كتب : محمد حبوشة
لاحظت مؤخرا حرص بعض النجوم والمشاهير في الفترة الأخيرة على اختلاق القصص والحكايات المثيرة التي تجذب الجمهور وتدفعهم للتعاطف وزيادة عدد مرات البحث على (جوجل) ومواقع التواصل الاجتماعي، بحثا عن نيل نصيب من (الترند) الذي أصاب البعض بهوس لزيادة رصيدهم من الشهرة، وقد شهدت الساحة الفنية المصرية العديد من الأحداث المهمة التى تحولت إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعى و(ترندات) السوشيال ميديا، للتواصل حديث المصريين عنها أيام متتالية، حتى يخرج (ترند) جديد ينسى المصريين الترند السابق، حيث اعتاد الكثيرمن الناس كل صباح بمجرد الاستيقاظ من النوم وحتى نهاية اليوم، بالاهتمام والبحث لمعرفة الجديد وما هو (الترند) على مدار كل يوم، وأصبح (هوس الترند) على السوشيال ميديا حديث مثير للجدل كل يوم ، ومع جنون شبكات التواصل الاجتماعي ومع انطلاق مثل هذه التحديات عبر صفحات بعض الأشخاص للحصول على الشهرة أصبحت السوشيال ميديا ساحة رحبة للتجريح والنيل من بعضهم البعض بهدف ركوب (الترند).
قد تكون بعض (الترندات) إيجابية وذات مغزى حقيقي وإنساني، خاصة عندما يعرض بعض الفنانين لبعض أعمالهم المعرضة على الشاشات أو المنصات، لكن الكثير منها أيضا قد تكون بلا معنى وربما لا تحمد عقباها في النهاية، وقد يكون من يقودونها يبحثون عن (استفادة شخصية) على حساب الآخرين حتى ولو كان البعض منهم يرقدون تحت التراب، فإلى أين سوف يأخذنا جنون وهوس ركوب الترند على السوشيال ميديا؟!، فقد لفت نظري مؤخرا انتشار هذه الظاهرة القبيحية بهدف البحث عن الشهرة لبعض المغمورين من الفنانين، وزيادة شهرة المهوسين بالترند، فبعض الفنانين الموتورين يلهثون وراء (التريند) حتي المشاهد أو المتلقي أصبح هو الآخر يبحث عن التريند دون أن يتاكد من صدق المعلومة أو صحتها وهو مايساهم في رفع نسب المشاهدة لبعض الأشياء التي قد تكون كاذبة أو (مفبركة).
وفي المقابل نجد أن هناك قضايا وموضوعات على درجة عالية من الأهمية ولا تجد نفس صدي الموضوعات التافهة أو الكاذبة وكأن المشاهد أو المتلقي صار يبحث عن الإثارة أو الأشياء التافهة فقط لاغير، فعلي سبيل المثال تقوم الدولة بمشروعات قومية كبيرة جدا ولم تحدث في تاريخ مصر ومع ذلك لا نجد من يلقي الضوء عليها إلا بعض المواقع أو القنوات الإخبارية أما باقي المواقع فقد دخلت هي الأخري في (سبوبة التريند) وصارت تبحث عن المكسب السريع فنجد على سبيل المثال عشرات اللقاءات مع (ملك الضاني، وأبو طربوش) صاحب أشهر عربية (سمين) في السيدة، وسندوتشات (مش بالبيض) و(الجملي هو أملي) وغيرها من الموضوعات التي لن تفيد القارئ في أي شئ ولو قامت هذه الصفحات والمواقع بعمل لقاء مع عالم أو مفكر أو طبيب لن يجد ولا ربع هذه المشاهدات ولن يحقق أي أرباح من أي نوع.
محمد رمضان
نحن أمام كارثة أخلاقية أو اجتماعية يروج لها بعض النجوم ومنهم (محمد رمضان) الذي راح ببجاحة وجهل مركب يعقد مقارنة بينه وبين (الملك) فريد شوقي، مما أثار حالة كبيرة من الغضب انتابت أسرة وحش الشاشة، بعد تصريحات المهوس بالترند (محمد رمضان) الأخيرة عن الراحل، ووصفه بأن مسيرته الفنية، تشبه مسيرة ملك الترسو، وهو ما أغضب أسرة ومحبي الراحل بشكل كبير، حيث أشار إلى أن أول أعمال شوقي كانت مثل فيلم (عبده موتة)، وهو ما رفضته الأسرة، وشنت هجوما عليه بعد هذه التصريحات، فكتبت (ناهد السباعي) حفيدة فريد شوقي، منشورا عبر حسابها الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات القصيرة (إنستجرام)، وعلقت عليها قائلة: لو متعرفش مين فريد شوقي لازم ترجع لكتب التاريخ أو اسأل جوجل.. أفلام الجريمة زمان غيرت سلوك البشر للأحسن.. وقوانين البلد للأرحم.
