رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

آن لـ (شيرين) أن تسكت عن الكلام غير المباح !

ما لنا أن تجلق شعرها أو لا تحلقه

كتب : محمد حبوشة

عجيب أمر هذه المطربة صاحبة الإحساس المزيف .. (نعم أؤكد أنه مزيف جراء أفعالها المشينة)، فعلى الرغم من أن الله منحها موهبة الصوت الجيد، إلا أنها تملك قدرة خرافية على إهدار قيمتها على المستوى الإنساني، وقد كنت إلى وقت قريب من المعجبين بفنها، بل وكتبت أنها موهبة مصرية مبشرة، إلا أن شعور ما بداخلي بدأ يترسب إلى رافضا تلك المشاعرها المزيفة جراء حماقاتها الكبرى، وأعترف أني لا أستطيع أن أفصل بين سلوك الفنان وما بين ما يقدمه من فن، لأنه ببساطة لابد أن يسمو بالروح ويحلق في سموات الإبداع الحقيقي، ربما أبدو تقليديا أو (دقة قديمة)، ولكني تربيت على مدرسة فنية مصرية عريقة في الأخلاق لا تقبل بشكل أو بآخر أن يكون الفنان على المسرح أو الشاشة شيئا وفي واقع الحياة شيئا آخر، فالفنان يعتبر قدوة لغيره من جيل الشباب يتأثر ويؤثر، ومن ثم ينبغي أن يدرك الفنان مفهوم القدوة الحقيقية.

في الفترة الأخيرة ومع ظهور (السوشيال ميديا) تصدرت بعض المواضيع والأفكار الجديدة جزءا من حيز الكلام بين الهجوم والتقبل من مستخدمي المواقع، مما ينبئ أن مصدري هذه الأفكار قد أصبحوا نماذج القدوة للناس، لذا وجب توضيح بعض الأشياء كي نحكم على تلك الأفكار ومصدريها، فالقدوة هى عبارة عن الشخص والمثل الأعلى الذي يقتدى به، والنموذج المثالي في تصرفاته وأفعاله وسلوكه، بحيث يطابق قوله عمله ويصدقه ويكون القدوة بالنسبة لأتباعه مثالا أعلى، فيعمل أتباعه على تقليده وتطبيق أفكاره وبعضهم يهتم بالظهور بنفس المظهر الذي يظهر به، وهذه الفئة تنتشر أكثر بين محبي المطربين والفنانين!

لماذا لاتبدو قدوة حسنة

القدوة من أهم أساليب التأثير على الآخرين حتى اعتبرها الكثير من العلماء وسيلة رئيسية للتربية والتعليم؛ فهو بالنسبة لهم محل ثقة وعلم حتى أن البعض يضفي العصمة لقدوته ويبرر أفعاله وأفكاره حتى لو كانت قبيحة أو ليست لها أي أهمية تعود على المجتمع، وكما قلت من قبل، القدوة توفر الوقت والجهد في غرس القيم أو السلوكيات الجديدة وتساهم فى إصلاح مفاهيم خاطئة داخل المجتمع والعكس صحيح، فمن الممكن أن تقود القدوة أتباعها لما هو غير مقبول دينيا وأخلاقيا وسياسيا وفكريا بنفس القوة التي تمكن القدوة الحسنة من بناء مجتمع متماسك قوي مفكر يستطيع أن يميز بين الحق والباطل والحسن والقبح.

وفي الحقيقة إن القدوة لا تفرض نفسها على المجتمع بل المجتمع هو من بيده أن ينصت أو ينفر منها، المجتمع هو المتحكم في تقبل الغير بأفكاره أو اضطهاده ويمكن حتى في بعض الحالات أن يصل إلى حد القتل، لذلك يجب أن تكون هناك ضوابط أخلاقية وفكرية ودينية، فالنتائج المترتبة على عدم تطبيق الضوابط والقوانين وخيمة ويترتب عليها تطاحن وصراع بين فئات المجتمع المختلفة سواء فكريا ودينيا أو حتى مذهبيا.

