عمر بطيشة : اعترض محمد عبدالوهاب على نهاية (نعمة النسيان) فذهبت لفاروق سلامة
كتب : أحمد السماحي
من أرق الأغنيات التى قدمتها المطربة السورية الكبيرة (ميادة الحناوي) في بداية مشوارها أغنية (نعمة النسيان) التى كتبها بمهارة شديدة شاعرنا المبدع (عمر بطيشة)، ولحنها بمهارة شديدة أيضا الملحن (فاروق سلامة)، تتحدث الأغنية عن فتاة تحاول نسيان حبيبها لكن النسيان بالنسبة لها أماني فخيال حبيبها يزورها كل ليلة في الأحلام، لأن من أحب هذا الحبيب لا يستطيع حب أحد غيره ويقول مطلع الأغنية :
مقدرش أحب غيرك ولا أقدر أحب ثاني
وأحاول أنسى ليلة، مقدرش أنساك
مقدرش أنساك ثواني
واتمنى أنسى حبك، ألقى النسيان أماني
يا اللي مكتوب لي أحبك بعد عمري كمان
وانت مكتوب لك يا بختك آه يا بختك، نعمة النسيان
هذه التحفة الغنائية التى يزيدها الزمان خلودا، لها (حدوتة) لطيفة جدا، حيث أعجب بكلماتها الموسيقار الكبير (محمد عبدالوهاب) لكنه بحسه الفني العالي توقف عن نهايتها وطلب تغييرها، فذهبت الأغنية إلى الملحن فاروق سلامة، كيف حدث ذلك، ومن يترك هذا العملاق، ويعطي كلماته لملحن جديد يحاول التلحين، هذا ما سيحكيه لنا شاعرنا المبدع (عمر بطيشة) مؤلف الأغنية الذي يقول لـ (شهريار النجوم): كتبت فى نهاية السبعينيات أغنية (نعمة النسيان)، وعرضتها على الموسيقار الكبير (محمد عبدالوهاب) لتكون بداية التعاون بيننا، وأعجب موسيقار الأجيال بكلماتها جدا، لكنه أنزعج من (قافلتها) التى كانت تقول: (مبروك عليك نعمة النسيان) وطلب تعديل هذه النهاية وقال لي: (كلمة مبروك هتفوق المستمع وتطلعه من مود الأغنية، فياريت تغيرها)، وبالفعل غيرت (القفلة) وجعلتها
يالي مكتوبلي أحبك بعد عمري كمان
وانت مكتوبلك يا بختك نعمة النسيان
آه نعمه النسيان يا بختك
بعدها سافر الموسيقار (محمد عبدالوهاب) إلى باريس فى رحلته السنوية كل صيف والتى تستمر ثلاثة أو أربعة شهور، ومللت من انتظاره لذا فور أن أبلغنى صديقى الملحن (فاروق سلامة) بأنه يريد كلمات أغنية لمطربة جديدة اسمها (ميادة الحناوي) حتى أعطيته نص أغنية (نعمة النسيان) وانتهى (فاروق) من تلحينها بسرعة، وطلب منى أن أرافقه إلى سكن المطربة الجديدة ليعرض عليها اللحن.
وفعلًا ذهبت معه إلى عنوانها فى أول المنيل بشقة مفروشة بالدور التاسع، ورأيت فتاة صغيرة شقراء فائقة الجمال، والأهم أنها كانت (غول غنا)، كما نقول بلغة أهل المغنى، وعندما استمعت إلى الأغنية (اتجننت بها)، وقررت تسجيلها على الفور، وبالفعل تم تسجيل الأغنية لحساب أجرأ منتج فنى عرفته فى حياتى، وهو (موريس إسكندر) صاحب شركة ومحلات (موريفون)، ومن فرط إعجابى بالأغنية وبـ (ميادة) وضعت شريط الكاسيت المسجل عليه الأغنية على وضع التشغيل فى سيارتى من كثرة أعادتى لها.
ويستكمل شاعرنا الكبير حكاية الأغنية فيقول: وذات مرة كان يركب معى المنتج الفنى (محسن جابر) الذي كنت سببا في دخوله الإنتاج وعرفته على كثير من المطربين والشعراء والملحنيين، فاستمع إلى الشريط وإذا به يعيد الأغنية مرتين، ثم ثلاثاً، ثم يقول لى: أريد أن أتعاقد مع هذه المطربة فورا!.
وبالفعل تعاقد معها وبدأ مشوارهما الذي أثمر روائع غنائية لا تنسى محفورة في وجدان وقلوب عشاق الغناء منها (رجعنا للبداية، حكاية حب، أكتر م الحب أديلك إيه، آخر زمن، هى الليالي كده، أنا بعشقك، يا شوق، أنا مخلصالك) وغيرها الكثير.