تعرف على المخرج الذي ذهب إليه هشام سليم وطلب التعاون معه !
كتب : أحمد السماحي
(أنا مصري ابن مصري، ولدت وتربيت بالقاهرة، والدي معروف بتاريخه الفني والكروي والإنساني منذ أن بدأ وحتى رحيله، وبسبب والدي (صالح سليم) أحبني رجل الشارع البسيط لأنه يراني امتدادا لهذا الرجل الذي أحبه الملايين ولا زالوا، حتى (الزملكاوية) يقولون لي حتى اليوم: (صالح سليم احنا بنحبه كان لعيب، كان فنان، كان مايسترو بحق وحقيقي)، أنا امتداد لهذا الرجل الذي أجمعت الملايين على حبه، ولأجله أحبوني، ولا أرى غرابة في هذا فكما كان لولدي ملعبه وفنه، أنا أيضا لي فني الذي أحبوني من أجله).
هذه بعض كلمات النجم الراقي المحترم (هشام سليم) الذي رحل أمس عن عمر يبلغ 64 عاما، أمضى منها 54 عاما وهو يمثل، حيث بدأ مشواره وهو في العاشرة من عمره في فيلم (إمبراطورية ميم) مع سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامة)، بعدها بدأ مشواره الذي لم ينقطع يوما إلا لظروف خارجة عن إرادته.
كان بيننا اتصال دائم قبل مرضه، وبعد مرضه كنا نتواصل على (الواتس)، وكان يُبدي ملاحظاته على الموضوعات الفنية التى أرسلها له، ومنذ شهور أخبرني أنه سيشارك في مسلسل (الثمانية) تأليف (تركي آل الشيخ)، إخراج (أحمد مدحت)، وأعرب يومها عن سعادته بالعمل مع مع صديقه نجم الإخراج (أحمد مدحت) الذي يثق في موهبته وقدراته الفنية، وأكد يومها أن دوره لا يتعدى الثمانية مشاهد، وقد رحب بهم من أجل عيون المخرج (أحمد مدحت) لأنه يعلم جيدا أنه سيقدمه بشكل لائق ومحترم.
وكتبت التقرير في (شهريار النجوم) وسعد بما كتبته، واتصل يشكرني، بعدها بأسابيع وجدته في حالة ضيق شديد بسبب الاستغناء عنه بدون أسباب ودون الرجوع إليه، حيث وجد أن العمل بدأ تصويره من دونه، وإعطاء دوره لزميل آخر، ورغم ضيقه إلا أنه حمد الله على عدم المشاركة في هذا العمل، وقال لي: (خير الحمد الله، كل اللي يجيبه ربنا خير).
اعترف لي مرة: أنه وجد الطريق السليم في الفن يوم أن اختاره المخرج الكبير (محمد فاضل) للمشاركة في بطولة حلقات مسلسل (الراية البيضاء) تأليف أسامة أنور عكاشة، أو بمعنى آخر عندما اختار هو (محمد فاضل) كي يعمل معه دون غيره من المخرجين، حيث ذهب إليه دون معرفة سابقة بينهما وقال له: أستاذ فاضل أنا هشام سليم ممثل جديد ونفسي أعمل معاك، ولأنك لا تعرفني فهذه بعض الأعمال التى شاركت بها كي تعرفني فنيا من خلالها.
ورد عليه مخرجنا المبدع قائلا: لا مانع لدي، لكن أنا لا شيئ بيدي أقوم بالتحضير له أو إخراجه الآن، فقال له هشام: أنا لا أتكلم على الآن ولكنني أتكلم على المقبل من الأيام والأعمال لأني نفسي أتعلم منك، وأنت شغلك بيكون حلو، وأنا نفسي أكون في شغل حلو وجميل)، فطمئنه (فاضل) وقال له: لا تقلق بإذن الله نشتغل مع بعض.
بعد هذا اللقاء بشهر واحد فقط فوجئ (هشام) باتصال (فاضل) الذي قال له: (يا هشام أنا عندي لك دور في مسلسل، والدور والحلقات بطريقهما إليك الآن)، ووجد الحلقات هى مسلسل (الراية البيضاء) وعندما قرأ المسلسل ككل أخذ الورق بالأحضان، حيث فوجئ بالعمل ككل وبجرأته الشديدة وبحيويته وبتدفقه عبر فكر وقلم (أسامة أنور عكاشة)، وطار فرحا ولم يصدق نفسه إنه سيشارك في هذا العمل، رغم عدم علمه بدوره، وعندما علم أنه سيقوم بدور (هشام أنيس) أحد الأدوار الرئيسية في المسلسل لم يصدق نفسه! وسعد جدا بالعمل والدور.
ورغم سعادته بالدور إلا أنه انتابته حالة من الخوف والقلق، وسأل محمد فاضل: (معقول يا أستاذ فاضل أنا هلعب دور هشام أنيس؟) فقال له مخرجنا الكبير: طبعا معقولة ولو لم أكن واثقا بك وبقدراتك لما كنت أسندت إليك هذا الدور المهم)، بعد هذه الجملة زال خوفه وقلقه وأحس بالمسئولية فقط، وكانت نتيجة هذا الإحساس هو فهم الدور والتفاني في أدائه، ومشاركة فريق العمل النجاح الكبير.
بعد نجاحه الكبير في دور (هشام أنيس) دعم المخرج محمد فاضل هذا النجاح وأسند إليه دور الشيخ (هاشم العدوي) في مسلسل (ومازال النيل يجري) تأليف المبدع أسامة أنور عكاشة أيضا، وكما أخذ دور (هشام أنيس) بالأحضان فعل نفس الشيئ في دور الشيخ (هاشم العدوي)، هذا الشيخ المنفتح الذي يحب البشر ويحب قبلهم الله سبحانه وتعالى، وتوجهه الوحيد في حل مشاكل القرية هو وجه الله الكريم فقط لا غير.
أعجب (هشام) بالدور جدا، ووقع في غرام سماحة رجل الدين وابتعاده عن التطرف، واعتبر الدور مغامرة فنية جميلة وجريئة في هذا الوقت.