كما هاجمت (ناهد فريد شوقي) أيضا محمد رمضان، من خلال كتابتها منشورا، على حسابها بـ انستجرام، قالت فيه: منتهى الجرأة من محمد رمضان التصدي للمقارنة بين فيلم (حميدو)، الذي ما زال في ذهن الجماهير على الرغم من مرور 70 عاما، وبين (عبده موتة) الذي ينتهي في ذهن الجمهور بمجرد عرضه.. أنصحك لا تتعرض وتقارن بين أفلام والدي الفنان العظيم، التي خدمت المجتمع وغيرت القوانين، وبين أفلامك التي أدت إلى فساد الأخلاق والذوق، وأدت إلى جراءة القتل في الشوارع.
صحيح أن (رمضان) بعد هجوم أسرة الراحل فريد شوقي عليه أصابته حالة من الصمت، بعد أن تصدر تريند مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح حديث السوشيال ميديا، إذ هاجمه العديد من محبي الراحل، بسبب مقارنته أعماله بأعمال ملك الترسو ووحش الشاشة فريد شوقي، لكنه صنع أزمة جديدة هو بطلها ووقع رمضان في مرمى الانتقادات مجددا، بعد تداول رواد على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات له تتعلق بالفنان الراحل فريد شوقي، وحاول (رمضان)، الدفاع في تلك التصريحات عن نفسه تجاه اتهامه بنشر العنف والبلطجة بين الأطفال والشباب عبر أفلامه التي قدمها على غرار (عبده موتة)، لكنه زاد الطين بلة حين ذهب مقارنا نفسه بـ (وحش الشاشة).
ولقد دأب محمد رمضان على محاولات ركوب الترند من قبل فقد كان قد أثار الجدل عام 2017، بعد نشر حوار صحفي، وسخر خلاله من أفلام إسماعيل ياسين، وقال (أنا ضد أفلام إسماعيل يس، الله يرحمه، الذى قدمها عن الجيش كلها، لأنني لا أحب أن نصدر أن العسكري المصري بهذا الشكل أو يمشي وتقع منه أشياء ويسخر منه الناس)، وأضاف: (الراحل إسماعيل يس أكثر نجم يضحكني في العالم، لكني لا أحب أن نصدر صورة أن الجندي المصري وهو يقع منه القايش، ويركب فوق مروحة الطائرة بالعكس، فهذا منظر غير لائق)، كما أن ظهور شخصية الفنان الراحل إسماعيل ياسين ضمن مسلسل (موسى) وضع بطل العمل الفنان محمد رمضان في مواجهة الانتقادات، ووصل الأمر إلى حد تقديم سارة ياسين، حفيدة الفنان إسماعيل ياسين، شكوى إلى نقابة المهن التمثيلية.
باسم سمرة
نموذج آخر أصابه هوس (الترند) هو الفنان (باسم سمرة)، فعلى الرغم من ركوبه (الترند) جراء حسن أدائه العذب في مسلسل (منعطف خطر)، إلا أنه أصابه مس من الجنون حين ظهر المخرج والمؤلف محمد دياب، مدافعا عن الفنان المصري أحمد السقا، بعد تصريحات باسم سمرة ضده في مقابلة تليفزيونية، وكشف محمد دياب عن رأيه في تصريحات الفنان باسم سمرة بخصوص وفاته عمدا في فيلم (الجزيرة) لصالح السقا، حيث أكد أنه كمؤلف لفيلم الجزيرة لم يشاهد أي تدخل من السقا على مدار الجزئين، وكتب محمد دياب عبر صفحته الشخصية على موقع (فيسبوك) قائلا: (الموهوب باسم سمرة صرح بأن النجم أحمد السقا هو اللي ورا موته في فيلم الجزيرة واستبعاده من الجزء التاني).