لدينا المثال مجسدا في فنانة مشهور اسمها (شيرين عبد الوهاب) دأبت في الفترة الأخيرة على الكذب وتزييف الحقائق عن حياتها الشخصية، وربما نلتمس لها العذر في حياتها، ولكن شريطة أن يكون ذلك داخل البيت حتى ولو تصدعت جدارنه بتلال المشاكل، لابد أن يكون حريصا على الكتمان حتى لا تتغير الصورة الذهنية وتسقط هيبته أمام جمهوره، خاصة في ظل وجود السوشيال ميديا، يمكن لأي أحد أن يكتب ويتكلم في أي شيء متسق مع قناعته، وذلك أدى لظهور نوع جديد من المشاهير همهم الأول والأخير جمع الناس حولهم مستغلين بريق الدفاع عن قضايا معينة، فيبدو شكلا أنه هدف نبيل ذو قيمة بغض النظر عن حقيقة أن الهدف من طرح الكثير من القضايا له غايات أخرى تستتر خلف هذا القناع.

كانت موهبة مصرية مبشرة

إذا نظرنا بعين العقل في أرباب (السوشيال ميديا) و(شيرين) واحدة منهم، حيث تقوم بفعل الشيئ ونقيضه في نفس الوقت، مثل الدعوة إلى أن كل إنسان حر في معتقداته وسلوكياته، ومن ثم يلزم أن نتأمل الشروط الشخصية التي نعتبرها ضرورية في الشخص الذي نعتبره قدوتنا حتى تتوفر لنا القدرة الشخصية على تحديد من نعتبره مثلنا الأعلى، فيجب أن يتسم مثلنا الأعلى بالأخلاقيات الفاضلة التي تمكنه من نشر أفكار إصلاحية تتماشى مع الواقع وتعالجه ويكون مثالا جيدًا في أخلاقه، وأن يكون ساعيا للخير فقط ولا شيء غيره، بمعنى أن يكون هدفه هو أن ينشر ما هو يعالج مشكلات المجتمع بدون انتظار مال أو شهرة أو شيء يحقق له منافع شخصية.

وظني أن (شيرين عبد الوهاب) من أولئك الذين يظنون أن لديهم الشجاعة في عرض الحقيقة عن حياتها الشخصية، وبالتالي تقوم بممارسة زيف الحق أو تقلب الباطل حقا أو تخلط بين الظلم والطغيان، الظلم لنفسها والطغيان على حقوق الآخرين كما حدث في سقطتها التي لاتغتفر في حق الراحل العظيم (حسن أبو السعود)، ذلك العملاق الذي قارنت نفسها به بقولها المستنكر: (بقيت شبه حسن أبو السعود)، وهى في هذا تفتقد إلى أن يكون لديها حنكة في التعامل مع مشكلاتها، وربما لاتعي أن الصبر وسعة الصدر ضروريان حتى يشكل وجودنا لوحة اجتماعية قادرة على التغيير وبناء مجتمع صالح ساعٍ للتطور والتكامل.

عن أي حب تتحدث تلك الحمقاء

أعتقد أنه آن الأون حتى تكف (شيرين) عن الكلام غير المباح، وتسد ماسورة جهلها التي تضعها كل مرة في براثن التردي والسقوط في بركة آسنة – والغريب أن البعض من جمهورها يلتمس لها الأعذار في كل مرة – وينبغي لها أن تدرك مقولة (ألبرت شفايتزر) الفيلسوف والطبيب والعالم والموسيقي الألماني: (لا تعتبر القدوة أهم عنصر من عناصر التأثير على الآخرين، بل هى العنصر الوحيد)، ولهذا يجب عليها أن تلزم بيتها لفترة وتعيد تشكيل شخصيتها من جديد، لأن القدوة هو شخص يقوم آخرون بتقليده من تلقاء أنفسهم، فمن الممكن أن يلبسوا نفس ملابسه، ويتصرفوا نفس تصرفاته، هذا الفعل يكون من داخل الإنسان، أي يقوم به من تلقاء نفسه دون أي إجبار أو فرد من أي شخص آخر، بل يقوم بذلك التقليد بتصرف لا إرادي مثلما يغلق ويفتح عيناه، فنجد بعض الأشخاص يأخذون قدوة من الفنانين.

