الطويل والموجي جمعتهما صداقة الحياة وحب العندليب والخلود الفني، وشهر الموت !
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام ذكرى اثنين من عمالقة التلحين في مصر المحروسة، اثنين من الذين شكلوا وجداننا بنغامتهم الموسيقية الخالدة، خلود الأهرامات ونهر النيل، اثنين من الذين حفروا علامة واضحة ومضيئة على جسد الأغنية العربية بالأسلوب العلمي في روائع لـ (أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ونجاة، وشادية، ووردة، ومحمد رشدي، ومحرم فؤاد) وغيرهم من عمالقة الطرب، الأول هو الموسيقار المبدع (محمد الموجي) الذي مرت ذكرى رحيله الـ 27 في الأول من يوليو، والثاني المتطور والمجدد (كمال الطويل) الذي ستمر ذكرى رحيلة الـ 19 يوم 9 يوليو القادم.
جمعت بين (الموجي والطويل) عدة أشياء أولها النشأة الفنية، حيث بدأ مشوارهما معا في بداية الخمسينات من القرن الماضي، ورغم عملهما في مجال واحد لكن جمعتهما صداقة وطيدة، وجمعهما أيضا حبهما وصداقتهما للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ورغم أن كل منهما مدرسة مختلفة عن الآخر في عالم التلحين، لكن جمعتهما أيضا أصالة اللحن وتجدده، حيث لم يستطع أحداهما أن يعيش تجربة الكذب والافتعال الفني، ولم تستطع دوامة الشهرة أن تجذبهما وتبعدهما عن عشقهما للموسيقي والنغمات.
هذا الأسبوع وفي ذكرى رحيلهما نتوقف ونتذكر بعض أرائهما في عالم الموسيقى والألحان كما جمعناها من بعض المجلات الفنية القديمة، في البداية يقول الموسيقار (كمال الطويل):
* لسنا في عصر الأنبياء، لكننا نحتاج إلى معجزة، إلى شاب غير معروف، درس وبذل من وقته الكثير وتعب، شاب يكون معاصرا لمأساتنا، ثم يخرج إلينا بمفهوم جديد في الأغنية.
* ليس عندنا مطربون جدد، ولا ملحنون، ولا أي حاجة؟ .. الجديد هو الذي يقدم شيئا غريبا علينا، يقول خاطرا أحس أنه لم يخطر في ذهني، حتى ولو كان هذا العمل في صورة بدائية جدا.
* جميع الملحنيين الذين استطاعوا أن يؤثروا في الجماهير من أول محمد عبدالوهاب إلى أصغر ملحن، كلهم ثقافتهم (كتاتيبي) لن تؤدي إلى تطور أو خلق جديد؟.
* عشت فترة دراسية في معهد الموسيقى كل الذي استفدته مجرد شهادة، أشعر أنني راجل (كتاتيبي) أيضا، حاولت أن أدرس وأتعلم بنفسي وأضيف جديدا، ولكن هذا غير ممكن، لازم يكون فيه تفرغ للدراسة الحقيقية.
* أي ملحن يخرج بأغنية في مستوى الأغنيات الموجودة يستقبل بالتهليل كأنه غاز منتصر، والشهرة أصبحت سهلة تماما مثل قزقزة اللب.
* الفن الموجود اليوم في العالم فن غير مسئول، فن الغضب من أجل الغضب، كل الشبان الذين نقدم لهم الفنون مثل ابني عايزين يكسروا أي شيئ علشان يظهروا غضبهم.
* أحب الرسام (جوجان) أرتعش أمام لوحاته، فأنا أمام شخصية مجنونة، عبقرية، تكوين لوحاته يملؤني بالخوف والرهبة، اتذكر أنني قرأت إحدى رسائله إلى أصدقائه كان يقول فيها : كل ما تعلمته من الآخرين أتعبني وأزعجني، وعلى ذلك أستطيع أن أقول لا أحد علمني شيئا أنني أعرف القليل الذي هو ملك نفسي.
* أما (فان جوخ) فإن عواطفه حادة كالموسى، كلما نظرت إلى لوحاته فإن الألوان التى تتموج فيها تلفني في دوامة ساخنة.
هذه كانت بعض الآراء القليلة للموسيقار المتطور والمجدد (كمال الطويل) التى توضح جزء من شخصيته وثقافته، ونتوقف الآن مع بعض اراء الموسيقار المبدع (محمد الموجي):
* يجب أن يكون لدينا محكمة للفن لمحاكمة اللصوص الذين يسرقون أعمال غيرهم.
* أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب في دمي منذ صغري، كنت وأنا صغير عندما استمع إلى صوت عبدالوهاب أهب واقفا – انتباه – حتى يصمت عن الغناء أو الحديث.
* أي جملة موسيقية ساعة ما أفتح الراديو تظل مسيطرة على مشاعري خمس ساعات على الأقل، علشان كده ما أحبش أسمع صوت عربيات أول ما أصحى من النوم.
* أحب الشاعر (عمر الخيام) لأن فهمه وممارسته للحياة نظرة فنان حقيقي.
* زوجتي (أم أمين) هى أعظم إمرأة في العالم فيها ملامح من شخصية (ناعسة) في حدوتة أيوب، تحملت نزواتي العاطفية وزواجي الكثير عليها ولم تشتكي.
* نفسي في اليوم الذي يأتي ولا يموت فيه فنان مصري أو عربي فقير.