وتابع: كمؤلف لفيلم الجزيره شهادتي أن أحمد السقا عمره ما تدخل في حرف في السيناريو، مخرج الفيلم الأستاذ شريف عرفة معندوش نجوم يفرضوا رأيهم ولا حتى يتدخلوا في العمل، شخصية حسن اللي لعبها باسم سمرة مستوحاة من شخصية حقيقية ماتت في الحقيقة وده سبب إني اخترت أموت الشخصية، وتابع محمد دياب حديثه: (اللي متفق فيه مع باسم إنه ممثل عبقرى، ويستحق أكتر من النجومية والنجاح اللي هو فيه).
ومن جانبه قال باسم سمرة خلال لقائه ببرنامج (واحد من الناس) الذي يبث عبر فضائية (الحياة) مع الإعلامي عمرو الليثى رد على انتقاده لأحمد السقا في مرواغة أخرى عن تصريحاته السابقة: (أنا أشطر من أحمد السقا بكثير هو في حتة وأنا في حتة تانية، شالو دوري في فيلم إبراهيم الأبيض علشان وجودي كان هيعمل قلق)، وواصل باسم سمرة حديثه قائلا: (أحمد السقا شخص طيب، لكن مندهش مما حدث لي معه في فيلم الجزيرة قتلوني وخرجت من الجزء الثاني، وفي فيلم إبراهيم الأبيض أديت معه مشهد صعب جدا، وفوجئت بحذفه، ولم أحضر العرض الخاص للفيلم).
ظني أن الهدف من تصريحات (سمرة) ليس إلا الحصول على مزيد من الشهرة بعد إصابته بهوس (الترند)، بدليل تحدثه خلال حلوله ضيفا على برنامج (واحد من الناس) عن زميلته نيللي كريم، واعتبر أنه صاحب الفضل في تطور أدائها الفني، وقال سمرة إن نيللي كريم لم تكن تستطيع أن تتحدث جيداً أمام الكاميرا في بدايتها، وتطرق سمرة لمشاركته لنيللي كريم في مسلسل (ذات) قائلا: (نيللي كريم كانت لسه في البدايات وكانت لسه لذيذة واستفادت مني ومن انتصار، وأضاف: (نيللي كانت داخلة فاكرة أننا من عالم آخر مكنتش مصدقة أن في كده، وبعديها بقت نجمة عظيمة وبتطور، هى علشان كانت بتعمل باليه عندها إيقاع، بس وقت التصوير كانت بتبقى قاعدة مش عارفة تقول كلمتين على بعض).
عبير صلاح الدين
فنانة أخرى مغمورة أرادت أن تركب الترند اسمها (عبير صلاح الدين) راحت تتجرأ على الفنان الكبير والقدير (محمد صبحي) خلال لقائها في برنامج (كلام الناس) مع الإعلامية ياسمين عز، حيث صرحت بأنها بعد تقديم دور (عبلة) في عدة مواسم شعرت بأنها لن تستطيع تقديم أي جديد يخدم الدور حيث قالت: (رفضت استكمال تصوير باقي أجزاء مسلسل ونيس، شعرت أني لا أقدم جديد، من حقي كممثلة أرفض الدور لو مش حاسة أني هقد جديد، وانا مش هحرق الشخصية بعد نجاحها، لأني فنانة بحب فريق العمل والمصداقية عندي اهم شئ).
وأضافت (ماكنتش قادرة أعمل كده لان الممثل مش آلة هتدوس علي زراير يشتغل لآ لازم يكون في إحساس، زملائي الفنانين حذروني، قالولي كدة مش هتشتغلي وهتقعدي في البيت، لكن أنا قلت الرزق بتاع ربنا وحاولت كتير لكن كل البيبان كانت متقفلة، لحد ما جالي اكتئاب خمس سنين من 2010 لحد 2015، وكل المحطات بتتقفل في وشي)، وأوضحت (عبير) أنها تعرضت لهجوم عنيف من الفنان (محمد صبحي) بعد اعتذارها عن استكمال الدور في مسلسل يوميات ونيس حيث قالت: (محمد صبحي) حاربني لأني قلت لا، هو حارب نجوم غيري كتير ولو لاحظنا هتلاقي إن الناس اتغيرت في مسلسل (عائلة ونيس) من أول جزء لحد الجزء السابع، ودا لأن اللي بيقول لا أو بيزعل محمد صبحي بيموته في الموسم اللي بعده وبيسفره.
