بقلم : محمد حبوشة
لقد أصبح الفن السينمائي (أراجوز) فلا فن أو نصوص فنية علما ماكان بالسابق، وعندما ترى الأفلام القديمة تحس بالفن الأصيل سواء تمثيل أو غناء الآن ترى الفن (أراجوزا)، الكل يعمل أن يكون (أراجوزيا) مقابل المال مع أننا رأينا الممثلين السابقين الذين أفنوا فنهم بإسعاد الناس وبه شيئا من الحقيقة واليوم الفن كله مهزله وأغلبة ممثلين إناث ولا علم لهم بالفن سوى الفلوس، فقد انحدرالفن السينمائي الجميل لأنه أصبح سلعه تجاريه فقط ولم يعد فيه احترام لعقل المشاهد وللأسف أصبحنا نأخذ من المجتمع كل ماهو سيئ ونعمل منه بطولات فى أفلامنا، وأصبحنا نفخم السلببات ونقلل كثيرا الإيجابيات مما أدى الى فشل المجتمع كله وليس فقط فشل الفن فقط، والدخلاء على الفن من المنتجين الذين هم أصلا ليسوا منتجين بل هم عباره عن شوال فلوس فقط لاغير.
وضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع المنتج الكبير (حسين القلا) يعتبر آخر المنتجين المحترمين في مجال السينما، عندما كانت أفلامها تمثل تعبيرا حقيقيا وصادقا عن الواقع الذي نعيشه، واليوم ونحن نعيش حراكا ثقافيا من واقع الانتقالات الاجتماعية الكبرى في الثقافة أمام المشهد الدولي الثقافي الذي يعيش حاضر المجتمع المعرفي الكوني، أصبح توطين الإنتاج السينمائي لا يعدو أن يكون صورة من صور الاستعارة الثقافية لنوع من أنواع الفنون وهو الفن السينمائي، ومع التطور الهائل الذي تحقق للسينما ودخولها المرحلة الرقمية واستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، نجد أن تصريحات الفاعلين في المشهد الثقافي في دولنا العربية بعزمهم الجاد لتوطين صناعة الفيلم السينمائي وإنتاج الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، وهو أمر يضعنا أمام حالة من التساؤل: هل هو القفز على الكلمات أو إغفال المنطق أو هى حالة من حلم يقظة يتجلى في صور فعاليات عربية لعرض أفلام من بيئات إنتاج سينمائي دولية لشركات تستثمر في ثقافات مختلفة مع تلطيف خجول لتلك الفعاليات الثقافية بورش عمل يسهم فيها المتميزون في مدن الإنتاج الدولية لتدريب المواهب العربية على أحد فنون السينما؟.
هذه الظاهرة العربية الخجولة وفعالياتها الاحتفالية حول صناعة السينما تستوقف الجماهير العربية من الفئات العمرية كافة أمام سؤال واحد: متى يأتي ذلك اليوم الذي تقدم لنا الشاشة الكبيرة فيلما من إنتاج المبدعين العرب وليس برأسمال عربي ومبدعين أجانب؟، مثلما كان يفعل (حسين القلا) إلى وقت قريب في بداية الألفية الجديدة مع فيلم (أوقات فراغ) بإمكانات متواضعة وممثلين مازالو في بداية الطريق.
مع يوسف شاهين
أنتج (حسين القلا) العديد من الأفلام المميزة التى تعد علامات مشرقة فى تاريخ السينما المصرية، استهل مشواره فى عالم الشاشة الكبيرة بفيلم (حدوتة مصرية) مع المخرج الكبير يوسف شاهين، لينطلق بعدها فى العمل مع عمالقة الفن المصرى من مخرجين وممثلين كبار، أمثال (داود عبدالسيد وأحمد زكى وفاتن حمامة)، ودعوني أختلف هذه المرة في الكتابة عن شخصية ثرية اقترنت بالإنتاج الجاد الذي يعكس ثقافته وخبرته، معتمدا على آرائه وأفكاره التي يقولها بنفسه عن تجاربه الفنية من خلال حديثه عن المشروع الذى كان يرغب فى تفعيله منذ نهاية الثمانينات، ولم يهتم أحد وهو ما اضطره للحديث عن الأخطاء القاتلة التى وقعت فيها الغرفة، وما تقوم به هو ليس دورها من الأساس.
