رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هدى العجيمي تكتب : أضواء المسرح (3) .. (روز اليوسف) في باريس

زكي طليمات أثناء منحة باريس

بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي

يواصل زكي طليمات حديثه حول أضواء المسرح قائلا : السيدة (روز اليوسف) التي كانت من أسباب نجاح (فر قة رمسيس) كان لها دور كبير في مسيرة حياتي وكنت قد تزوجتها بعد أن طلقت من الأستاذ (محمد عبد القدوس) وأنجبت منها ابنتي آمال طليمات،  وكنت دائما استشيرها فأجد منها النصائح الناضجة وكان شغلها ناجح جدا مع فرقة رمسيس، و(يوسف وهبي) كان يضحي في سبيل رمسيس لكن لم يخل عمله من أخطاء، فقد أبقى راية المسرح الجدي مرفوعة، وكنا نعرف باسم العدوين اللدودين، وكان كل الخلاف علي مسائل أدبية وفنية وليست مسائل شخصية لكننا كنا نتبادل الشتائم علي صفحات الجرائد وقد حدثت أحداث جديدة عندما بدأت حكومة الوفد عام 1924 تعني بالمسرح.

(ويصا واصف( كان يشجع الفنون وكان التمثيل يتبع دار الأوبرا قامت حكومة الوفد بعمل مسابقة لمحبي التمثيل تقدمت لها (روز اليوسف) فاشتركت معها ودخلنا الامتحان فإذا باللجنة تقدرنا وتمنحها الدرجة الأولي وأنا ايضا الدرجة الأولي، ثم قالوا تعالي قابل (حسين سري باشا) رئيس الوزارة فلما قابلته قال لي: أحسنت، وكانت مفاجأة أن قال لي أنت فزت بالجائزة الأولي وسوف نرسلك إلى بعثة دراسية لدراسة التمثيل، وقال لي أنت حاتكون في البعثة الأولى، قلت له: أريد أن ادرس في فرنسا ثم بدأت مباراة مع اللغة ست ساعات كل يوم لدراسة اللغة الفرنسية، ووافقت السرايا علي ذلك، أي على سفري إلى البعثة الدراسية.

سافرت إلى أوروبا في 3 نوفمبر عام 1925، وظهرت مجلة (روز اليوسف) وعليها صورتي ومانشيت: (زكي افندى طليمات  بمناسبة سفره لدراسة فنون التمثيل علي الباخرة لوت)، وعندما وصلت إلى فرنسا وجدت الناس يتكلمون بسرعة اللغة الفرنسية بشكل غير الذي تعلمته من قبل في مصر قبل السفر، هناك الحياة بسيطة جدا كل واحد لازم يعمل، وقلت لهم إننا نحتاج إلى فن الإخراج، لدينا (عزيز عيد)، لكن هذا لا يكفي وأريد أن أدرس أيضا فن الإلقاء، وكنت قد تعرفت علي مسارح باريس كل يوم أدخل تياترو وأدفع الأجرة وثمن التذكرة والناس هناك يعملون طوال الأسبوع إلى منتصف يوم السبت حيث تبدأ الإجازة والترفيه.

والناس هناك عجيبة فهم يترنمون بالحب ولديهم حرية صريحة جدا يحبون العمل كما يحبون اللهو .. تعادل في كل شيء، هناك في باريس تعلمت النظام وهناك لا يمكن للإنسان أن يشعر بالملل أمام هذه العروض الهائلة في المسرح والسينما، والمقاهي والناس يحبون بعضهم وكأنه ليس هناك حقد.

مسرح الأوديون – باريس

وصارت حياتي مقسمة إلى (معهد باريس) أدرس الإخراج والإلقاء، وكان لابد أن أدرس اللغة الفرنسية وأجيدها إجادة تامة، ولكي أسيطر علي هذه اللغة الجميلة لغة الحب والفن كنت أذهب إلى المعهد الساعة اتنين في مسرح (الأوديون) لأدرس الإخراج ثم أذهب إلى التياترو، ولهذا صرفوا لي ستة جنيهات زيادة لكي أتابع الروايات التمثيلية وأرتاد المسارح والمتاحف، اشتغلت مع اتنين من كبار الأساتذة في مسرح (الأوديون) كأول مصري جاء لكي يتعلم الإخراج، ومن أجل فن الإلقاء التحقت بمعهد التمثيل بعد أن أجدت اللغة الفرنسية كتابة وقراءة. وهي لغة الذهن والعاطفة معا، وكأنني أجدتها اكثر من العربية.

زارتني في باريس (روز اليوسف) زوجتي وهى لا تعرف الفرنسية، قلت لهم على زوجتي أنها أختي وآمال ابنتها أي ابنة أختي، لكن لسوء الحظ حدثت مفاجات سوف أحدثكم عنها في الحلقة القادمة إن شاء الله.

روز اليوسف .. الزوجة والممثلة القديرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.