سليم اللوزي)، وكثيرا ما يختلفان وتنشب بينهما المعارك من أجل كلمة في النظم، أو (مازورة) في اللحن، ولكنهما أخيرا يتصافيان ويتفقان، وذكر لي المخرج المعروف (حسن الإمام) الذي قابلته على مائدة البلبلة الحسناء (نزهة يونس) في ضاحية (فرن الشباك) ببيروت، إنه حاول أن يظفر للسينما المصرية ببعض ألحان هذين الشقيقيين فطلبا منه 250 جنيها عن اللحن في الوقت الذي يأخذ فيه الملحنيين المصريين المعروفين ما بين 30 إلى 100 جنيه في اللحن، لهذا كل ما يقابل (الإمام) أحد من أصدقائه يقول له ساخرا: (عاصي ومنصورقال إيه عايزين 250 جنيه!).
وسمعت من الصحفي اللامع (سعيد فريحة) أن الموسيقار العالمي (إدوارد بيانكو) قد سمع بألحان الشقيقيين عند زيارته للبنان فسجل لهما بعض هذه الألحان لتطبع على أسطوانات تغزو الأسواق الأوروبية والأمريكية، وتذاع من دور الإذاعة في هذه الدول.