وأشارت عبير أن هناك الكثيرين الذي نصحوها وقتها بأن تعتذر للفنان محمد صبحي حتى لا تحرم من الفن فيما بعد لكنها رفضت، وأضافت: (نصحوني اعتذر لمحمد صبحي علشان مقعدش في البيت، ولكني مش ندمانة ومش هعتذر لأني مغلطتش ودا حقي كممثلة إني أقول لأ، وبدأت أحس بحاجة من نوع انا اللي عملتك من غير ماتحسي).
ومن جانبه قال محمد صبحي في رسالة لبرنامج (حضرة المواطن) الذي يقدمه الإعلامي سيد علي، عبر قناة (الحدث اليوم): (هذه المونولوجست جاءت لي مع صديق طلب مني أسمعها، فسمعتها وقلت ليس لها في التمثيل، ولا بد أن تتدرب في الفرقة حتى أسند لها دورا، وبالفعل سنة 1994 أسندت لها دور عبلة أمام عبد الله مشرف في مسلسل (ونيس)، وقمت بتدريبها حتى ظهرت بهذا الشكل في 2008)، وأضاف: (في الجزء السابع من (ونيس) سنة 2010 تركت المسلسل، وتركت ممثلة جديدة أخرى المسلسل بعد تصوير أسبوعين، وما اكتشفته إن (عبلة) هى التي أقنعتها بترك العمل، على أساس أن تكتب لها مسلسلا، خصوصا إنها كانت ممثلة ثرية جدا وقادرة على إنتاجه، والعمل فشل وطلبت المنتجة وقتها الشرطة لطردها من الاستوديو كما نشرت الصحافة وقتها، ولم أقابلها من وقتها، وتمر السنين لأفاجأ بكلام كذب وتشويه متعمد).
وتابع: الفنان الكبير محمد صبحي قائلا: كيف تدعي هذا الكلام وأنا فنان قدمت 277 ممثلا تخرجوا من عندي واشتغلوا في السوق ونجحوا وهذا فخر لي، ومنهم (صلاح عبد الله، ومنى زكي، وأحمد وفيق، ومصطفى شعبان، وأحمد رفعت، وأحمد آدم)، وقبلهم (هناء الشوربجي، وأبناء ونيس وشريهان وسيمون)، وكلهم استطاعوا النجاح وعلاقتي بهم ممتازة حتى الآن ونحن على تواصل، وعلى مدى 50 سنة أقوم بعمل مسابقة سنوية للشباب الموهوبين ليدرسوا في الفرقة مجانا، وأكمل: لا أريد أن تحقق هذه المسكينة بأكاذيبها التريند والشهرة، وأكتفي بدفاع زملائي من تلاميذي، وكذلك جمهوري الواعي الذي كشف كذبها وتدبير صاحب القناة.
وأخيرا: كلما شاهدت مزيدا من الصخب فى العالم الافتراضي عبر (الترند) استحضرت عنوان الرواية الأشهر فى السرد الأمريكى (الصخب والعنف) للروائى العالمى (وليم فوكنر)، وعاينت كل هذا الضجر، وتساءلت أيضا هل كان يمكن لفوكنر أن يختار عنوانا أشد وطأة من ذلك لو كان بيننا الآن، وعاش زمن الترند وعوالمه الأشد صخبا، فلا يتصور وجود مجتمع إنسانى بدون وجود منظومة من القيم تحميه وتحكم وتضبط تصرفات العامة والخاصة، وإلا سنجد أن ليس هناك اختلاف بين المجتمع البشرى والمجتمع الحيوانى فى كثير من المواقف والتصورات والتصرفات، وهذا ظهر جليا ومريبا فى ظل الثورة التكنولوجية وعالم السوشيال ميديا الجديد، ليكون العالم أمام تهديد حقيقى لهذه المنظومة، وأمام نوع مستجد من الإدمان لا يقل خطورة عن أنواع الإدمان المشهورة كالمخدرات والقمار والجنس، الا وهى إدمان (ركوب الترند) والإعجابات والمنشن بمواقع التواصل الاجتماعى، مستخدمين الجانب السلبى لهذا الكنز.