وفي هذا يقول القلا: فى زمن غرفة صناعة السينما حدثت كل المصائب التى عشناها أو التى عشتها أنا على الأقل من أفلام للمقاولات وغلق دور العرض السينمائى، والمصيبة الكبرى الخاصة ببيع تراث السينما تحت أعينهم، وشاركوا فيه بتصدير شهادات نيجاتيف للجهات التى قامت بشراء الأفلام، متجاهلين الحقوق الأدبية والمعنوية للدولة وللعاملين فى الأفلام، حيث تم نقل الأفلام بالنيجاتيف إلى غير مصريين، وأنا لا أقصد افتعال معركة أو الدخول فى عداءات، ولكن أرغب فى إصلاح الوضع، الغرفة لها دور مهم ولكن ليس الذى تقوم به الآن، أعلم أنهم يعملون بنوايا طيبة ولكن الأمور لا تستقيم بالنوايا فى مجال الصناعة.
يضيف (القلا): (قبل الوداع) نموذج لأعمالى خارج حسابات المكسب.. وتغلبت على رهبتى وتحذيرات الناس فى (أوقات فراغ، وحدوتة مصرية)، جمعنى بـ (شاهين) و(بونابرت) فرقنا.. وتجربتى مع (داود عبد السيد) كانت ثرية، ولذا عندما تتأمل مشوار (حسين القلا) الفنى، تجد أنه يشعر بالرضا عما قدمته حتى الآن، فيقول: راض بنسبة كبيرة عما قدمته، مع الأخذ بعين الاعتبار أنى لم أدرس سينما ولم تكن بالنسبة لى فى البداية سوى تجارة، وتعلمت قواعدها بسرعة بعد ثانى أو ثالث فيلم قدمته، وشعرت برغبة فى أن تكون السينما جزءا من حياتى، وهناك أعمال كثيرة أرغب فى تقديمها ولكن هناك أزمة مالية، إن لم تكن موجودة كنت سأبدأ فى تصوير ما لا يقل عن ثلاثة سيناريوهات، وهناك أعمال إذا لم أستطع إنتاجها أقوم بتقديمها إلى شركات إنتاج أخرى، وهناك أفلام عديدة تم إنتاجها بهذا الشكل.
لم يبحث عن مكسب أو خسارة
لم يبحث (حسين القلا) طوال رحلته في عالم الإنتاج عن مكسب أو خسارة ولكن كل فترة كانت لها حساباتها المختلفة، وهنا يقول: بعد عدة تجارب فهمت السوق المصرية وكيفية التعامل معها، فهناك تجارب مثل (بطل من ورق) حققت نجاحا ولكن نجاحها بعد العرض التليفزيونى كان أكبر، حتى الأعمال التليفزيونية مثل (عصفور النار، بكيزة وزغلول) ما زالت حية حتى الآن، أما (أوقات فراغ)، فكانت تجربة سينمائية خارج الصندوق، عندما عرض على المشروع لم أستطع المقاومة، بالطبع كان هناك مزيج من الخوف والقلق، وتلقيت تحذيرات كثيرة من إنتاجه، خصومى كانوا يقولون (خليه يشرب)، وأصدقائى كانوا يحاولون تشجيعى بأننى لن أخسر على الأقل، خاصة أن الميزانية قليلة، والشباب أبطال الفيلم لم يتقاضوا مبالغ كبيرة، ورغم النجاح الذى حققه لم يأخذ الفيلم حقه فى الحديث عنه والاحتفاء به، حيث كان بمثابة نقلة سينمائية، حيث كان التجربة الأولى للمخرج، والمؤلف لم يكن بلغ السن القانونية، فعند تسجيل العقد بيننا فى الشهر العقارى رفضوا وطلبوا حضور والده، أما الأبطال الثلاثة فكانت تجربتهم الأولى أيضا، وعلى مدار عامين كنت أشعر بالقلق حتى تم طرحه فى دور العرض السينمائى، خاصة أن وقت عرضه شهد طرح أفلام كبيرة، بالإضافة إلى انطلاق مباريات كأس العالم حينها.
