بقلم الإعلامي : علي عبد الرحمن
لم يتخذ أحد في مصر هموم الإعلام وكبواته والقلق علي مستقبله بحثا وفحصا وتحليلا،ومقارنة وغيرة ونصحا كما أفردت بوابتنا (شهريار النجوم) لهذه القضيه العديد من المقالات والصفحات والكلمات، حتي أننا أصبحا كالراصد الغيور القلق على مشهد إعلام الوطن ومستقبله، ولقد شاركت بوابتنا في توجهها هذا قيادات ومسئولين ونواب وخبراء وأساتذه ممن يهمهم أمر إعلام الوطن حتي وصلنا في مقالنا السابق إلي البحث عن (أبو الإعلام وأمه وأهله وخاصته) علنا نحرك ساكنا في بحيرة الإعلام الراكده!، ورغم طول فترة البحث عن أهل الاعلام،ورغم تعدد الرسائل، ورغم كثرة المهمومين بشأن الاعلام، إلا انه لاجديد يتحقق، ولا أحد يسمع، ولا نصيحة تتم دراستها، ولا يخرج علينا أحد للتناقش من أجل إعلام افضل؟.
وأمام هذا الوضع غير الإيجابي في استمرارية ضعف المحتوي وتشابهه النوافذ وسطحية التناول وغياب الرسائل الوطنية الداعمة وغياب الإنتاج التنافسي واختفاء مضامين مهمة وتراجع مقاييس الريادة وتقدم الأشقاء علينا تقنية وتخطيطا وإنتاجا وتوزيعا وتأثيرا، وكذلك السبق في مجال مدن الإنتاج ومناطق التصوير المفتوحة والأقمار الصناعية والشبكات الدولية الموجهة ونوعيات الإنتاج الدرامي والبرامجي والوثائقي والإخباري، كل ذلك لم يحرك ساكنا لدى أهل الإعلام وخاصته! لا علي سبيل الغيرة الوطنية ولا المهنيه ولا بحكم المسئولية ولا بسماع الغيورين على مستوي إعلام الوطن.
ولما كان قطار الإعلام من حولنا يمضي قدما حاملا أناسا من حولنا لديهم رؤي واضحة داعمة وخطط مدروسة علميا وإنتاجا ضخما متنوعا وتسويق عصري فاعل وتأثير جماهيري إيجابي يسحب رويدا بساط الرياة، ويكشف كثيرا من ضعف مستوي مشهدنا وتشابهه وانصراف الناس عنه، وانتاج تاريخي وديني ووثائقي وبرامجي متنوع مختفي تماما من ملامح مشهدنا الإعلامي، وأمام هذا الجمود في المشهد وإنعزالية أهل الإعلام وخاصته عن مجتمعهم ومايدور إعلاميا من حولهم، وأمام أننا الأكثر نوافذا، الأكثر نمطية، والأكثر تكلفة، والأضعف محتوى والأدني تأثيرا أمام شرعية المسئولية حسب التكليف بالمهمة، فاننا نستطيع تحديد من هم أهل الإعلام ومن هم خاصته بل وشجرة عائلته (أبا وأما ومحاسيبهم) المسيطرون علي المشهد!.
والسؤال: هل أهل الإعلام هى الوزارة الملغاة، أم مجلسه الأعلي، أم هيئاته،أم نقاباته، أم أهل تشريعاته، أم أساتذته، أم خبرائه، أم رواد المجتمع المدني في مجاله، أم القائمين علي قنوات وإنتاج وإعلانات وأخبار وكل نفس في جهاز الإعلام التنفسي؟!، من نخاطب من هولاء ومن نستبعد، ومن نخلق له عذرا، ومن نلومه، ومن يتحمل المسئولية؟، فهل هناك من يحرك إعلامنا غير هؤلاء، وهل هناك من يمارس توجيها أو ضغطا على إعلامنا؟!، ومها كانت الإجابات فالمسئولية على من تم تكليفه بها من جهات سبق ذكرها، وعليه فهل قامت هذه الجهات بواجبها الوطني المتمثل في:
(١) رصد مستجدات العمل الإعلامي من حولنا.
(٢) مراجعة مايقدم من محتوي ومضامين جادة.
(٣) الوقوف علي أسباب فقد أدوات الريادة.
(٤) وضع خطة قومية لقطاع الإعلام وآليات تنفيذها.
(٥) متابعة الأداء والتوجيه بحزم طبقا لحاجة الوطن وأهله.
(٦) ملئ فراغ الأعمال التاريخية والدينية والإنتاج الضخم المتنوع.
(٧) إلغاء التكرار والتشابه في النوافذ الإعلامية والمضامين.
(٨) تشكيل لجنه للخطة، وقياس الجودة، ومعرفة جدية التأثير، وجودة الرسائل الوطنيه المتضمنه داخل الأعمال.
(٩) تطبيق الأكواد البرامجيى والتنوع الإعلامي والعدالة الإعلامية.
(١٠) إصلاح بيئة العمل وتحقيق رضا العاملين نسبيا، وتفعيل التدريب والبعثات.
(١١) التنسيق بين الإعلام الرسمي وشبه الرسمي في إطار خطة قومية موحدة.
(١٢) خلق هوية وشعار لكل شبكة أو قناة ومحتوى ملائم لطبيعتها.
(١٣) تفعيل التسويق العصري لكل الإنتاج دعما للقوى الناعمة وزيادة الموارد.
(١٤) صناعة أحداث إعلاميه بحجم مصر وإعلامها كالمهرجانات والمنتديات واللقاءات والمعارض والأسواق الداعمة للنشاط الإعلامي.
(١٥) الاهتمام بدراسات رجع الصدى وأعمال المنافسة، ومنع الاحتكار،محو الأمية المعلوماتية والتحول لأدوات الإعلام الجديد وتطبيقاته.
هذه مسئولية جهات الإعلام المكلفه من مجلس وهيئات ونقابات ومشرعين وأساتذه وخبراء ومهتمين بالشأن الإعلامي، لأن المشهد مرتبك متشابه، منعزل، خارق مضمار التنافس، غير مرضي عنه، وليس لدى أحد مالدينا من شبكات وقنوات ونفقات وهيئات ونقابات وتشريعات ومجالس ومختصين، فماذا بعد ذلك إلا التنوع والتفوق والتنافس وخدمة الوطن وأهله.. ألا هل بلغنا، اللهم فأشهد، وتحيا مصر دوما ويعلو صوتها المعبر عن قيمتها وقامتها العالية .. آمين.