في ذكرى نور الشريف : هل كان (ناجي العلي) وراء عدم خروج فيلمه عن ياسرعرفات؟!
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام الذكرى السابعة لرحيل النجم الكبير (نور الشريف) الذي رحل عن حياتنا يوم 11 أغسطس 2015، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، ومن الأشياء التى أفتخر بها صداقتي لهذا النجم الذي ربطت بيني وبينه صداقة وطيدة، وأجريت معه أكثر من حوار سواء لمجلة (الأهرام العربي) أو (الأهرام) أو جريدة (الحياة) اللندنية، وكان الحوار معه متعة تجعل أمر إنهائه صعبا فهو مبدع قيل فيه وعنه الكثير لكن الكلام وحده لا يكفي للتعريف بهذا المثقف الكبير، الذي لم يتأخر ثانية واحدة عندما طلبت منه كتابة المقدمة لكتابي (الدنجوان رشدي أباظة … أسطورة الأبيض والأسود).
هذا الأسبوع في باب (صورة وذكرى) وبمناسبة العدوان الإسرائيلي على غزة مؤخرا، نتوقف مع رأي لنور الشريف عن رؤية الفنان السياسية، وسر تحمسه لتجسيد دوره في فيلم (ناجي العلي)، ونتساءل هل الحملة الشرسة شديدة القسوة على الفيلم كانت وراء عدم خروج حلمه بتجسيد شخصية الزعيم الفلسطيني (ياسر عرفات) للنور؟
كان النجم (نور الشريف) يرى أن الفنان لابد أن يكون لديه رؤية سياسية واضحة، وأنه من أخطر الأشياء ألا يملك الفنان وعيا كافيا، خاصة إذا كان فنان محبوبا لأنه سيكون له تأثير كبير علي الناس، فإن لم يكن لديه الوعي الكافي بما يدور حوله سيكون مجرد وسيلة في أيدي الآخرين، دون أن يكون له دور حقيقي وفعال.
ومن هذا المبدأ شارك في إنتاج وتمثيل فيلم (ناجي العلي) سيناريو وحوار بشير الديك، إخراج عاطف الطيب، حيث كان يرى من وجهة نظره أن (ناجي العلي) صاحب رأي وقضية، وشخصيته الكاريكاتورية (حنظلة) رمز أبدي لانتفاضة شعب يبحث عن الخلاص والتحرر من الاستعمار، وقال عن الشخصية: أن ناجي العلي رمز جميل لمعاناة أي فنان في العالم الثالث يريد أن يقول بصراحة، وقد ركزت على شرح القضية الفلسطينية بأسلوب مبسط، وعلى أن سبب المشاكل في المنطقة العربية يعود في الأساس لغياب الحرية والديمقراطية، وعلى جوانب في الحرب الأهلية اللبنانية توضح أن العدو يعمل على خلق فتنة طائفية في البلاد العربية بهدف تدميرها.
ويواصل (نور الشريف) حديثه قائلا: كانت الحملة ضد فيلم (ناجي العلي) شرسة لأن الفن عندما يعبر عن الحقيقة يصبح مصدرا للخوف لدى البعض، ووصل للرئيس الفلسطيني (ياسر عرفات) إننا نهاجم المنظمة، ونتهمها بقتل (ناجي العلي) وأن (أبو عمار) هو المسئول، فغضب (عرفات)، وجاء إلى القاهرة ليمنع عرض الفيلم في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى، ولحسن الحظ أن الدكتور (أسامة الباز) المستشار السياسي للرئيس (حسني مبارك) شاهد الفيلم وأشاد به، ثم شاهده الرئيس (مبارك) وقال لأبوعمار: (الفيلم فلسطيني أكثر منه فيلما مصريا)، وسأل (مبارك) مستشاره: هل هناك أي إساءة للمنظمة الفلسطينية؟!، فقال: (لا) فأمره بعرض الفيلم، وبعدها بشهور تصالحت مع (أبو عمار) في وجود (أسامة الباز).
جدير بالذكر أنه بعد رحيل الرئيس الفلسطينى (ياسر عرفات) عام 2004، قرر النجم (نور الشريف) أن يقدم النصف الأخير من حياة (عرفات) فى فيلم روائى طويل، وبالفعل بدأ فى جمع الوثائق والمعلومات عن الرئيس الراحل وبدأ الإعداد للعمل، إلا أن الفيلم تعثر لعدم العثورعلى شركة إنتاج كبيرة لإنتاج الفيلم وخروجه للنور بصورة جيدة، وليس كما ردد البعض أن الفيلم لم يخرج للنور بسبب موقف الرئيس (ياسر عرفات) من فيلم (ناجي العلي)، بدليل أن (نور الشريف) كان يريد تمثيل قصة حياة (عرفات) عام 2004 أي بعد عرض (ناجي العلي) بحوالي 13 عاما، ولقد فكر النجم الراحل فى تجسيد شخصية الزعيم الفلسطينى لإيضاح صموده أمام العدو الصهيونى حتى رحيله دون الرضوخ أو التراجع، وبسبب الصداقة القوية التى كانت تجمع بينهما، وكانت هذه الخطوة بمثابة محاولة من الفنان لتخليد وتأريخ تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة ياسر عرفات.