وبالنسبة لتجربة (الماجيك) فأننى تعجلت، كان لا بد أن ننتظر وقتا أو نكتب عملا خصيصا لهم، فبعد الانتهاء من الفيلم قال لى المخرج (محمد مصطفى) إن هناك سيناريو فيلم يعمل عليه مع المؤلف (محمد حسان)، قد يصلح ليقدمه أبطال الفيلم، وبالفعل قدم لى السيناريو وتم إنتاجه، لم يكن بالطبع فى نفس مستوى نجاح (أوقات فراع)، وكنت أتمنى أن يكون أفضل من ذلك، ولكن التجربة كانت مفيدة للشباب، حيث أدت إلى ظهورهم على الساحة السينمائية، كما رفعت لهم أجورهم حتى يدخلوا بعد ذلك السوق بثقل، كان من المهم لى هنا أن أكون منتجا محترفا أعرف مهنتى جيدا وأفضل من يقرأ سيناريو، حيث يشهد لى بذلك أصدقائى وخصومى على حد سواء، وتعلمت ذلك ممن عملت معهم فى البداية، وأكثر شخص تعلمت منه وكان له الفضل الأكبر فى ذلك المخرج الراحل (صلاح أبوسيف)، فهو كان يفهم جيدا قيمة السيناريو.
تحقيق الإيرادات مؤشر
ولأن المنتج الشاطر يوازن بين الفن والتجارة، فقد تعلم (القلا) من (صلاح أبوسيف) أن السيناريو أهم من المخرج والممثل، لهذا يقول: هناك منتجون ناجحون ومستمرون، على رأسهم (الأخوان السبكى)، أكن لهما كل التقدير، جودة الفيلم لا تعنى فقط حصد جوائز فى مهرجانات، ولكن تحقيق الإيرادات مؤشر ليس على المستوى المالى فقط بل إن هناك جمهورا اهتم بالذهاب إلى السينما ومشاهدة الفيلم، أثناء العمل مع يوسف شاهين فى (البداية) قلت له: أنت تصنع أفلاما لا يشاهدها سوى أنت وأولادك، فقال لى: (ليس لدى أولاد، ماذا تفعل إذا قرأت كتابا ولم تفهمه؟)، قلت له: (سأحاول قراءته مرة أخرى لاحقا)، قال لى: (نفس الأمر بالنسبة لأفلامى شاهدها مرة أخرى)، وعلى مدار مشواره قدم مجموعة مهمة من الأفلام، وكان يعرف دائما كيف يجد تمويلاً لأفلامه، حيث كانت لديه علاقات جيدة مع الفرنسيين.
قدم (حسين القلا) تجربة ثرية مع داود عبد السيد، وهى بحق تعد علامة من علامات السينما المصرية، من خلال مخرج له تركيبة خاصة، فكان لا يتنازل أبدا عن الأفكار التى تدور فى ذهنه، لذلك كان يقوم بكتابة أفلامه بنفسه، ولا يتنازل عن تقديم الفيلم بالطريقة التى يريدها، وهنا يقول: كانت تجمعنا علاقة جيدة وكان واضحا لدرجة كبيرة، وأدرك معادلة صناعة الفيلم الذى لا بد أن يحقق الجوانب المتعلقة بالفن والتجارة، كانت تجربتنا الأولى معا فيلم (الكيت كات)، ولكن الحديث عن فيلم (أرض الخوف) كان يسبق (الكيت كات)، كنا نجلس معا فى المكتب بحضور الفنان الراحل أحمد زكى، وحكى (عبدالسيد) الفكرة التى تحمس لها أحمد بشدة، ولكننا بدأنا بـ (الكيت كات) أولاً، وحتى الآن لا أعرف كيف تم تنفيذ الفيلم بتلك الكفاءة، رغم أنه كان الأسهل فى تنفيذه، السيناريو الجيد يحرك كل شىء (بينطق اللى مبينطقش)، فلا يوجد أحد فى الفيلم لم يقدم دورا جيدا.
