كمال عبدالعزيز: حلم عمري إنشاء متحف فوتوغرافي للسينما المصرية
كتب : أحمد السماحي
الحفاظ على تراث السينما في العالم هو حفاظ على التاريخ الإنساني نفسه، فكل فيلم سواء كان روائيا أو تسجيليا، طويلا أو قصيرا، يمكنك أن تشاهد من خلاله ملامح الفترة التاريخية التي ظهر فيها، الملابس، الديكورات، تفاصيل البيوت من الداخل، العمارة، تصفيفات الشعر، طرز السيارات أو العربات، طريقة الحركة، إيقاع الحياة في الشارع، كيف كان الناس يعيشون، وكيف كانوا يتحدثون، وكيف كانت لغة الحديث اليومي بين البشر ثم كيف تطورت.
ومدير التصوير الشهير (كمال عبدالعزيز) عاشق ومحب للسينما المصرية أنفق كثير مما جمعه من ماله في شراء أصول الفوتوغرافيا لعدد كبير جدا من أفلام السينما المصرية، ولم يكتف فقط بالصور الفوتوغرافية، ولكنه اشترى العديد من الكاميرات بعضها يعود إلى ثلاثينات القرن الماضي، وفيها بعض كاميرات الرائد السينمائي الكبير محمد بيومي.
وأمضي (كمال عبدالعزيز) أكثر من 30 عاما مجمعا وحافظا وباحثا عن ما تبقي من النيجاتيف الفوتوغرافي للسينما المصرية على مر سنين وليالي طويلة، وعلي نفقته الخاصة، ثم قام بتحويل كم هائل من هذا النيجاتيف إلى صيغة (الديجيتال) ليكون نواة لخلق قاعدة تاريخيه يستفيد منها الباحثين والدارسين والمهتمين بالسينما المصرية وأيضا لحفظ جزء هام من هويتنا من الاندثار والنسيان، خاصة بعد أن تقاعست الدولة التي رفعت أيديها تماما عن السينما، ورفضت بالتالي تحمل مسؤولية شراء مئات الأفلام من أصحابها، مفضلة ترك المشكلة لأصحابها يتصرفون فيها كما يحلو لهم بدعوى أن السينما أصبحت تخضع مثل أشياء أخرى كثيرة في مصر، لمنطق السوق.
كمال عبدالعزيز صرح لـ (شهريار النجوم) أن إنشاء متحف فوتوغرافي للسينما المصرية هو حلم عمره الذي يتمنى أن يخرج للنور في حياته، وفي أقرب وقت، وأنه لا يطلب من الدولة الإنفاق على هذا المتحف، فالدولة لديها العديد من الأولويات أهم من مشروعه، ولكنه يطلب من رجال الأعمال العاشقين للسينما، والمجتمع المدني أن يكون له دور في إنشاء هذا المتحف الذي سيكون نادرا من نوعه، ومن خلاله يستطيع المواطن البسيط العادي أو السائح الأجنبي الدخول إلى المتحف ومشاهدة آلاف من الصور الفوتوغرافية الأصلية تمثل تراث وتاريخ السينما المصرية، لمجموعة من رواد الفن المصري الذين ظهروا مع بدايات السينما المصرية، فضلا عن صور أخرى من مراحل مختلفة من مراحل السينما المصرية.
وأضاف عبدالعزيز قائلا: هذا المتحف يا أحمد أخذ الكثير من عمري ووقتي ومجهودي ومالي على مدى ثلاثين عاما وبصفة يومية تقريبا، وأعتقد بحكم صداقتنا وحبك أيضا لتجميع التراث الفني كنت شاهدا على ما قمت به، وفي أحيان كثيرة كنت أحبط، وأتوقف عن تكملة المشروع، لكن سرعان ما أبعد الإحباط عن نفسي، وأعود للعمل مجددا وبحماس أكبر من الأول، والحمد الله أن المشروع الآن أكتمل وأريد جهة محترمة وعاشقة للتراث السينمائي تساعدني ماديا على خروج هذا المشروع للنور.