تعرف على أغنية مسرحية (يماما بيضا) لعلي الحجار التى تنبأت ببيع الوطن!
كتب : أحمد السماحي
من المسرحيات الغنائية المهمة التى قدمت على خشبة مسرح القطاع العام وتحديدا على (مسرح السلام) عام 2007 مسرحية (يماما بيضا) المأخوذة عن عملين للكاتب والمفكر الكبير (توفيق الحكيم) هما (عودة الروح)، و(عودة الوعي) اللذين حولهما مسرحيا الشاعر الكبير (جمال بخيت)، وقام بإخراج العرض المخرج المبدع (حسام الدين صلاح) الذي قدم في هذا العرض فرجة مسرحية أو عرض (ميوزيكال) يعتمد على التمثيل والغناء والاستعراض والرقص الشرقي.
وكتب يومها الشاعر (جمال بخيت) في كراسة العرض : (لاشك إن رحلة توفيق الحكيم بين (عودة الروح – عام 1927، وعودة الوعي – عام 1972) هى واحدة من أغنى الرحلات الفكرية ثراءا في الإبداع العربي وربما الإنساني في القرن العشرين، وباختصار شديد نقول: إن نصف قرن من حياة توفيق الحكيم ومن الزمان المضطرب بالأحداث الجسام كانت كفيلة بتغير موقف مفكرنا الكبير في قضية من أعقد قضايا الحرية البشرية وهى قضية الحكم وكيف يكون؟!
(الفرد المخلص، والمستبد العادل، الديمقراطية الليبرالية، وحكم الطبقة العاملة) كل هذه الأنماط الرئيسية بالإضافة إلى العديد من الأنماط الأخرى طرحت نفسها بشدة خلال نصف القرن المشار إليه، وقد بدأ (توفيق الحكيم) في (عودة الروح) بالانتماء إلى فكرة الفرد المخلص، أو المصلح المنتظر، وقد استمرت مناقشة (الحكيم) لفكرة الحكم في الكثير من أعماله المسرحية، فقد شغلته فكرة شكل الحكم وفلسفته والأسس التى يجب أن يؤسس عليها حتى لا تصادر عقول الشعوب ويختم عليها بسبعة أختام، وحتى لا تصبح الحناجر هى العقول، وحتى لا يسدل الستار بين الشعب، وتصرفات الحكم المطلق.
اعتمد (جمال بخيت) على مقولة عامة مؤداها: أنه (لا يجب أن يستبد حاكم مهما كان نقاؤه، بشعب مهما كانت سذاجته)، ويقول: (إن هذا هو الدرس الذي تعلمه من قراءة عودة الروح وعودة الوعي).
قام ببطولة المسرحية مجموعة كبيرة من نجوم الغناء والتمثيل منهم (علي الحجار، هدى عمار، أحمد الحجار، محمود عزب، إيمان الشرقاوي، سعيد طرابيك) وغيرهم، وتضمن العرض مجموعة رائعة من الأغنيات والثنائيات الغنائية والاستعراضات التى كتبها الشاعر (جمال بخيت) ولحنها الموسيقار العبقري (عمار الشريعي)، منها (عندك يا عم خيال الضل، عندك في ضل الحب خيال)، و(يا حبذا يا حبذا)، (الحب هو الحب)، (سيبني افتشك وبشرفي هبشبشك)، (في الحر يحلم بالشتا)، (مافيش إلا السراب بيجري ورا العدم)، استعراض (حب سنية)، (افرد فوق الخوف جناحات)، (يا حبايب الروح تعالوا)، استعراض (يماما بيضا) واستعراض (يمكن أمل يمكن إنسان)، وغيرها من الأغنيات والاستعراضات.
في هذه المسرحية قدمت أغنية بعنوان (يا عم بيع ماهي متباعة) هذه الجملة قالها مخرج العرض (حسام الدين صلاح) كما ذكر لـ (شهريار النجوم)، وأهداها للشاعر (جمال بخيت) الذي كمل باقي الأغنية التى أثارت ضجة كبرى وأزمة واسعة النطاق بين جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وبين القائمين على المسرحية، حيث أكد يومها مصدر مسئول بالرقابة: (إلى رفض الرقابة إجازة الأغنية أو التصريح بأدائها داخل العرض، ورغم هذا أصر على الحجارعلى غنائها وتقديمها للجمهور بدعوى أن الرقابة لم تحدد موقفها من الأغنية مما يعنى موافقتها ضمنيا عليها، وهو كلام غير صحيح بدليل لجوء أسرة المسرحية للجنة التظلمات بالمجلس الأعلى للثقافة ضد قرار الرقابة).
أغنية (يا عم بيع ماهي متباعة) تعتبر من الأغنيات التى اسشرفت المستقبل، وتنبأت وشخصت وقتها ما حدث في مصر المحروسة من حيث مشاريع البيع الكبرى التى تمت في سرية تامة دون علم الشعب المصري!.
تقول كلمات الأغنية التى لا يمكن تقديمها أو غنائها هذه الأيام: ياعم بيع، ما هى متباعة، وحياتنا عملوها بضاعة
باعوا الكتاب والكلية، باعوا الخيال والحرية
باعوا سيرتنا الهلالية، باعوا الدوا والسماعة
يا عم بيع..
باعوا هوانا ومزارعنا، باعوا حديدنا ومصانعنا
حتى قمرنا اللى جامعنا، خطفوه ولاد البياعة
ياعم بيع، بيع، ماهى متباعة، باعوها ولاد البياعة