مغامر طوال الوقت
كل فيلم يكون به شىء من المغامرة ما دمنا نعمل فى صنع سلعة متوقفة على مزاج الناس، الذى قد يتغير من لحظة لأخرى، فتكون هناك مغامرة طوال الوقت، ومن ثم عرض على السيناريو (ماهر عواد وسعيد حامد) لفيلم (الحب في الثلاجة)، وفى الوقت نفسه كنت أعمل على مشاريع أخرى، فوضعت سنة حتى نبدأ العمل عليه إلا أنهما كانا مصرين، وفى تلك الفترة كانا يذهبان إلى محلات الدواجن حتى يحصلا على الريش الذى سيصنعان به الديك فى الفيلم، وطلبا منى سلفة حتى يعملا عليه، ووقتها قلت لهما إنى سوف أقوم بإنتاجه، لم يحقق الفيلم نجاحا كبيرا، ولكن حصلت على جائزة كمنتج عن الفيلم، فالمغامرة والخسارة والتجارب المختلفة هى التى صنعت تاريخى.
وعزائي الوحيد طوال رحلتي الإنتاجية أني تعاملت مع مجموعة مهمة من الممثلين كانت على رأسهم الفنانة (فاتن حمامة)، فقد كنت محظوظا بالتعاون معها فى آخر تجاربها السينمائية (يوم مر ويوم حلو) للمخرج خيرى بشارة، و(أرض الأحلام) للمخرج دواد عبدالسيد، حيث لم يكن من تأليف داود، ولكن عندما جاء لى به كان بالفعل عمل عليه، وكانت النسخة جاهزة للتنفيذ، وعندما كنا نختار فكرنا فى عرض السيناريو على (فاتن حمامة)، وأعجبت بالسيناريو جدا، وكانت ذكية جدا فى اختياراتها، وشارك الفيلم فى مهرجان بتونس، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها فيه، ورشحت مصر الفيلم لتمثيلها فى مسابقة (أوسكار) عن فئة أفضل فيلم أجنبى، وتم استبعاده بسبب ضعف الجودة، حيث تم إرسال الكروت الخاصة بلجان تحكيم الأوسكار لى التى تضمنت تعليقاتهم على الفيلم، فكان 7 من ضمن 11 كارت، تعليقهم على الصوت والصورة، ولكن يعود ذلك إلى سوء مستوى المعامل فى ذلك الوقت.
حرص (حسين القلا) من خلال تجاربه المميزة في السينما على التعاون مع جيل مميز من المخرجين من مدارس مختلفة، منهم (عاطف الطيب، سعيد حامد، محمد خان، خيرى بشارة، وداود عبدالسيد)، هؤلاء المخرجون الذين كانوا فى فترة واحدة، كان من المنطقى أن يكرهوا بعضهم ولكن على العكس كانوا (رباطية)، فعلى حد تعبيره : خيرى بشارة كان يحرص على حضور معظم أيام التصوير مع محمد خان، وفى فيلم (زوجة رجل مهم) ظهر خيرى فى مشهد بالفيلم، فكانوا يحرصون على دعم بعضهم البعض، وتعلمت منهم أكثر من الأفلام التى قدمناها معا.
عدد ضخم من الأفلام
يرجع الفضل لـ (حسين القلا) فى إنتاج عدد ضخم من الأفلام المصرية التى دشنت ما أصطلح على تسميته (السينما الواقعية الجديدة) فى السينما المصرية، وسرعان ما أصبحت علامات فى تاريخ السينما العربية؛ مثل : (للحب قصة أخيرة – 1985، الطوق والأسورة، والبداية – 1986 – زوجة رجل مهم، وأربعة في مهمة رسمية – 1987، أحلام هند وكاميليا – 1988، يوم مر يوم حلو – 1988، الكيت كات ، والمواطن مصري – 1991، أرض الأحلام – 1993، ونظرا لخبراته الكبيرة وسمعته الطيبة وتاريخه المشرف كمنتج تمت الاستعانة به كمنتج منفذ لفيلمى: (أرض الخوف – 1996، وسهر الليالي -2002)، وبعد أن منح الفرصة لمخرجى الواقعية الجديدة عاد وأبدى حماسة منقطعة النظير للجيل الجديد من خلال إنتاج فيلمى: (أوقات فراغ – 2006، والماجيك – 2007، كما كان لشركته الفضل فى تعريف الجمهور المصرى بثلاثة من أهم الأفلام السورية هى: ( الحدود، التقرير، كفرون) بعد أن قامت بشراء حقوق توزيعها فى مصر.