إذا كان هذا القدوة من المشاهير مثل (شيرين)، فلابد أن يظهر للمجتمع بالأعمال الحسنة التي يقدمها للبيئة والمجتمع، لذا فقد هالني ما قالته (شيرين) مع (لميس الحديدي)، عندما تحدثت عن شأن شخصي يخص علاقتها (بزوجها أو طليقها) قائلة: ( هو السبب في أني أحلق شعري بسبب أنه كان عايز يجبرني على النزول بقميص النوم خلال تواجدنا في إحدى الفنادق) – هل هذا معقول أن تتفوه به فنانة على الملأ؟ – ثم تزيد الطين بله: (مخلفتش منه عشان ربنا يحميني منه)، وهى التي قالت قبلها بأيام أنها تحبه وترغب في العودة له، ويبدو لي أنها في قمة التناقض بقولها: (عملتله محضر بعدم التعرض لي ولبناتي وهو إنسان خطر وأدعوا الناس انهم يتبولو عليه أما يشوفوه، وبوقاحة غير معهودة تقول: (أجوز قرد أو فيل من حديقه الحيوان أفضل من أني أعيش معاه، أنا متأذتش من حد في حياتي زي ما شفت من حسام حبيب، وكان شخص أسود من جواه، ثم ختمت بكبيرة الأسافي: (كنت شبه البدر بقت شبه حسن أبو السعود بعد ما عرفته).

خرجت عن شعورها كثيرة بجهل وعدم روية

وأتوقف عند جملتها التي تلخص مرضا نفسيا عضال تعاني منه باعترافها هى بنفسها (لازم أروح أتعالج من آثاره السلبية عليا)، ونحن نشجعها على الذهاب لمصحة نفسية فعلا، خاصة أنها أصبحت خطرا على المجتمع وليس حسام حبيب بعد قولها: (أنا من القلعه ولو فكر يأذيني هروح أولع في بيته!).

قد يشعر الفرد من داخله أن هناك شيء ينقصه فيتجه إلى استكمال هذا النقص، سواء كان نقص بالحنان أو العاطفة أو الاهتمام، أو الشعور بالفراغ بأغلب الوقت والتكرار اليومي الذي لا يزيد ولا ينقص عن اليوم السابق، أما أن يكون ذلك الشخص ذو حظ، وعقل جيد فيسير للاقتداء بقدوة حسنة، أو يكون شخص ضل الطريق فيتبع أشخاص سيئون، ليس لهم سوى صورة ونموذج لشخص سيئ لا يراه أحد أنه قدوة سوى ذلك الشخص، بل ومن الممكن أن يحذره منه الجميع، ولكنه لا يسمع صوت أحد، ويندفع في تقليد هذه الشخصية السيئة في كل يوم بعد الآخر، إلى أن يجد نفسه يخطأ، كل يوم خطأ يقع به في العديد من الأشخاص.

وفي النهاية أقول لها هامسا في أذنها لآخر مرة: الإنسان يمر بظروف وضغوطات كثيرة خلال حياته فيتأثر بها إما سلبا أو إيجابا، والإنسان الذي يتميز بفكر راقي وعمل شريف وخلق حسن يسمو به عن كل التفاهات والابتذال في السلوك، فلا يمكن لشخص بمثل هذه الصفات أن تجعل منه الظروف إنسانا سلبيا، بل نجده محافظا على قيمه وأخلاقه مواجها الضعف بقوة ومتحديا للظروف القاسية من حوله وباحثا عن نماذج إيجابية لتكون قريبة منه، يحتك بها لتقويه وتدعمه في مسيرة حياته ومتمسكا بقيم ومبادئ نبيلة تجعل منه قدوة للآخرين.

لكننا على النقيض نجد أشخاصا مثلك (يا شيرين) تصنع منهم المواقف والأيام عبرة لغيرهم في تجارب الإنسان ومحاولاته وضعفه وقوته، وإن لم ترتق بها خطوة خطوة بحيث ينعكس ذلك الرقي على سلوكك وسيرتك وأهلك وأصدقائك، نجد أنه لا يمكن للأيام أن تصنع منك قدوة حسنة للغير، طالما نصبتي نفسك في مواقع الشر ولم تبتعدي عن مواقع الشبهات التي تحيط بك، فمثلك بأعمالهم الرديئة ونواياهم السيئة تنقلب عليهم حسرات وندم ويعيشوا خسرانا كبيرا ويفقدون السيرة والسمعة الطيبة، ولا يمكن للأيام أن تعوضها لهم لأنهم فقدوا ثقة الآخرين بهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.