أشهر أقول المنتج حسين القلا:
** هناك مشاكل تعاني منها الصناعة بشكل عام فى الوقت الحالى، خاصة أن صناعة السينما كما قال لا يوجد لها أب أو أم حتى وإن تواجدت رغبة حقيقية للتغيير.
** السينما صناعة وفن وتجارة ولابد من ضبط الإيقاع بين هذه العناصر وإيجاد كيانات تتمثل في اتحادات للمنتجين تكون مهمتها الأساسية الارتقاء بمستوى العمل السينمائي والتنسيق بين أطراف هذه الصناعة.
** هناك أزمة تواجه المنتج وهى كيفية استرداد أمواله من العرض الداخلي المتمثل في دور العرض المحدود حاليا والذي لا يتناسب مع الصناعة بشكل عام خاصة أن التوزيع الخارجى للأفلام لا يحقق ما هو نرجو منه.
** تتوفر لصناعة السينما المصرية مقوماتها الرئيسية: العنصر البشري الذي يتمثل في وجود قاعدة كبيرة من الفنانين والفنيين، ووجود دور العرض حتى لو لم تكن كافية، ووجود جمهور عريض فعلي وجمهور أكبر محتمل سواء في مصر أو العالم العربي وبعض البلاد الأخرى، كما توجد التشريعات القانونية اللازمة لحماية الصناعة ودعمها والكيانات الحكومية وغير الحكومية التي تعني بشؤون السينما والعاملين فيها.
** صناعة السينما المصرية لم تعاني طوال تاريخها من نقص في تمويل العملية الإنتاجية، سواء كان التمويل مصريا أو عربيا أو أجنبيا.
** تعاني صناعة السينما المصرية حاليا من اختفاء شركات الإنتاج الضخمة التي تدرس السوق ومتطلباته وتعد الخطط الإنتاجية لعدة سنوات قادمة.
** ما تحتاجه صناعة السينما اليوم أكثر من الإنتاج هو إنشاء دور عرض جديدة، أو بالأحرى ترميم وتشغيل دور العرض القديمة التي لم تعد تعمل أو لم تعد تصلح للاستهلاك الآدمي.
** أنا من المحظوظين لأني بدأت مشواري بالعمل مع عملاق السينما (يوسف شاهين)، كما عملت مع رواد السينما المصرية، منهم: (صلاح أبو سيف وعلي عبد الخالق ونادر جلال وخيري بشارة)، كما عملت مع مخرجين شباب كهاني خليفة وسعيد حامد.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للمنتج الكبير (حسين القلا)، فالقلا ليس منتجا جديدا في صناعة السينما المصرية ولو أنه لم يعمل فيها منذ عدة سنوات، والعاملون في المهنة من الجيل السابق – وما قبل – يعرفونه جيدا، إذ إنه كان من بين أهم المنتجين العاملين في إطار السينما المصرية ممن حاولوا دفع العمل السينمائي صوب الإجادة والأهمية طوال الوقت، ففي حين كان معظم المنتجين في الثمانينات يروجون عبر أفلامهم للقيمة التجارية وحدها نأى حسين القلا – وهو فلسطيني أساسا – بنفسه جانبا وقرر أن الأفلام التي يريد إنتاجها هى أفلام تحدث تغييرا نوعيا بين المشاهدين وتعزز السينما التي لا تقوم على النصيب الضروري من التجارة فقط، بل أيضا على ضلعي الفن والمضمون.